عميد «علوم الحاسب»: تعلم «البرمجة» يؤدي لزيادة الدخل

أكدت الدكتورة هدى مختار، عميد كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة مصر للمعلوماتية، أن البرمجة تمثل حجر الزاوية فى إعداد الأجيال الشابة لمتطلبات سوق العمل المستقبلية، مضيفة، فى حوارها لـ«الوطن»، أن اكتساب مهارات البرمجة يفتح آفاقاً واسعة للجميع فى مجالات التكنولوجيا الحديثة، ما يُعزز القدرة على الابتكار والمنافسة فى سوق العمل العالمية المليئة بالتطور المستمر.

الدكتورة هدى مختار: تعزز التفكير المنطقي وحل المشكلات وتفتح الطريق للابتكار في مختلف المجالات 

ما أهمية تعلم البرمجة فى ظل التطور التكنولوجى السريع الذى يشهده العالم؟

- تعلم البرمجة لم يعد خياراً بل أصبح ضرورة مُلحة فى عصرنا الحالى، وذلك لأهمية الدور الذى تلعبه التكنولوجيا فى كافة المجالات، فتعلم البرمجة يُعزز من قوة القدرة على التفكير المنطقى وتحليل وحل المشكلات، كما أنه يفتح الطريق للابتكار فى مختلف المجالات، فالمعايير المطلوبة لوظائف سوق العمل الآن تغيرت بشكل كبير، فى ظل التقدم التكنولوجى السريع الذى يشهده العالم، إذ تزايد الطلب على المُبرمجين المتميزين بشكل ملحوظ فى السنوات الأخيرة، ما جعل تعلم البرمجة أداة لفتح عدد كبير من فرص العمل ووسيلة لزيادة الدخل.

هل هناك مناهج أو أساليب تدريس خاصة تنصحين بها لتعليم البرمجة للأطفال بطريقة بسيطة وفعالة؟

- تعليم البرمجة للأطفال يحتاج إلى مناهج وأساليب جذابة وسهلة وأكثر تفاعلية لتناسب قدراتهم العمرية وتحفزهم وتشجعهم على الاستمرار فى التعلم، ومن أمثلة ذلك: المنصات التعليمية المخصصة للأطفال، والألعاب التفاعلية التى تعلم البرمجة بشكل مبسط وشائق، والمسابقات التى تشجع الأطفال على بناء مشاريع بسيطة، فالدورات التعليمية المبسطة والمخصصة للأطفال يكون فيها التعلم أسهل من خلال تصميم الألعاب والمهام التفاعلية البسيطة والقائمة على التحريك، كما يمكن توفير منصات لتعليم البرمجة من خلال دورات تعليمية تتيح الفرصة لتعلم البرمجة بشكل ذاتى وفى أى وقت ما يقوى مهارة التعلم المستقل لدى الأطفال، فتوفير الموارد والأدوات التعليمية المختلفة والمتنوعة، مثل الفيديوهات التوضيحية، والتمارين العملية، والألعاب التفاعلية يُعد ضرورة لتحفيز الأطفال لتعلم البرمجة بشكل مستدام، إضافة لإبراز النجاحات والتقدم والتشجيع المستمر من الأدوات الأساسية لتحفيز الأطفال للاستمرار فى التعلم.

كيف يمكن للجامعات دعم جهود تعليم البرمجة للأطفال والشباب فى سن مبكرة؟

- يمكن للجامعات أن يكون لها دور فعال فى تعليم البرمجة للأطفال والشباب فى سن مبكرة من خلال تقديم دورات وبرامج تدريبية مُخصصة للأطفال والشباب، وخاصة أثناء الإجازة الصيفية، وتنظيم مسابقات للبرمجة، إضافة للتعاون المستمر مع المدارس لتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية بها، والمشاركة فى وضع المناهج الدراسية، هذا فضلاً عن إمكانية تنظيم بعض الأنشطة أونلاين لضمان اشتراك عدد أكبر من الطلاب بتلك الأنشطة والاستفادة منها.

كيف يُمكننا سد الفجوة بين المناهج التعليمية الحالية واحتياجات سوق العمل المستقبلية من المهارات البرمجية؟

- لسد الفجوة بين المناهج التعليمية الحالية واحتياجات سوق العمل المستقبلية من المهارات البرمجية يجب مراعاة عدة محاور، أولها: محور التعليم والدراسة والذى يتطلب تطوير وتحديث المناهج الدراسية لتشمل دروساً خاصة بالبرمجة ولغاتها، مع تعريف الطالب بأحدث التقنيات والمفاهيم المختلفة فى مجال البرمجة وأدوات الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته، وثانياً: محور التطبيق والذى يستلزم تعزيز التعاون بين الشركات المطورة للبرامج التعليمية التفاعلية والمنصات التعليمية والأكاديميين المسئولين عن كتابة المحتوى العلمى للمقررات الدراسية لتعزيز التكامل بينهم وتحفيز الطلاب على تعلم البرمجة واستخدام التكنولوجيا فى الدراسة والتعليم وعمل مشاريع عملية بسيطة تساعد على تطبيق المعلومات بشكل عملى، وثالثاً وأخيراً محور تنمية القدرات والمهارات والذى يهدف لتشجيع الطلاب على التعلم المستمر والذاتى واكتساب المهارات الجديدة.

فرص عمل مستقبلية

.تعلم البرمجة يتيح للأطفال فرص عمل مستقبلية عديدة فى مجالات كثيرة كتطوير البرمجيات، والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى، وهندسة البيانات، وتطوير الألعاب، وغيرها من المجالات المطلوبة بشكل مستمر وملحوظ فى سوق العمل.

كما أن تعلم البرمجة يسهم فى إعداد شباب لديهم مهارات متميزة كالتفكير المنطقى وحل المشكلات، والإبداع والابتكار، فتعلم البرمجة يُعلم الأطفال المثابرة وعدم الاستسلام وضرورة الاستمرار فى المحاولة للوصول إلى حلول فعالة، وبشكل نهائى ومؤكد فإن تعلم البرمجة يمنح الأطفال والشباب الأدوات اللازمة للنجاح فى عالم تسوده التكنولوجيا وتغزوه الأدوات البرمجية.