صانع النجوم فى كل المجالات.. والأب الروحى لـ3 أجيال

كتب: سحر عزازى وإيمان بسطاوى

صانع النجوم فى كل المجالات.. والأب الروحى لـ3 أجيال

صانع النجوم فى كل المجالات.. والأب الروحى لـ3 أجيال


{long_qoute_1}

يرى كثير من أرباب العملية الفنية، أن نور الشريف كان بمثابة صانع النجوم، ليس فى مجال التمثيل فقط، مع ما دفع به من وجوه جديدة غزت الساحة الفنية، ولكن اعتماده أيضاً على كتّاب ومخرجين شبان، ليرى من يستعرض سيرته الذاتية أنه صاحب الفضل فى الضربة الأولى، لكثير من مخرجى السينما المصرية، سواء بتقديمهم فى أعمال من إنتاجه الخاص مثل سمير سيف، ومحمد خان ومحمد النجار، أو بمساندة انطلاقة عاطف الطيب، وداود عبدالسيد، حتى فى الدراما التليفزيونية قدّم مدير التصوير حسنى صالح، الذى تحوّل إلى مخرج متميز فى «الرحايا»، كما قدم معه «خلف الله»، وفى التأليف قدم عدداً كبيراً من المواهب مثل عبدالرحيم كمال ووليد يوسف.. وغيرهما، وعلى صعيد التمثيل احتضن نور الشريف كلاً من سوسن بدر وإلهام شاهين، كما ساند الجيل الحالى الذى حصل على شهادة ميلاده بالوقوف أمام نور الشريف، بداية من أحمد رزق، وأحمد زاهر، وحلا شيحة، فى «الرجل الآخر»، وانتهاءً بجيل «الدالى»، عمرو يوسف، وأحمد صفوت، وحسن الرداد، وآيتن عامر، ودينا فؤاد، وبينهما مصطفى شعبان، وسمية الخشاب ومونيا، وغيرهم كثير من الأسماء التى نضحت بالموهبة، فلم يكن نور الشريف صانعاً للنجوم الزائفة، لكنه كان صائداً للمواهب، وصاحب مقدرة حقيقية على توظيفها فيما يناسبها ويظهر ما تحمله من طاقات.
وقال المخرج سمير سيف: «بدأنا مشوارنا معاً وقدّمنى من خلال إنتاج فيلم (دائرة الانتقام)، وبعدها أخرجت له 10 أفلام، من ضمن 25 فيلماً قدمتها طوال تاريخى، وكثير منها يعتبر من الأعمال المهمة أهمها (دائرة الانتقام)، و(غريب فى بيتى)، و(آخر الرجال المحترمين)، و(المطارد)، و(عصر الذئاب)، ونور الشريف جزء منى، وكان كثيراً ما يقول لى (انت ابنى البكرى)، رغم التقارب بين أعمارنا، على اعتبار أن أول بداية لى كانت معه، كما أنه أنتج لى 3 أفلام، ووجوده فى حياتى أمر أساسى، لأننى ارتبطت به منذ كنا طلبة فى مرحلة الدراسة».
وأضاف «سيف»: «هناك نوع من التآلف الروحى، والتوافق الفكرى والفنى جمعنى بنور الشريف، وكان يعرف قدراتى جيداً، وقدّمت معه الأكشن والدراما النفسية والاجتماعية، وفى ذاكرتى موقف لن أنساه له أبداً، كان فى فيلم (دائرة الانتقام)، وفى بدايات أى عمل كان المنتج يحصل على مبلغ من الموزع لمساعدته فى الإنتاج، لكن الموزع قرر أن يمنحه المبلغ المطلوب، وزيادة 5 آلاف جنيه، وهو ما يعادل فى ذلك الوقت 20% من تكلفة العمل ككل، فقط فى مقابل أن يستعين بمخرج كبير له اسم، لكن نور الشريف رفض العرض وتمسّك بى، وحقق الفيلم وقتها نجاحاً كبيراً، وبقى فى دور العرض لـ25 أسبوعاً، فكان رحمه الله إنساناً مثقفاً منح أول فرصة لمحمد خان فى (ضربة شمس)، ومحمد النجار فى (حاكم طهران)، ودعم بقوة عاطف الطيب، لأنه كان يضع ثقله وراء المواهب الشابة التى يؤمن بها، ويرى أنها ستضيف لصناعة السينما».
