انهيار بيت يحصد عائلتين.. والسبب قرار المحافظة بمنع تنكيس المنازل
انهيار بيت يحصد عائلتين.. والسبب قرار المحافظة بمنع تنكيس المنازل
صورة أرشيفية
فى شارع شركس، عند منعطف عثمان رشدان، أطفال يلعبون على أطلال بيت مهدم، تحول إلى تلة صغيرة، ينقبون بين الركام عن بعض المتعلقات، مهللين كمن كشف عن كنز عظيم، المنزل الذى تسبب سقوطه المفاجئ فى أبشع حادثة شهدتها المنطقة، وراح ضحيتها أسرتان بالكامل بعد قرار محافظة القاهرة بمنع تنكيس أو ترميم المنازل فى المنطقة. وائل القصاص، شاب ثلاثينى، أحد أهالى المنطقة، عضو فى «رابطة ماسبيرو» التى فوّضها الأهالى للتفاوض مع الحكومة، يقول إن «البيت سقط فى 7 ديسمبر 2012، وقتها فوجئ الأهالى بصوت الانهيار المدوى، وكان فى البيت أسرتين من ضمنهم سيدتين حوامل وأطفال».
بنبرة حزينة يقول وائل إن سيارة الإسعاف لم تتمكن من دخول المنطقة، كما لم تدخل قوات الحماية المدنية لاستخراج الجثث من تحت الأنقاض سوى بعد فترة طويلة من وقوع الحادثة، ويضيف: «الأهالى طلّعوا بإيديهم الجثث من تحت الأنقاض، ولم ينجُ من تلك الحادثة سوى طفل صغير، فى الصف الرابع الابتدائى، هو سيف سيد، الذى تصادف وجوده فى أحد الدروس الخصوصية أثناء سقوط البيت، وعند عودته احتضنه الأهالى خوفاً عليه من الصدمة».
وعن مصير الطفل يقول «وائل» إن خالته تعهدت بتربيته لأنها خسرت ابنتها فى الانهيار، وقالت: «سيد أخويا مات، وأخد بنتى معاه، وأنا هاخد ابنه وأربيه». ويؤكد «وائل» أن «سبب الحادثة منع المحافظة ترميم أو تنكيس أى بيت فى المنطقة، ومن يعارض ذلك يتعرض للحبس أو الغرامة، ولم تصدر لنا أى تراخيص تسمح بترميم المنازل أو تنكيسها، واللى كان بيدخل المنطقة بشكارة أسمنت كان بيخبيها كأنه بيعمل مصيبة».