"الفرن البلدي" يغزو عمان.. حداد مصري يجمع أبناء الغربة بـ"لقمة هنية"

"الفرن البلدي" يغزو عمان.. حداد مصري يجمع أبناء الغربة بـ"لقمة هنية"
حمل أمتعته وجواز سفره وغادر قريته الصغيرة التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية متجهًا لسلطنة عمان، من أجل البحث عن فرصة عمل، ظل سيف العوضي يبحث ويجوب، إلا أن يد العون لم تمد له.
بعد شهرين متكاملين من البحث، عرف أحد المواطنين العمانيين أن الشاب العشريني كان يعمل في مهنة تصنيع الأفران في مصر قبل مجيئه إلى السلطنة، فطلب منه أن يعد له واحدًا، وبالفعل أتقن "سيف" صناعته، فوجد العماني أن تلك الأفران لا يوجد منها بعمان، فقرر مساعدة الشاب بتدشين مصنع لإعداد وبيع الأفران المصرية.
رغم وجود عدد كبير من الجالية المصرية في سلطنة عمان، إلا أن الشاب العشريني، هو أول من نقل تلك الصناعة المصرية إلى عمان: "أنا مش بس أول حد يعمل أفران مصرية، أنا كمان أول مصري هنا يشتغل في مجال الحدادة".
المنتج المصري لم يقتصر شرائه على المصريين فقط، بل عدد كبير من الجنسيات الأخرى كالباكستانية والعمانية والمغربية والسورية، بالإضافة للمصرية حرصوا على شراء الفرن المصري، حسب "سيف".
حرص الشاب العشريني على التنوع في المقاسات حتى تناسب جميع الأذواق والمساحات داخل المنازل، فقدم فرن مقاس 100 سم بـ80 ريـالًا، وثان 80 سم بـ75 ريـالًا، وأخير مقاس 60 سم بـ70 ريـالًا "وفي مقاسات أصغر وكله بيتصنع حسب الطلب".
"هنيالهم الجالية المصري، يا ما أنت كريم يارب، أخيرًا الفرن المصري في عمان"، كلمات يتلقاها "سيف" من المصريون والعمانيون، الذين ينزلون سوق العامرات الصناعية بعمان ويتفاجؤون بوجود الفرن يعرض بالسوق.
احترام "سيف" لزبائنه، جعله يتعهد لهم بأنه في حال حدوث أعطال بالفرن، يتواصلون معه، وعلى الفور يصل لإجراء الصيانة، حسب الشاب العشريني، ويستكمل :"السنبلاوين ملوك الحدادة وأنا هنا عشان أشرف بلدي".
الفرن البلدي، الذي فرح المصريون بقدومه إلى عُمان، يساعد ربات النساء في صناعة أعداد كثيرة من الطواجن في آن واحد، وكذلك الخبز المصري الفلاحي وكذلك البيتزا وشواء الأسماك، حسب "سيف".