ليلة دامية فى غزة انتظاراً للهدنة.. 30 شهيداً وعشرات المصابين وقصف بالطائرات والبوراج والمدفعية

كتب: أسامة خالد وسارة نور الدين

ليلة دامية فى غزة انتظاراً للهدنة.. 30 شهيداً وعشرات المصابين وقصف بالطائرات والبوراج والمدفعية

ليلة دامية فى غزة انتظاراً للهدنة.. 30 شهيداً وعشرات المصابين وقصف بالطائرات والبوراج والمدفعية

انتظر أهالى غزة «الهدنة» بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال، بفارغ الصبر، لكن بدلا من الهدنة المنتظرة ووقف إطلاق النار، واجهوا قصفا وحشيا وقذائف طائرات الاحتلال الإسرائيلى لمختلف أحياء ومحافظات غزة من رفح جنوبا وحتى جباليا شمالا. وبات أهالى غزة ليلتهم الماضية على أصوات الانفجارات وقذائف الطائرات والبارجات وصواريخ «إف 16» التى دكت البيوت، لكن يحدوهم أمل فى أن تولد الهدنة التى وعد بها د. محمد مرسى، الرئيس المصرى، لتوقف آلة الموت الإسرائيلية ولو بشكل مؤقت. فى منزل أبوياسر، غرب مدينة غزة، كان الجميع ملتفين حول جهاز تليفزيون، فى انتظار الإعلان عن وقف إطلاق النار.. يقول «أبو ياسر»: «كنا نتوقع هدنة تبدأ فى المساء، طبقاً لما وعد به محمد مرسى، الرئيس المصرى، وقادة المقاومة، ويبدو أن الإسرائيليين لم يوافقوا على شروط المقاومة، وكلنا فى غزة نقف خلف المقاومة ونثمن عملياتها، ولن نقبل بهدنة تأتى على حساب كرامتنا وحريتنا»، ويكمل: «خلدنا للنوم، وعند الواحدة صباحا فتحت أبواب جهنم قصفا وحشيا من كل مكان استمر معظم ساعات الليل، أطفالى الصغار فزعوا، ولم يناموا ليلتهم رعبا من أصوات الانفجارات». لم تكن أسرة «أبوياسر» وحدها التى لم تنم ليلتها فى القطاع المحاصر؛ فالجميع قضوا هنا ليلة عاصفة أضاءت ظلامها قاذفات البوراج وحمم الطائرات التى لم تهدأ طوال ليلة أمس الأول؛ حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية 23 غارة استهدفت الأنفاق فى رفح، مما أدى إلى اشتعال ألسنة اللهب فى المكان دون أن تتمكن سيارات الدفاع المدنى من إطفاء الحرائق نتيجة تكرار الغارات منذ منتصف الليل إلى الصباح. وفى مخيم النصيرات، قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلين، ومنزلا آخر فى مخيم البريج بصاروخ استطلاع، تلاه قصف المنزل بالطائرات الحربية ودمرته، وأطلقت الطائرات الإسرائيلية صاروخا على جسر تاريخى يربط بين مخيم النصيرات وقرية المغراقة وسط القطاع، مما أدى إلى تدميره، كما استهدفت مركز شرطة خان يونس جنوب قطاع غزة، الذى استهدفته المدفعية الإسرائيلية بقذائف طوال ليلة أمس الأول. وبعد منتصف الليل بقليل، أطلقت الطائرات الإسرائيلية 7 صواريخ من الطائرات الحربية تجاه مجمع أبوخضرة الحكومى الذى يضم مقرات لوزارات مدنية، مما أدى إلى تدميره واشتعال النيران فيه، وأدى القصف إلى إلحاق أضرار مادية أيضا بعدد من المكاتب الصحفية بينها مقر مكتب شبكة قناة الجزيرة القطرية، ومركز الدوحة، ومقر وكالة الأنباء الأمريكية (أسوشيتد برس)، كما اشتعلت النيران فى أحد الأبراج المقابلة لمجمع أبوخضرة، وعدد من مكاتب الحج والعمرة. يضم مجمع أبوخضرة سلسلة مكاتب حكومية، ومكتبا