بروفايل: «علام».. استمرار الفشل

كتب: عمر عبدالله

بروفايل: «علام».. استمرار الفشل

بروفايل: «علام».. استمرار الفشل

شعرٌ أبيض يعلو وجهاً أسمر، يرتدى صاحبه نظارة طبية بيضاء، ويدير شئون كرة القدم المصرية من مبنى عريق كان شاهداً على تحقيق الكثير من الإنجازات، يجلس على كرسى فخم ويعيد ظهره للخلف، ثم يتلقى اتصالاً يتم إخباره فيه بأن السنغال ستشارك بالفريق الأولمبى فى المباراة الودية التى كان مقرراً إقامتها مع المنتخب المصرى الأول فى الإمارات العربية المتحدة، يعتدل فى جلسته ويستشيط غضباً، ويقرر إلغاء المباراة بعد تدخُّل وزير الشباب والرياضة للحفاظ على سمعة المنتخب المصرى أفريقياً وعالمياً.

تسبب اتحاد الكرة الذى يرأسه جمال علام فى إحراج مصر وفريق كرة القدم الوطنى، بعد استخفاف السنغال والشركة المنظمة به، حيث تم الاتفاق فى البداية على مواجهة الفريق الأول من كلتا الدولتين، لكن اتحاد الكرة فوجئ بالحقيقة المرَّة وهى مواجهة المنتخب الثانى أو الأولمبى، لأن منتخب السنغال الأول «مشغول»، شَعر الجميع بالإهانة، وهو ما اعتبره الكثير من النقاد الرياضيين فشلاً جديداً يضاف إلى خزينة رئاسة الاتحاد المملوءة بالفشل والإخفاقات والارتباكات، لا سيما أن المنتخبات المصرية خرجت خالية الوفاض فى معظم المسابقات الدولية والقارية فى السنوات الأخيرة، باستثناء المنتخب الأولمبى الذى يناطح وحيداً فى التصفيات. لكن الفشل يعد قاسماً مشتركاً فى كل الأزمات التى عاشتها الكرة المصرية فى الفترة الأخيرة، ليصبح اسم اتحاد الكرة ورئيسه مرادفاً عند الجماهير المصرية لحصد الفشل إلى ما لا نهاية.

«علام» رجل تحاصره الاتهامات، بات لفظ «الفشل» مرادفاً له وللمجلس الذى يترأسه، حتى أصبح هدفاً سهلاً لاستقبال سهام النقد من جميع الاتجاهات، بعد فشل المنتخبات فنياً وإدارياً، وامتد الفشل إلى حد تنظيم وتسويق المباريات داخلياً وخارجياً، وتعرَّض اتحاد الكرة إلى ضغوط مالية من الشركات الراعية، ليس هذا فحسب، لكن الأزمات لا تنتهى بين اللاعبين والأندية من جانب وبين الأندية من جانب آخر.

جمال محمد محمود علام، ابن مدينة الأقصر، يرى أنه يعيش أياماً صاخبة لا يعرف متى ستنتهى، جلس قليلاً وفكر وأعلن هو ومجلسه اختيار مدير فنى جديد للمنتخب الوطنى بعد فشله فى التأهل للمونديال وكأس الأمم الأفريقية، وهو رجل مشهود له بالكفاءة وتاريخه حافل بالإنجازات، لكن سهام النقد جاءته من مكان آخر بعد تحقيق «كوبر» نتائج جيدة فى الفترة الأخيرة، فالمنتخب الأولمبى يفشل فى خوض مباريات ودية، واتحاد الكرة يقف متفرجاً، والأيام تمر والفريق يعانى، رغم أنه الوحيد الذى ظل متماسكاً بعد عاصفة «الخذلان» التى أصابت كل منتخبات الفراعنة.

وفى اتحاد الكرة لم يعُد الفشل مقتصراً على الأمور الفنية والإدارية فقط، ولكن فى العلاقة بين أعضاء المجلس، إذ تنتشر بينهم اتهامات بالتزوير، بجانب «ترقيع» لوائح خدمة الأفراد، وعشوائية اختيار اللجان، والكرة المصرية هى من تدفع الثمن.


مواضيع متعلقة