مركز خاص: أنشطة تُدمج البرمجة مع الألعاب لتحويل التعلم إلى مغامرة ممتعة

مركز خاص: أنشطة تُدمج البرمجة مع الألعاب لتحويل التعلم إلى مغامرة ممتعة
فى أحد المراكز التعليمية المتخصصة فى تعليم البرمجة للأطفال بمدينة الشيخ زايد، كانت هناك مجموعات من الأطفال تشارك فى أنشطة تعليمية تُدمج البرمجة مع الألعاب والأنشطة، بهدف «تحويل التعلم إلى مغامرة ممتعة تستحق التجربة»، حسب تعبير محمود الكومى، مدير المركز.
«الكومي»: نستقبل النشء من 6 سنوات ونُنمّي تفكيرهم النقدي والإبداعي
وبينما كان الأطفال يتفاعلون مع المحتوى التعليمى، أكد «الكومى»، المتخصص فى علوم هندسة الذكاء الاصطناعى، أنهم يبدأون بتدريس البرمجة للأطفال من سن 6 إلى 7 سنوات، حيث يتم تحفيزهم على التفكير المنطقى والإبداعى منذ الصغر.
وعن الأساليب التعليمية المُتبعة فى المركز، يقول: «نعتمد على أدوات وبرامج عالمية معتمدة من منصات مثل STEM.org›، كما نُطور برامجنا الخاصة بشكل مستمر لتكون مناسبة لأعمار الأطفال المختلفة».
خلال وجودنا بالمركز الذى تأسس عام 2014، داخل إحدى الجلسات التدريبية، كان كل طفل يعمل على مشروعه الخاص، ويُصوره عبر فيديو يشرح فيه كيفية إنجازه، فيما كانت السعادة تبدو واضحة على وجوههم بمجرد اكتمال مشاريعهم البسيطة، وهم يشعرون بلذة الإنجاز وإتمام المهمة.
وأوضح مدير المركز أن أحد أبرز جوانب التعليم هو التدرج فى شرح المفاهيم وتبسيط المسائل، قائلاً: «الطرق الصحيحة لتعليم البرمجة للأطفال تبدأ بالتدرج فى المسائل، بمعنى أننا نبدأ بالمفاهيم البسيطة ونتابع التحديات خطوة بخطوة.. هذا الأسلوب يساعد الطفل على التعلم دون الشعور بالإحباط، وذلك من خلال تبسيط المسائل وعدم التعامل معها ككتلة واحدة ما يجعل عملية التعلم أكثر سهولة».
فى النهاية، يوضح «الكومى» أن العمل الجماعى جزء لا يتجزأ من عملية التعلم، وأن الهدف من تعلم البرمجة ليس فقط تزويد الأطفال بالمهارات التقنية والتكنولوجية فحسب، بل إنه أيضاً وسيلة لتنمية التفكير النقدى والإبداعى، ما يسهم فى بناء جيل مستعد للتفاعل مع التحديات التكنولوجية المستقبلية، وفيما يتعلق بتكلفة التعلم يشير إلى أنها «تتراوح ما بين 100-140 دولاراً أمريكياً، ما يعادل تقريباً من 5000 - 7000 جنيه للدورة الواحدة».
على خُطى التجربة الهندية
ومن الشيخ زايد إلى منطقة وسط البلد حيث بدأت قصة مؤسسة أخرى عام 2015، عندما قرر أحمد خلاف، شريك مؤسس ومدير تطوير الأعمال فى المؤسسة، وفريقه من الشباب، البدء فى تدريب الأطفال على البرمجة والذكاء الاصطناعى منذ سن مبكرة، فكانت المؤسسة من بين أولى الأكاديميات التى قدمت هذه الفكرة فى مصر، حيث عملت على تدريب الأطفال من عمر 6 لـ18 عاماً، لمواكبة التغيير المتوقع فى شكل سوق العمل مستقبلاً.
«خلاف»: الهند تحتل مكانة رائدة الآن فى المجال لأنها بدأت تعليم الأطفال قبل 30 عاما
يقول مدير تطوير الأعمال فى المؤسسة: «بدأنا هذه الرحلة بناءً على إيماننا العميق بأن البرمجة والذكاء الاصطناعى سيكونان أساس المستقبل، وأن الأطفال الذين يتعلمون هذه المهارات الآن سيكون لديهم فرص أفضل فى السنوات المقبلة»، مشيراً إلى أن التجربة الهندية كانت الملهم فى هذا المجال، فقد بدأت رائدة قبل 30 عاماً فى إنشاء معاهد لتعليم البرمجة للأطفال، وها هى اليوم تحتل مكانة ريادية فى القطاع العالمى للتكنولوجيا، حيث تسهم بـ60% من الكوادر البشرية العالمية فى هذا المجال و80% من مديرى شركات التكنولوجيا الكبرى هم من أصول وأعراق هندية.
أما بالنسبة لأساليب التعليم التى تعتمدها الأكاديمية، فقد تم تصميمها بعناية لتناسب الأطفال وتجذبهم، كما أوضح «خلاف»، حيث يتم تدريس البرمجة من خلال أنشطة تفاعلية عبر الإنترنت، وليست مجرد دروس مسجلة، إضافة لاستخدام الألعاب لتوصيل المعلومات بشكل ممتع وترفيهى، ما يجعل تعلم البرمجة تجربة شائقة للأطفال ممزوجة بالتعلم والترفيه، ففى المراحل الأولية، يتعلم الأطفال كيفية برمجة وتصميم ألعاب بسيطة، وبالتالى يتحولون من مجرد مستخدمين للتكنولوجيا إلى مبتكرين يسهمون فى تطويرها، ومع تقدمهم فى المسار التعليمى، يتعلمون البرمجة باستخدام لغة «بايثون»، ما يعزز مهاراتهم فى حل المشكلات والتفكير النقدى، وهى مهارات تنعكس على سلوكياتهم وأدائهم الدراسى مقارنة بأقرانهم من ذات الأعمار السنية.
وأوضح مدير تطوير الأعمال فى المؤسسة أن منهج التعليم فى الأكاديمية لا يقتصر على دورات قصيرة، بل يمتد لمدة عامين، مع أربعة مستويات دراسية تشمل المراحل الأساسية والمتقدمة.