وقال المخرج داود عبدالسيد: «نور الشريف ممثل كبير، مستوعب لتكنيك السينما، بكل روافدها من الإخراج والتصوير والكتابة، ودائماً ما يحب تقديم المساعدة على قدر الإمكان، لإنجاز كل شىء فى كل عمل يشارك به، وهو ما يدفعه دائماً لإنتاج أعمال متميزة، فعقلية نور الشريف وطريقة تفكيره منفتحة، وثقافته ميّزته عن كثير من أبناء جيله، فكان يجلس بين كل مشهد والآخر، يحمل كتاباً ويقرأ، ليكون ثقافة كبيرة، وكانت لديه رغبة فى تقديم عمل فنى جيد، فكلنا نعمل فى سينما تجارية، لكننا نحاول تقديم عمل فنى مختلف».
وأضاف «داود»: «نور الشريف من أكثر الشخصيات التى عبّرت عن مراحل مختلفة، بداية من أواخر الستينات، ومروراً بأوائل السبعينات، وانتهاءً بفترة الثمانينات، التى نصبته كنجم كبير يدعم أى تجربة جديدة، لأنه كان ذكياً ومدركاً لوظيفة المخرج وأهمية دوره، وكان دائماً يقف فى الجبهة المضادة للفساد، وينحاز إلى اتجاهات سياسية مختلفة، ويساند الطبقات الأقل حظاً». وقالت: «هو فنان اتسم بالالتزام وحب الناس واحترام الفن والثقافة، كان يشع فناً على كل من حوله، وتميز بمساعدة الأجيال التى تأتى من بعده، وتأهيل جيل قادر على استكمال المسيرة الفنية، وفى كل لحظات عمره لم يكن يحب أن يكون بمفرده، لكنه كان يرعى ويساند أجيالاً يعطيها من طاقته وشخصيته، وذلك جزء من عطائه، لأن الممثل الأنانى الذى لا يرى أحداً يكون فناناً ناقصاً، ونور الشريف كان يستثمر عطاءه فى البشر، من خلال اكتشاف أجيال صغيرة. وقال مروان حامد: «فقدت السينما المصرية والعربية أفضل الرجال فى تاريخها، لأن العظيم نور وتشرفت بالعمل معه فى أول فيلم أخرجته (عمارة يعقوبيان)، وكان يساندنى حتى فى فيلمى الأخير (الفيل الأزرق)، ولم يتركنى لحظة واحدة، وكان يتابعنى لحظة بلحظة فى خطواتى».
وأضاف: «أعماله القيمة استطاعت أن تجعله يتربع فى قلوب جمهوره، كما أنه فنان مثقف من الدرجة الأولى، ورجل وطنى عظيم، وله العديد من المواقف الوطنية.
وقالت المخرجة رباب حسين: «فقدت رفيق العمر بعد زمالة استمرت 4 سنوات أيام معهد الفنون المسرحية، كما استكملت معه قصة نجاحه، بالعمل معه فى أكثر من عمل تليفزيونى، مثل «حضرة المتهم أبى»، و«عمر بن عبدالعزيز»، و«هارون الرشيد»، و«لن أعيش فى جلباب أبى»، فتحولت علاقتنا إلى صداقة قوية، فهو إنسان بمعنى الكلمة، كما أنه مثقف للغاية ويحب عمله.
وقال أحمد زاهر: «نور الشريف صاحب الفضل الأول فى اكتشافى، وقدّمنى فى عالم الفن بأول بطولة درامية فى مسلسل (الرجل الآخر)، وتعلقت به كثيراً، فهو أبى الروحى، وجمعتنى به مواقف إنسانية كثيرة، وهو معروف بحبه الشديد للناس، وتعلمت منه الإخلاص فى العمل والتفانى، وتقديم المساعدة لكل المحتاجين، وفقدانه الآن خسارة للبشرية». وتابع: «كنت أجلس معه قبل بدء التصوير بساعتين، وعندما أستشيره فى شىء يمزح معى ويقول (أنت غول تمثيل)، وكنت أقضى معه أجمل الأوقات. وقال المخرج حسنى صالح: كانت تجمعنا صداقة قوية لأكثر من 20 عاماً، وهو معروف بمساعدته من حوله من الناس، وأنه لا يتأخر فى تقديم المعروف لأى شخص يطلبه منه، كما أننى لا أنسى أنه قدمنى لأول مرة كمخرج، وساعدنى فى دخول هذا المجال، وهذا دين فى رقبتى، كما أننى عملت معه فى مسلسلى (الرحايا)، و(خلف الله)، وكلاهما من أهم الأعمال فى حياتى، لكن ما كسبته ليس العملين، وإنما صداقة أخ وفنان مهذب ومحترم».


مواضيع متعلقة