بروفايل: أحمد الشناوى.. حارس فى «مرمى النيران»

كتب: عمر عبدالله

بروفايل: أحمد الشناوى.. حارس فى «مرمى النيران»

بروفايل: أحمد الشناوى.. حارس فى «مرمى النيران»

شاهد فريقه يُتوَّج بلقب الكأس فى غيابه، أطلق الحَكم صافرته فاعتلت وجهه البسمة ونزل إلى أرض الملعب ليحتفل مع باقى اللاعبين، ولكنه كان اتخذ قراره: سألعب المباراة المقبلة مهما كانت النتائج، فبدأت التلميحات وزاد الضغط على المدير الفنى، يجب أن يعود الحارس الأول ليقف بين الخشبات الثلاث.

غادر محمد الشناوى، حارس الزمالك، مع زملائه على متن الطائرة إلى تونس، أخبره الجهاز الفنى بأنه سيكون الحارس الأساسى فى المباراة، ولكنه كان يشعر بشىء غريب، لم يكن مطمئناً نحو هذه المباراة، ولكنه حسم أمره، وقال: «ستنال ما تمنيته، الآن عليك أن ترد على منتقديك».

ولكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، والمصائب لا تأتى أبداً فرادى، فبعد 10 دقائق فقط من البداية كانت شباك الحارس الشاب اهتزت بهدفين، قبل أن تتوالى الأهداف ويصل الرقم إلى 5، هزيمة تاريخية للبيت الأبيض عمرها 28 عاماً، 5 أهداف أفريقية فى مباراة واحدة، كانت من نصيبه هو، وقف غير مصدق ما يحدث، يبدو أنه فى كابوس.

«الشناوى» من أكثر الحراس إثارة للجدل فى الفترة الأخيرة، فمن اتهامات بالاستهتار لتشكيك فى المستوى لصدام مع البرتغالى جيسوالدو فيريرا المدير الفنى للفريق، يعيش «الشناوى» أياماً صاخبة لا نهاية لها، على الرغم من إشادة الجميع بمستواه، إلا أنه فجأة ودون مقدمات بات هو مركز الأحداث، وبات هو اللاعب الأكثر إثارة للجدل فى فريقه.

الشناوى الذى لم يلعب فى مسيرته سوى لفريقين فقط، حيث بدأ حياته مع النادى المصرى، ثم انتقل إلى الزمالك موسماً واحداً على سبيل الإعارة لم يشارك فيه كثيراً، ليعود مجدداً لفريقه الساحلى، قبل أن يحط الرحال فى القلعة البيضاء للمرة الثانية ولكن بصفة الحارس الأول هذه المرة، فقد أصبح العرين الأبيض خالياً فى انتظاره.

قدم الحارس مع فريقه مستويات جيدة فى جميع البطولات حتى بات ينافس على لقب حارس مصر الأول، إلا أنه دائماً ما يتعثر فى الأوقات الصعبة، فكان فى مرمى النيران عقب خسارة المنتخب الوطنى أمام السنغال فى العام الماضى فى القاهرة، بعد أن حملته الجماهير مسئولية الهدف، واتهمه الجميع بالهروب من المباراة، ثم مرت الأيام وعاد «الشناوى» ليتحمل مسئولية هزيمة فريقه أمام الأهلى فى الدورى الممتاز، حتى جاءت الهزيمة المذلة على يد النجم الساحلى، ليصبح الحارس الشاب صاحب الـ24 عاماً، هو المطلوب رقم واحد من الجميع، الكل ينظر ويحلل ليحمله مسئولية هذا الهدف أو ذاك، مستواه الضعيف، انعدام الثقة، الأخطاء القاتلة، كلها اتهامات ألصقت بالحارس، ولكنه آثر الصمت، وبات ينظر إلى مصير مجهول، فمرارة الهزيمة جعلت الجميع ينسى حلاوة الانتصار، ولحظه العاثر لم يكن مشاركاً فيه، ليصبح الحارس دائماً فى مرمى النيران.


مواضيع متعلقة