اليوم الأقصر والأكثر ظلمة في العام.. ماذا يحدث أثناء الانقلاب الشتوي؟

اليوم الأقصر والأكثر ظلمة في العام.. ماذا يحدث أثناء الانقلاب الشتوي؟
حدث فلكي يمثل بداية فصل الشتاء فلكيًا، ويُعرف باسم الانقلاب الشتوي، حيث يشهد هذا اليوم أقصر مدة للنهار وأطول مدة لليل على مدار العام في نصف الكرة الشمالي، في حين يحدث العكس في نصف الكرة الجنوبي، وبالنسبة لأكثر من 6 مليارات شخص يعيشون في نصف الكرة الشمالي، فإن هذا الحدث الفلكي لا يشير إلى أقصر يوم فحسب، بل يشير أيضًا إلى أطول ليلة في العام.
موعد بداية الانقلاب الشتوي
يحدث الانقلاب الشتوي في نصف الكرة الشمالي يوم السبت 21 ديسمبر، ويحدث هذا الحدث السماوي عندما يميل محور الأرض إلى وضع نصف الكرة الشمالي في أبعد نقطة عن الشمس، ما يؤدي إلى أقل كمية من ضوء النهار خلال العام، وفي الساعة 4:20 صباحًا بالتوقيت الشرقي، الحادية عشرة صباحًا بتوقيت مصر، يحدث الانقلاب الشمسي، ما يمثل بداية الشتاء في نصف الكرة الشمالي والصيف في نصف الكرة الجنوبي، وفقًا لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا».
وتحدث هذه الظاهرة المزدوجة بسبب دوران الأرض حول محور مائل، ويصل مسار الشمس إلى أقصى نقطة شمالية أو جنوبية مرتين في العام، وهو ما يؤدي إلى حدوث الانقلابات التي تمثل الانتقال بين الفصول، وإذا كنت تعيش في أي مكان شمال خط الاستواء، فسيكون هذا اليوم الأقل ضوءًا، إذ تعتمد كمية ضوء النهار التي تحصل عليها على المكان الذي تعيش فيه، فعلى سبيل المثال، الأماكن الواقعة في أقصى الشمال، مثل ألاسكا، لن ترى الشمس تقريبًا، بينما المناطق الواقعة في أقصى الجنوب، مثل فلوريدا، ستظل تحصل على قدر أكبر من الضوء.
وتقول وكالة ناسا: «إن جميع المواقع الواقعة شمال خط الاستواء تشهد ضوء النهار لمدة أقصر من 12 ساعة، وجميع المواقع الواقعة جنوب خط الاستواء تشهد ضوء النهار لمدة أطول من 12 ساعة».
حقائق عن الانقلاب الشتوي
الانقلابان الشمسيان بمثابة بداية فصلي الشتاء والصيف فلكيًا، وتتميز الفصول الفلكية بالانقلابات والاعتدالات، وهي النقاط التي تصطف فيها الشمس مع خط الاستواء، وفقًا للمراكز الوطنية للمعلومات البيئية، وتعتمد هذه الفصول على الدوران الطبيعي للأرض، ومع حلول الانقلاب الصيفي في 20 يونيو 2025، سيكون أطول يوم في العام.
ويحتفل البشر بالانقلاب الشتوي منذ آلاف السنين، فبحسب وكالة ناسا، قامت الحضارات القديمة ببناء معالم مثل ستونهنج في إنجلترا وتوريون في ماتشو بيتشو في بيرو، لتتبع حركة الشمس، وبالنسبة للعديد من الثقافات، كان الانقلاب الصيفي وقتًا للتأمل في وعد عودة النور بعد الأيام المظلمة، وحتى اليوم، تتجذر العديد من الأعياد والتقاليد الشتوية في فكرة الأمل والتجديد، فالانقلاب الشتوي ليس مجرد حدث فلكي، بل يرمز إلى الطبيعة الدورية للزمن، ويشير إلى نهاية مرحلة وعودة الضوء تدريجيًا.