"البلدي يوكل".. غنية: "العيش والأرز المعمر أحلى في الفرن الفلاحي"

10:32 م | الثلاثاء 11 سبتمبر 2018

أمام أحد الأفران بإحدى قرى كفر الشيخ، تجلس غنية مسعد، تبلغ من العمر نحو 65 عامًا، تقوم ببرم "قش الأرز" ووضعه دخل الفرن لتتصاعد الأدخنة، حيث تقوم بتجهيزه أولاً بما يُسمى بـ"الإحماء"، ثم تضع فيه ما تريد إعداده من طعام، أو مخبوزات لتُطهيها بشكل أفضل من استخدام الفرن الحديث .

تقول "غنية"، إن استخدام الفرن الطيني البلدي، أفضل بكثير من الحديث الذي يستخدم الغاز، فالطعام لا يكون له رائحة ولا طعم إلا بطهيه في الفرن البلدي، والأرز خاصة "المعمر"، يكون طعمه أحسن عندما يُطهى في ذلك الفرن، ولا يمكن أن تآكل "فطير مشلتت"، دون طهيه به: "العيش والفطائر والأرز المعمر أحلى، والفرن ده يعتبر بركة بيوت الفلاحين، منقدرش نستغنى عنه، دا رمز شطارة الست الفلاحة، بنحط فيه صواني اللحمة والبطاطس والكوسة وأبرام الأرز المعمر، بنشوي فيه الأسماك والبطاطا والباذنجان وبنخبز العيش البلدي، اللي من غيره منعرفش ناكل، بالإضافة إلى كل ما يتعلق بالمآكولات".

تضيف السيدة الستينية: "لو تطورت التكنولوجيا هنفضل محافظين على عادتنا، الفرن له تاريخ ، ومن أهم عادات الفلاحين، بيسعفنا أكتر من فرن الغاز خاصة مع إعداد الولائم، ممكن نحط فيه أكتر من صينية بها أكل مختلف، وكمان بيوفر في أسطوانات الغاز، بالإضافة إلى أن كل مكوناته منزليه سواء من الطين او القش الذى يُستخدم في تشغيله ".

"الفرن البلد أو الطيني" كما تطلق عليه السيدات، يُبنى من الطوب اللبن بشكل دائري عبارة عن دورين بارتفاع متر واحد وعرض آخر، وفتحتين جانبيتين داخليتين تسمحا بمرور الحرارة بين أعلى وأسفل، تتوسطه فتحة كبيرة وقطعة حديدية ، من أسفلها يوضع "قش الأرز وحطب القطن"، وأعلاه توضع أواني بها مأكولات مثل "صينية البطاطس وبرام الأرز المعمر، فضلاً عن الفطير المشلتت والمخبوزات، أو العيش البلدي"، أو حتى عدداً من الأسماك لإعداده بطرق مختلفة، ويُشيد الفرن من الطيب والطوب اللبن ليتحمل درجات الحرارة العالية والنيران المتصاعدة التي تخرج منه بالإضافة إلى كمية من الأسمنت .