أهالى المنطقة يواجهون الانفجار: «إحنا مطّعمين ضد الخوف»

أهالى المنطقة يواجهون الانفجار: «إحنا مطّعمين ضد الخوف»
ظلت تفاصيل المكان على حالها.. المحال التجارية مفتوحة، الباعة يفترشون الشارع، والمواطنون يصرون على الوجود بالمنطقة بالرغم من التحذيرات الرسمية.
هذا هو حال شارع «المستشفى» المجاور لموقع الانفجار الذى حدث فى شارع فيصل أمس الأول، تحديداً أمام مقهى «نجوم فيصل» الذى يقع ما بين «مسمط البرديسى»، وبقالة «عباد الرحمن».
«انفجار وراح.. أصل احنا بقى عندنا تطعيم ضد الخوف»، قالها «عاطف أبوالدهب»، وكيل وزارة سابق، وهو جالس على المقهى يرتشف الشاى فى الثامنة صباحاً، موضحاً أن الهدف الأساسى من الانفجارات، هو تخويف الناس، وهو ما تحصن ضده الشعب: «ماعدش حد يخاف، واحنا قاعدين فى القهوة دلوقت ومش خايفين، وكمان راكنين عربياتنا مكان الانفجار»، وأضاف: «الانفجار حصل والناس كانت واقفة بتتفرج عادى، مع إن كان ممكن يحصل توابع ليه، والشرطة وقتها كانت بتقول للناس ابعدوا عن المكان، لكن الناس مغادرتش، أصلها مابقتش خايفة».
المحال استمرت مفتوحة حتى بعد حدوث الانفجار، بحسب «رومانى فكرى» الذى يدير شئون المقهى: «أى انفجار فى أى منطقة أكيد بيسيب أثر عند الناس، لأن صوته القوى بيعمل فزع لكل اللى سمعه، لكن الكلام ده وقت حدوثه فقط، وبعد كام ساعة كل حاجة بترجع زى ما كانت، لأن الناس بطمّن بعضها على طول، وكمان الناس اتعودت على أخبار الانفجارات كل يوم».
العاملون بالمقهى «وردية الليل» أصروا على الحضور للمقهى للاطمئنان عليه فى الصباح الباكر، ولطمأنة العاملين فى «وردية النهار».
على العكس من المتوقع، بمجرد سماع «محمود كسراوى» عامل بالمقهى، دوى الانفجار، توجه مسرعاً نحوه دون خشية من إلحاق أذى به: «أنا ساكن قريب من القهوة، وأول ما سمعت إن فيه قنبلة جنبها، طلعت أجرى عليها عشان أطمّن على زمايلى فى الشغل، وأول ما جيت الصبح لقيتهم هما جايين بيشتغلوا معايا».[SecondImage]
«مصطفى إسلام»، أحد الجالسين بالمقهى يتدخل فى الحوار: «ماحدش كان متوقع تحصل حاجة فى شارع تجارى كبير زى ده، لكن الناس مابقتش تخاف، ده الانفجار حصل من هنا والناس رجعت على القهوة عادى بعدها بـ10 دقايق، وكل واحد رجع لموضوعه، ونسيوا حكاية الانفجار، ولا فى دماغنا، يعنى لو انا قاعد دلوقت وحصل انفجار هيحصل إيه يعنى؟! عادى جداً».
على الجانب الأيسر من المقهى، كان «علاء إبراهيم» مدير مطعم البرديسى الملاصق للمقهى يقف مباشراً العمل بشكل طبيعى: «الشعب المصرى عمره مابيخاف من حد، عندنا شجاعة وقوة نقف قدام أى إرهابى، وشغلنا ومحلاتنا مفتوحة عادى، والناس ماشية وشغالة»، مؤكداً أن عدم الخوف يُعتبر قوة من الشعب المصرى، وأنه من الاستحالة أن يغلق المطعم لأى سبب مهما كان، وأنه مهما كانت الانفجارات قوية فالشعب المصرى أقوى، وسينهض بالبلد تحت أى ظروف.