«ستيني» يشرح كيفية بناء الفرن البلدي بسوهاج.. «عشري»: «بنحافظ على تاريخنا»

«ستيني» يشرح كيفية بناء الفرن البلدي بسوهاج.. «عشري»: «بنحافظ على تاريخنا»
ستيني يقطن في إحدى قرى مركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، على وجهه علامات العزيمة والصبر، يعيش بين طين وحصى طوب، ليحيي مهنة أبيه وجده، حيث قضيا حياتهما في بناء «الأفران والكوانين بالطين».
«مهنتي ومهنة أبويا وجدي.. طول عمرنا شغالين فيها، احنا بنبي تاريخ حياتنا، أنا من يوم ما ولدت وأنا شغال فيها، بين الطين والعجين والطوب.. بناء الفرن والكنون صنعة مش أي حد ينفع يعملها، عشان كل حاجة بمعايير ومقاس».. هكذا بدأ عشري أبو حجاب، البالغ من العمر 65 عاما، يقيم بقرية العنبرية دائرة مركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، حديثه لـ«الوطن».
الفرن البلدي تاريخها ممتد مئات السنين
أضاف «أبو حجاب»، أن الفرن البلدي لها تاريخ منذ مئات السنين، وفي قرى سوهاج، ما زال العديد من المواطنين يحافظ على بناء الفرن البلدي، حيث يتم خبيز العيش في داخلها، الذي يتميز بطعم خاص.
خطوات بناء الفرن البلدي
أشار «أبو حجاب»، إلى أن بناء الفرن البلدي يبدأ بخطوات، أولها طحن الطوب البلدي بواسطة شاكوش، ثم وضع رماد النيران بعد انطفائه المسمى بـ«الملال»، ويتم هز «الملال أو الرماد»، بواسطة «مهزة لتقليب الرماد والحُمار ببعض، بعد ذلك، يتم وضع الأسمنت ومزجه مع الطوب البلدي»، ويتم إعداد شبكتين من الحديد شبكة كبيرة لبلاطة العيش، وشبكة عليا تسمى «البوق» لوضعها في رأس الفرن.
وتوضع الشبكات على الأرض، ثم رمي الخلطة فوق الحديد، ويتم سحب شبكة الحديد من الأسفل، ووضعها في منتصف الصبة، بحيث تكون شبكة الحديد فوق الأرض بـ5 سم، وأسفل علوها 5 سم.
وأوضح «أبو حجاب»، يبلغ سمك الفرن البلدي 10 سم، ويأتي حجم الفرن حسب رغبة العميل، حيث تأتي مساحات الفرن بين 140 في 140 و70 في 70 للبوق كحد أدنى و180 كحد أقصى والبوق 110.
ويشير إلى أنه بعد بناء الفرن، يتركها لمدة 7 أيام على الأرض، و7 أيام واقفة حتى تجف من الناحيتين، وفي الصيف 4 أيام على الأرض، و4 على الحائط، ثم يتم إعداد قاعدتها المسمى بـ«كرسي الفرن أو سرير الفرن» بالطوب البلدي، لافتا إلى رفعها بواسطة 6 أشخاص، ووضعها فوق الكرسي.
على شكل قبوة تبنى الفرن، ويجري تسوية الطينة اللينة من الخارج فقط، ورش الأسمنت الناشف على الطينة، ومسحها بواسطة بروة، ليختبر صاحبها صحتها بعد الانتهاء من إنشائها، بوضعه «حطب وبوص ووقيد من مخلفات روث المواشي، سعف النخيل داخلها».. بحسب عشري أبو حجاب.