«الفرن البلدي» الراعي الرسمي لأكلات عيد الأضحى بالدقهلية.. «من فات قديمه تاه»

«الفرن البلدي» الراعي الرسمي لأكلات عيد الأضحى بالدقهلية.. «من فات قديمه تاه»
- الفرن البلدي
- عيد الأضحى المبارك
- صلاة العيد
- مدينة المنصورة
- محافظة الدقهلية
- الفرن البلدي
- عيد الأضحى المبارك
- صلاة العيد
- مدينة المنصورة
- محافظة الدقهلية
بالرغم من التطور التكنولوجي والرقمي الذي يشهده العالم واقتحام عالم الإنترنت البيوت، مؤديا إلى بعض التغيرات في الطباع واندثار بعض العادات والتقاليد التي كان يمارسها الأجيال القدامى، ولكن عندما تخرج من هذا العالم وتتجول داخل قرى ونجوع محافظة الدقهلية تجد أن البعض ما زال متمسكا بتراثه، وأبرزها الفرن البلدي الذي يحرص الكثيرون على الحفاظ عليه وطهي الطعام داخله لما يتمتع بمذاق مختلف ورائحة شهية.
أم كريم تحضر الرقاق أول أيام عيد الأضحى المبارك بالدقهلية
تستيقظ أم كريم، ربة منزل، ابنة مدينة شربين، في أول أيام عيد الأضحى لتقوم بإعداد الرقاق «الجلاس» باللحمة المفرومة، عادة استمرت عليها لسنوات عديدة وأحبها أولادها واعتادوا على تناولها أول أيام عيد الأضحى المبارك، وتحضر مكونات الرقاق البيئة التي تكون عبارة عن دقيق وملح وماء وحليب، حسبما تقول في حديث لـ«الوطن».
«تبدأ بتجهيز المكان المخصص للفرن البلدي أسفل منزلها وتقوم بتحضير الخامات الخاصة بعجينة الرقاق، لتجلس على الأرض وأمامها طاولة صغيرة تقوم بالعجن عليها، وفي المقابل تبدأ بتسخين الفرن البلدي بوضع القش والخشب حتى يتم تسخينه وتترك العجينة ترتاح لمدة نصف ساعة، وفي المقابل قد جهزت اللحمة المفرومة بمكوناتها، وبعدها تضع الرقاق المحشي باللحمة المفرومة داخل الفرن البلدي، لتنضج خلال دقائق، وتخرجها في انتظار أولادها وزوجها لتناول الرقاق وتطهي المزيد لتوزيعه على جيرانها وأصدقائها صباح يوم العيد» تسرد أم كريم صاحبة الـ 57 عاما تفاصيل حكايتها لـ«الوطن».
فادية تحضر الأرز المعمر وصينية الدجاج بالبطاطس في عيد الأضحى المبارك
وعلى نفس السياق تلتقي «الوطن» بـ«فادية عبد السميع» ابنة محافظة الدقهلية، إحدى السيدات التي تمسكت بعادات وتقاليد آبائها وأجدادها بالرغم من أنها تمتلك كل وسائل الرفاهية من «ميكرويڤ وبوتوجاز وفرن كهربائي» إلا أنها فضلت التراث والقديم عن الجديد، الفرن البلدي له مذاق خاص ومميز ورائحة عبقة تذكرنا بالزمن الجميل زمن المحبة والأصالة والأخوة بين الناس التي أصبحت شبه معدومة هذه الأيام مثل الفرن البلدي، عندما تزوجت صممت على بناء الفرن البلدي بالرغم من وجود كل وسائل الرفاهية لدي في المطبخ لكن «البلدي يوكل» الطعام الذي أقوم بتحضيره في الفرن البلدي لا يقارن بأي شيء لأنه الأفضل حيث يختلف طعما ومذاقا وشكلا ورائحة عن فرن البوتوجاز من المستحيل أن يكون نفس الطعم أو الرائحة».
إشعال الفرن البلدي ليس بالأمر السهل كما يتوقع البعض، كل شيء بدائي نشعله مثلا بالقش ونشارة الخشب كل منهم له وظيفة مثل فرن البوتوجاز لكن بطريقة بدائية، القش يستخدم في حال طبخ السمك أو الخبز لأنه يجعل شعلة النار عالية يساعد على تحمية الفرن بشكل أقوى على عكس الخشب يستخدم في عمل المعمر والدجاج وصينية البطاطس أو أي وجبة طعام أخرى حتى تنضج على مهلها تحتاج إلى نار هادئة، في أول أيام عيد الأضحى تتناول الأرز المعمر مع صينية البطاطس بالدجاج، وإذا كانت الامكانيات لا تسمح أقوم بتحضير بطاطس مسلوقة والباذنجان المخلل وطماطم مخللة بدلا من الدجاج بجانب المعمر».
«وبالنسبة للتحضير أقوم بتجهيز المواد والمقادير مثل الأرز واللبن البقري والخضروات والدجاج وأبدأ في تحمية الفرن البلدي من الصباحالباكر ثم أضع المعمر وصينية الدجاج داخل الفرن، وثاني أيام العيد أستخدم الكانون في عمل المحشي بمختلف أنواعه، حينما أجلس أمامالفرن انتظر فوران اللبن البقري من طاجن المعمر على صاج الفرن ليعطي رائحة جميلة جدا وزكية تذكرني بالماضي الأصيل».
وأضافت «فادية» لـ«الوطن» أذكر عندما كنت طفلة كان أجدادي يقومون من صباح الفجر بتحضير العجين وخبزه ثم إشعال الفرن البلديحتى يصبح حامي وبعد أن يخمر العجين يشكلونه ويتم عمل العيش الفلاحي «الأبوري» وكانت له رائحة جميلة جدا، بالإضافة إلى شيّالسمك والفطير المشلتت والرقاق والمعمر باللحمة وصينية البطاطس بالدجاج للأسف هذه العادات الجميلة أصبحت شبه مندثرة والقلة من يتمسكون بهذا التراث الذي يعبر عن تاريخنا كمصريين.