للأمن العام، ومكتب الجوازات وتصاريح السفر.. حكى غارب أبومحمد، الذى وقف متحسراً ينظر للأوراق الرسمية المبعثرة على الأرض، بحسرة قائلاً: «كانت الساعة الواحدة صباحا، فجأة أطلقوا 7 صواريخ إف 16 على المبنى الذى سبق أن قصفوه من قبل، لكن هذه المرة دُمر المبنى بالكامل، رُجت حوائط منزلى، وفزع الأطفال ولم يناموا طوال الليل من أثر الضربة الشديدة، وكما ترى أثرت على نحو 7 مبانٍ».. صمت قليلا ثم قال بانفعال شديد: «لم يحذرونا، هم ألقوا أوراقا على أحياء الشمال يحذرون أهلها ويطالبونهم بالخروج من منازلهم لأنهم سيقصفونها، ولم يحذروا أحدا هنا، وإذا كانوا قد حذرونا فلن نخرج من بيوتنا، لسنا مثلهم نهرب، نحن هنا صامدون ولن نخرج حتى لو دكوا غزة كلها علينا، هم يقولون تهدئة ثم يدكون البلد علينا». على أطلال المبنى المتهدم كان أحمد، ابن الـ12 عاما، جالسا يشاهد الدمار بعينين زائغتين، ويقول: «عندما سمعت الضربة قفزت من على السرير، وجريت نحو أمى فى آخر المنزل، كان الصوت مرعبا ولم أنم طوال الليل، لم أشاهد نيراناً مثل تلك ولم أسمع انفجارات مثلها من قبل، الطائرات الإسرائيلية أطلقت صواريخها تجاه أراضٍ فارعة شمال غرب المدينة وقصفت موقع الخيالة». واستأنفت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمنطقة الأنفاق جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى اشتعال النيران فى عدد منها واستهدفت مجمع الكرامة الثقافى. واستشهد 30 فلسطينيا، مما رفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى 138 وعدد الجرحى إلى 1050 جريحا، وكان من بين الشهداء ثلاثة صحفيين وسبعة مواطنين من عائلة واحدة. ومع الساعات الأولى من صباح أمس استأنفت طائرات الاحتلال عدوانها باستهداف عدة منازل فى قطاع غزة، إضافة إلى مقرات حكومية، واستشهد مواطن وأصيب ثلاثة بجراح بعد استهدافهم قرب مسجد الشافعى بمخيم جباليا؛ حيث جرى نقل الجرحى إلى مستشفى كمال عدوان لتلقى العلاج. فيما امتلأت شوراع غزة بجنازات شهداء أمس الأول، وكانت أصوات الزغاريد تطلقها النساء من شبابيك المنازل لتختلط بتكبيرات مشيعى جنازة الشهيد المقاوم «محمد دادة أبومؤمن»، الذى استشهد فى قصف استهدف سيارته أمس الأول، فيما أطلق المقاومون الرصاص فى الهواء، كانت الجنازة التى خرحت من مسجد الهدى على ساحل البحر يزداد عدد مشيعيها كلما مرت بشارع، وتزداد تكبيرات الرجال وزغاريد النساء لتجلب الحماس للرجال وهم يهتفون: «على القدس رايحين شهدا بالملايين». أخبار متعلقة بالدم حررنا سيناء .. وبالدم سنحميها من المؤامرة «الوطن» تنشر خطة إسرائيل لإنشاء دولة «غزة الكبرى» على أراضى سيناء باحثون: ملايين الفلسطينيين لم يذوبوا فى المجتمعات العربية.. وما زالوا يحتفظون بهوية «لاجئ» خبراء وسياسيون: توطين «الغزاويين» فى سيناء معناه تصفية القضية الفلسطينية اليوم.. مسيرات طلابية من 3 جامعات إلى مقر «الأمم المتحدة» تنديداً بالعدوان الإسرائيلى «الوطن» ترصد نزوح الفلسطينيين من «بيت لاهيا» إلى وسط غزة.. سيراً على الأقدام «العربى»: الجيش المصرى هو الذى سيرد على اجتياح سيناء.. إذا حدث