حسام البدري يكتب: مبدأ أساسي
حسام البدري
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية نجحت فى أن ترسى مبادئ الأخلاق، التى طالما كانت حريصة، منذ ولادتها، على تطبيقها وإرساء مبادئ العدالة بين الجميع وتحقيق مناخ جيد لا تشوبه أى شائبة، وأرسلت رسالة مفادها أن الأخلاق أولاً ثم يأتى أى شىء آخر، ولا يهم الانتصار الذى سيكون بدون أى ضمير أو على حساب أى شخص آخر.
الأخلاق أهم من الفوز فى الرياضة، مبدأ أساسى بالنسبة لى منذ أن بدأت مشوارى فى كرة القدم، مروراً بعملى مديراً فنياً للعديد من الأندية والمنتخبات التى قمت بتدريبها داخل مصر، فى الأهلى والمنتخب الوطنى، وخارجها فى كل محطة من المحطات فى الدول العربية الشقيقة.
الجانب الأخلاقى يتمثل فى احترام المنافس وكل بيئة العمل والكبير والصغير، وقواعد العدالة الخاصة باللعبة، ومعرفتها بشكل جيد، وتطبيقها، ليس داخل الملعب بل خارج الملعب وفى كل مكان، فالأخلاق نمارسها فى كل حياتنا فهى ليست داخل الملعب وإنما فى كل مناحى الحياة فى أسلوب حياة وهى سبب أساسى للنجاح.
أى رياضى لا يعرف قيمة الاحترام والأخلاق لن ينجح مهما كانت موهبته.. و«المتحدة» أرسلت رسالة مفادها: «الأخلاق ثم أى شىء آخر»
الأخلاق تأتى فى مرتبة سابقة على ممارسة الرياضة، لأن أى رياضى لا يعرف قيمة الاحترام والأخلاق لن ينجح مهما بلغ حجم موهبته ونجوميته، وهناك أمثلة كثيرة جداً فى كل المجالات، فهى طريق أى شخص فى كل مرحلة من حياته، والنور الذى يستمده فى الظلام، والقوة التى يحتاجها لتخطى أى عقبة صعبة، والإرث الذى يفتخر به بعد كل نجاح أن هذا المكسب جاء بعد جهد وتعب وتركيز محاط بالأخلاق واحترام المنافس.
الفوز من خلال الغش أو الخداع أمر مرفوض، وهذا ما ينطبق على تصرف شهد سعيد ضد زميلتها جنة عليوة فى سباق بطولة الجمهورية للدراجات فى أبريل الماضى بالسويس، الذى ترتب عليه إيقاف الأولى لمدة عام وحرمانها من المشاركة فى أى بطولات محلية بجانب غرامة مالية كبيرة.
لقد كان المشهد صعباً للغاية، وتحرك اتحاد الدراجات وقتها بمعاقبة اللاعبة شهد سعيد بأقصى عقوبة منصوص عليها باللائحة التأديبية للاتحاد الدولى للدراجات باستبعادها من سباق الجمهورية وحذف نتائجها، وإيقافها لمدة عام من المشاركة فى المسابقات محلياً، وهى أقصى مدة للإيقاف، مع سداد مبلغ 100 فرنك سويسرى، وهو أقصى غرامة منصوص عليها فى اللائحة التأديبية للاتحاد الدولى للدراجات، ومنعها من التظلم أو الطعن على القرار، والذى ترتب عليه عدم أحقيتها بالمشاركة فى أى مسابقة دولية، بما فى ذلك دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024.
الجميع يرفض الفوز المشوب بتنصل من الأخلاق، ويبغضون صاحبه، وهو ما يؤكد فكرة الأخلاق قبل الرياضة، وأكدته الشركة المتحدة فى دورها بإعلاء قيم الأخلاق والاحترام فى الرياضة، فقيم الأخلاق أصبحت حاضرة بقوة فى المجال الرياضى، وكل المجالات، ولها حضورها الكبير، وأن الطريق إلى الفوز لا يقل أهمية عن الفوز نفسه، ولا بد أن يكون محاطاً بالأخلاق.