«الوطن» ترصد: «رصاصة واحدة» فى رأس الإرهابى أحبطت الهجوم

كتب: أسامة خالد

«الوطن» ترصد: «رصاصة واحدة» فى رأس الإرهابى أحبطت الهجوم

«الوطن» ترصد: «رصاصة واحدة» فى رأس الإرهابى أحبطت الهجوم

رصاصة واحدة أطلقها قناص كمين شارع البحر، فى مدينة العريش، صوب رأس انتحارى يقود سيارة ربع نقل مفخخة أحبطت واحدة من أكبر العمليات الإرهابية.

كان الهدوء يلف شارع البحر، الشارع الرئيسى بالعريش المحاذى لساحل البحر، خرجت فجأة قبل الكمين سيارة بيضاء ربع نقل مسرعة، أطلق جنود الكمين تحذيرات للسيارة بالتوقف، لكنها استمرت فى السير بسرعة، تحرك أحد القناصة وأطلق رصاصة واحدة اخترقت رأس التكفيرى ذى البشرة القمحية، الذى تشير ملامحه إلى أنه أحد أبناء الدلتا.{left_qoute_1}

كان الشاب العشرينى يرتدى جلباباً أبيض، يلف حول نفسه حزاماً ناسفاً، ممسكاً بيده قنبلة يدوية، وكأنه كان يستعد لإلقائها قبل أن تصله الرصاصة القاتلة، هذه اليقظة لضباط الكمين جاءت بعد تحذيرات أمنية أطلقتها جهات سيادية قبل 3 أيام باعتزام خلية تكفيرية بالعريش تنفيذ عملية إرهابية كبرى ضد أحد المقار الأمنية.

وقبل أن تشرق شمس يوم أمس، كانت منطقة ساحل البحر بالعريش قد تحولت إلى خلية نحل لفك لوغاريتمات العبوة الناسفة شديدة الانفجار الموجودة بالسيارة، أكثر من 4 ساعات توقفت فيها نبضات الجميع مع كل محاولة لإبطال مفعول العبوة التى وصفها أحد خبراء المفرقعات بأنها شديدة التعقيد، وكانت المحاولة الاستكشافية الأولى لرجال «المفرقعات»، أكدت وجود نحو نصف طن من المتفجرات شديدة الخطورة فى السيارة، إضافة إلى حزام ناسف ملفوف حول جسد الانتحارى إلى جانب 5 قنابل يدوية.

وأشارت المعلومات الأولية إلى خطورة الوضع، ما أجبر قوات الأمن على إخلاء عقارين بشكل أساسى خشية انفجار السيارة، وأكد أحد الخبراء الأمنيين الموجودين بالمكان أن انفجار السيارة كان سيؤدى بشكل أساسى إلى انهيار عقارين بالكامل، إضافة إلى تصدع عدد كبير من العقارات فى المنطقة السكنية المزدحمة بأهالى العريش.

وكان القرار الأمنى فى ذلك الوقت شديد الصعوبة خوفاً على حياة الأهالى والسكان والعقارات بعد فشل المحاولة الأولى لإبطال مفعول القنابل، حيث اكتشف رجال المفرقعات وجود «3 تايمر» أحدها أمام السائق على تابلوه السيارة، والثانى بجوار «الماتور» والثالث أسفل السيارة.

وأمام تعقيدات الموقف، درس الفريق الأمنى ربط السيارة بالحبال ونقلها إلى مكان خال، خارج الكتلة السكنية، إلا أن الرأى الفنى حذر من تلك المحاولة خوفاً من انفجارها إذا تحركت، وأرسل خبراء المفرقعات الروبوت الخاص بإبطال مفعول العبوات لكن العبوة كانت أكثر تعقيداً فلم ينجح «الروبوت» فى مهمته. الوقت يمر سريعاً، وكان هَم القوات الأمنية الموجودة إنقاذ المنطقة السكنية من أية أخطار، تحمَّل أبطال المفرقعات المسئولية الكاملة وبدأوا العمل بشكل يدوى رغم خطورة الأمر برمته، لكنهم أصروا على إنقاذ المنطقة السكنية تحت أى ظرف، بعد ساعتين من المجهودات الشاقة تم إبطال مفعول أول عبوة ناسفة، وكانت الأزمة أن كل العبوات مربوطة ببعضها البعض، وبالتالى فإن التعامل معها يجب أن يكون بحرص زائد، بعد أقل من 40 دقيقة تم إبطال العبوة الثانية، لتتوقف الأنفاس تماماً فى لحظة شديدة الخطورة لكن مهارة خبير المفرقعات نجحت فى السيطرة على العبوة الثالثة ثم الرابعة وإبطالهما، ليتم بعدها استخراج جثة الانتحارى وتفكيك الحزام الناسف الذى كان يلف وسطه، لتنتهى العملية بعد أكثر من 4 ساعات كاملة توقفت فيها أنفاس الفريق الأمنى أكثر من مرة، ويعود الأهالى إلى بيوتهم، وتبدأ أجهزه سيادية تحقيقات مكثفة ربطت بين زيارة سرية لفريق أمنى من قيادات وزارة الداخلية إلى العريش لدراسة الخطط الأمنية وتحديد مدى حاجتها إلى التطوير بالتعاون مع عدة أجهزة سيادية، وتوقيت تنفيذ المحاولة الفاشلة، وقالت مصادر أمنية إن التحقيقات تركز على كشف هوية الانتحارى، ومكان تلغيم السيارة التى أثبتت التحقيقات الأولية أنها مسروقة من إحدى الجهات الحكومية.

وواصلت القوات عملياتها لضرب البؤر الإرهابية وإحباط مخططات «بيت المقدس» الإرهابى لتنفيذ أى عملية إرهابية لإعادة إثبات الوجود بعد الخسائر الفادحة التى تكبّدها التنظيم، حيث طاردت قوات الأمن مجموعة إرهابية بوسط سيناء خلال محاولة تهريب كمية من الأسلحة إلى عناصر ومجموعات تكفيرية، وتم تنفيذ خطة محكمة نجحت خلالها القوات فى حصار المجموعة الإرهابية وتصفية أحدهم والقبض على 10 آخرين.

كما قامت قوات مكافحة الإرهاب بشن حملة موسعة بكافة مناطق شمال سيناء، تمكنت خلالها من تدمير أكثر من 16 بؤرة للجماعات الإرهابية والتكفيرية على رأسها تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى، وقامت القوات بنشر مزيد من الأكمنة الثابتة والمتحركة والدفع بعشرات الدوريات المقاتلة بمنطقتى رفح والشيخ زويد، بعد رصد معلومات تفيد بمحاولة عناصر تكفيرية التسلل إلى مناطق بعيدة عن سيطرة القوات الأمنية. وفرضت قوات حرس الحدود سيطرتها على طول الشريط الحدودى مع قطاع غزة لمنع وصول أى إمدادات أو دعم للتكفيريين فى سيناء.

 


مواضيع متعلقة