بروفايل| «تواضروس» فى مهمة خارجية

كتب: مصطفى رحومة

بروفايل| «تواضروس» فى مهمة خارجية

بروفايل| «تواضروس» فى مهمة خارجية

تتدلى الصلبان على صدور المتصافحين عند أبواب الكنيسة الأرثوذكسية فى أكسوم المشمسة. الجو فى إثيوبيا حار، لكن الأوضاع فى طريقها لأن تكون أكثر حرارة بين بلدَى البطريركين «المصرى والإثيوبى» رغم محاولات الاحتفاظ ببعض خيوط الدبلوماسية بين «خصمين اختصموا» فى نيلهم.

«وزير خارجية» دون حقيبة رسمية، هكذا يبدو صاحب الطيلسان الكنسى والرداء الأسود المذهّب الذى غادر مقره البابوى إلى إثيوبيا للاحتفال بـ«عيد الصليب» مع أبناء كنيسة كانوا يوماً من رعايا كنيسته المصرية.

فرصة يطالب كثيرون البابا تواضروس باستغلالها فى مناقشة ملف «سد النهضة» مع الأطراف الإثيوبية التى باتت تؤرق الجانب المصرى خوفاً على الحصة التاريخية لمصر من مياه النيل. زيارة إثيوبيا التى يجريها «بابا الإسكندرية» حالياً تأتى قبل أيام من زيارة أخرى مزمع إجراؤها إلى الولايات المتحدة تزامناً مع الاحتفال بالذكرى الثالثة لاعتلائه الكرسى المرقسى.

وتأتى زيارة البابا لأديس أبابا مغلفة بالطابع الدينى وتلبية لدعوة الأب متياس الأول بطريرك الكنيسة الإثيوبية الذى زار مصر بداية العام الحالى، ويشهد خلالها تواضروس الاحتفال الإثيوبى بعيد الصليب، ولكن يتسلل من بين ثنايا تلك الرحلة الأولى التى يرافقه خلالها وفد كنسى كبير، البحث عن مساهمة كنسية فى حل أزمة سد النهضة الإثيوبى الذى أعلنت أديس أبابا الانتهاء من بناء 47% من حجمه، وتوطيد العلاقات الشعبية بين البلدين، بفضل الثقل التاريخى للكنيسة المصرية بإثيوبيا ومكانة بابا الإسكندرية لدى الإثيوبيين.

قبل أكثر من عامين صرّح البابا تواضروس بأن الحكومة الإثيوبية ذات الطابع العلمانى لا تلتزم تماماً بمواقف الكنيسة الإثيوبية، لكن البابا المصرى تمسك بمحاولة التوفيق بين وجهات النظر بين البلدين، وسط تعويل إعلامى وشعبى مصرى واضح على تلك الزيارة البابوية إلى إثيوبيا فى أن تفتح مجالاً دبلوماسياً رسمياً للنقاش حول السد الإثيوبى.

وتشمل الزيارة التاريخية لتواضروس إلى منبع النيل الذى تشكلت من طميه ملامحه، فى أول زيارة للقارة السمراء، لقاءات رسمية وزيارات كنسية، يتمنى خلالها أن تعود المياه إلى مجاريها وتنتهى أزمة السد لصالح البلدين، بفعل الإرث التاريخى للعلاقة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية الذى يحمله على كاهله، وتعود إلى النصف الأول من القرن الرابع الميلادى، وصار متبعاً منذ ذلك التاريخ وعلى مدار 16 قرناً من الزمن أن يكون رأس الكنيسة الإثيوبية أسقفاً مصرياً يرسله بابا الإسكندرية حتى الانفصال بينهما فى النصف الثانى من القرن الماضى، عام 1959، حيث اعترف البابا كيرلس السادس، بطريرك الإسكندرية وقتئذ، بانفصال الكنيسة الإثيوبية عن المصرية، على أن يكون لها بابا منفصل.

 


مواضيع متعلقة