ظهور أضواء قوس قزح حول القمر في فصل الشتاء.. ماذا تعرف عن ظاهرة الإكليل؟

ظاهرة «الهالة القمرية» أو «الإكليل القمري» هي من أروع المشاهد السماوية الشتوية، إذ يظهر القمر مُحاطًا بحلقة مضيئة متعددة الألوان مثل الأحمر والأصفر والأزرق، وتتكون هذه الهالة نتيجة انكسار ضوء القمر في بلورات الثلج الموجودة في الغلاف الجوي، ما يخلق إطارًا ملونًا رائعًا، ويختلف الإكليل عادة في حجمه وشكله وشدته.

ما ظاهرة إكليل القمر؟

المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، يقول إنّ طوق إكليل القمر يتشكل عندما يمر ضوء القمر عبر قطرات الماء الصغيرة جدًا في الغيوم الرقيقة العالية، فتعمل هذه القطرات على تداخل الضوء وتشتيته، ما يؤدي إلى ظهور طوق يتميز بألوانه الزاهية والمتدرجة والتي تشبه ألوان قوس قزح، ويكون أفضل وقت لرصد طوق إكليل القمر عندما يكون القمر في طور البدر المكتمل مقارنه مع باقي أطوار القمر؛ لأنّ كمية الضوء كبيرة ولكن يمكن أن تتشكل الظاهرة في باقي الأطوار.

وشرحت منظمة الأرصاد العالمية، عبر موقعها الإلكتروني، طبيعة ظاهرة الإكليل الجوية، والتي وصفتها بأنّها تظهر بشكل متتالية واحدة أو أكثر: «نادرًا ما يزيد عددها على 3» من حلقات ملونة صغيرة القطر تتمحور حول الشمس أو القمر، وفي كل متتالية، تكون الحلقة الداخلية بنفسجية أو زرقاء والحلقة الخارجية حمراء مع ألوان أخرى مثل الأخضر والأصفر بينهما، وعادة ما يكون للحلقة المركزية، التي لا يزيد قطرها على 5 درجات، منطقة مركزية شديدة السطوع وحلقة خارجية مميزة من اللون الأحمر أو الكستنائي تعرف باسم «أوريول». 

كيف تحدث ظاهرة الأكاليل؟

وبحسب خبراء منظمة الأرصاد العالمية، فإنّ الأكاليل تحدث نتيجة انحراف الضوء عن مصدر الضوء (الشمس أو القمر) بعد المرور عبر الشبورة أو الضباب أو سحابة رقيقة تتكون من جزيئات صغيرة جدًا من الماء أو الجليد، وقد تحدث الأكاليل أيضًا عندما ينحرف الضوء بسبب كميات كبيرة من غبار اللقاح في الهواء، ويكون نصف قطر الأوريول والحلقات الحمراء المتتالية والمتساوية التباعد تقريبًا أكبر من الجزيئات الأصغر، وعندما تكون الجزيئات غير متجانسة حجمًا، تكون الألوان الملاحظة في الإكليل أقل نقاءً وعددًا من ألوان قوس قزح. 

وفي بعض الأحيان، تبدو الأكاليل في السحب مشوهة بسبب اختلاف حجم الجزيئات في أجزاء مختلفة من السحب، ويمكن أيضًا رصد الأكاليل المشوهة ذات نصف قطر صغير حول القمر، باستثناء عندما يكون القمر كاملًا، لأن القمر ليس مصدر ضوء متماثل، ويمكن أن يصل قطر الإكليل إلى 15 درجة، وقد يتقلص أو يتوسع مع مرور سحب مختلفة أمام الشمس أو القمر.