باحثون: ملايين الفلسطينيين لم يذوبوا فى المجتمعات العربية.. وما زالوا يحتفظون بهوية «لاجئ»

باحثون: ملايين الفلسطينيين لم يذوبوا فى المجتمعات العربية.. وما زالوا يحتفظون بهوية «لاجئ»
أكد باحثون ومحللون سياسيون أن الحديث عن «توطين» سكان قطاع غزة فى سيناء، أمر «غير جاد» على الإطلاق، خاصة أن ملايين اللاجئين الفلسطينيين لم يذوبوا داخل المجتمعات العربية، التى هاجروا إليها منذ عام 1948، وما زال أغلبهم حتى الآن يحتفظون بهوية «اللاجئ».
فى البداية، يقول د. حسن أبوطالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن عدد اللاجئين الفلسطينيين فى الدول العربية يزيد على 9 ملايين لاجئ لا يحملون جنسيات تلك الدول، بل يحملون الهوية الفلسطينية، على أمل العودة فى يوم من الأيام للوطن الأم، ولم يستطع غالبيتهم أن يذوبوا فى هذه المجتمعات على الإطلاق، مشيراً إلى أن الدول العربية المجاورة لفلسطين هى الأكثر استيعابا لهؤلاء اللاجئين، وعلى رأسها لبنان، حيث يوجد العديد من المخيمات الفلسطينية، بالإضافة إلى الأردن وسوريا والعراق.
واعتبر أبوطالب أن «إقامة مخيمات للفلسطينيين داخل سيناء مسألة صعبة جدا، ومن يتخذ هذا القرار يعمل على إجهاض القضية الفلسطينية، ويخل بالأمن القومى المصرى، ويعمق الانفصال الفلسطينى، كما يعزز فكرة وجود وطن بديل، وهو ما تعمل إسرائيل من أجل تحقيقه منذ فترة، على أن يكون الأردن هو الوطن البديل لسكان الضفة الغربية، وسيناء هى البديل لسكان قطاع غزة، وبذلك تنتهى القضية الفلسطينية تماما.، ولكن يوجد فى مصر الكثير من الحكماء والواعين بمخاطر قرار إقامة المخيمات الفلسطينية داخل سيناء، القبول بذلك خيانة كبرى».
وأضاف أبوطالب أن «اللاجئين الفلسطينيين متمسكون بحقهم فى العودة والتعويض عن سنوات الغربة عن الوطن، وهم يريدون وطنا قوميا يعكس تاريخهم وهويتهم، ومن الصعب أن نراهن على ذوبانهم داخل المجتمعات التى هاجروا إليها، وإن حدث فإنها ستكون نسبة قليلة للغاية لا تؤثر على الهوية الفلسطينية».
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن عبدالوهاب، الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، «إن توطين اللاجئين الفلسطينيين فى الأردن وسوريا والعراق ولبنان قابل للتكرار مرة أخرى فى سيناء»، محذرا من نزوح أهالى غزة إلى مصر وإقامتهم كلاجئين، لما يحمله ذلك من مخاطر كبيرة، خاصة أن «إقامة هؤلاء ستتحول من مؤقتة إلى دائمة بمرور السنين كما حدث فى الدول العربية المشار إليها».
وأشار عبدالوهاب إلى أن «الأردن هى أكثر البلدان العربية استيعابا للفلسطينيين منذ حرب عام 1948، حيث أقامت لهم أكثر من 10 مخيمات كبيرة، بجانب توزيعهم على المدن داخل المملكة، والكثير منهم حصل على الجنسية الأردنية، كما توجد مخيمات أخرى للاجئين الفلسطينيين داخل لبنان والعراق وسوريا، وأوضاع هذه المخيمات لم تتحسن كثيرا، بل تزدادا سوءا مع سخونة الأحداث فى تلك الدول، كما حدث فى العراق».
ومن جهته، قال الدكتور محمد الجوادى، الكاتب والمؤرخ، «إن مصر مسئولة عن غزة منذ توقيع اتفاقية الهدنة عام 1949، وبناء على هذه الاتفاقية فإن غزة تتبع مصر رسميا»، معتبرا أن «مصر هى التى أضاعت غزة بهزيمتها فى حرب عام 1967، وعليها أن تعيدها مرة أخرى، وأن اعتراف إسرائيل والعالم بمنظمة التحرير الفلسطينية كجهة رسمية يتم التعامل معها لا يعفى مصر من ضياع غزة».
وأوضح الجوادى أن «من الضرورى إقامة دولة واحدة على الأراضى الفلسطينية الأولى، جزء منها يسمى «فلسطين الشرقية»، وهى الضفة الغربية، والثانية «فلسطين الغربية»، وهى قطاع غزة. وهنا ستكون دولة واحدة وليست الضفة و«إمارة غزة» كما يردد البعض، وهذا سينهى الخلاف والانفصال بين الضفة وغزة، وبين حركتى «حماس» و«فتح».
وأكد الجوادى أن «إقامة مخيمات للاجئين الفلسطينيين فى سيناء أمر مستبعد، حيث لا يوجد بين الفلسطينيين فى قطاع غزة من يحب الابتعاد عن بيته ومجتمعه، ليذهب إلى منطقة قاحلة ومضطربة مثل سيناء، وما يحدث فى غزة من اعتداءات إسرائيلية متكررة لن يؤدى إلى ذلك، وهو لا يزيد عن كونه نوعا من الدعاية الانتخابية، وهى شائعات يرددها البعض للنيل من رئيس الجمهورية، واختبار مواقفه من القضية الفلسطينية».
أخبار متعلقة
بالدم حررنا سيناء .. وبالدم سنحميها من المؤامرة
«الوطن» تنشر خطة إسرائيل لإنشاء دولة «غزة الكبرى» على أراضى سيناء
خبراء وسياسيون: توطين «الغزاويين» فى سيناء معناه تصفية القضية الفلسطينية
اليوم.. مسيرات طلابية من 3 جامعات إلى مقر «الأمم المتحدة» تنديداً بالعدوان الإسرائيلى
«الوطن» ترصد نزوح الفلسطينيين من «بيت لاهيا» إلى وسط غزة.. سيراً على الأقدام
ليلة دامية فى غزة انتظاراً للهدنة.. 30 شهيداً وعشرات المصابين وقصف بالطائرات والبوراج والمدفعية
«العربى»: الجيش المصرى هو الذى سيرد على اجتياح سيناء.. إذا حدث