مراكب السعادة.. أطفال النوبة يُحيون تراث الأجداد في أسوان

مراكب السعادة.. أطفال النوبة يُحيون تراث الأجداد في أسوان
- إدخال السعادة على الغير
- صناع السعادة
- محافظة أسوان
- بلاد النوبة
- إدخال السعادة على الغير
- صناع السعادة
- محافظة أسوان
- بلاد النوبة
فى أجواء تمتلئ بالبهجة والفرح وترسم الضحكة على وجوه أطفال أسوان من ضفتى نهر النيل ومن أمام جزر المحافظة ذات الطبيعة الخلابة، تنطلق واحدة من أكثر ألعاب البهجة مع دخول فصل الصيف، وهى سباقات «الجريدى» الممتعة، إذ تتلاحق أنفاس الأطفال وهم يحملون مراكبهم الخشبية الصغيرة ذات الألوان الزاهية ويتسارعون لإنزالها فى مجرى النيل من أعلى الصخور والمناظر الخلابة، أما مجاديف هذه المراكب فهى أياديهم الصغيرة التى تتسابق من أجل الوصول إلى نقطة النهاية فى منافسات تنطلق فيها أصوات الصغار فرحاً مع بداية فصل الصيف.
يحتضن نهر نيل أسوان، خاصة مع بداية فصل الصيف، عشاق اللعبة الفلكلورية، وهى واحدة من أشهر الألعاب التراثية فى المحافظة. و«الجريدى» عبارة عن مركب صغير لا يسع إلا فرداً أو اثنين على الأكثر، مصنوع من الخشب المزركش بألوان تراثية نوبية، ويقوم الراكب بالتجديف باليد، وكان يستخدمها أطفال النوبة فى الترفيه واللهو فى النيل، وهى تُعتبر تراثاً أكثر من كونها وسيلة ترفيه.
السباق الذى يحرص عدد كبير من أهالى أسوان والنوبة على المشاركة فى منافساته أُطلق بدعم من مبادرة «كوما وايدى»، وتعنى «حدوتة زمان». وتقول حفصة أمبركاب، مؤسسة مبادرة «كوما وايدى» والمسئولة عن النشاط، إن الجريدى هو مركب صغير من التراث النوبى كان يُصنع من «البوص» قديماً، وفى شكله وتصميمه يشبه المراكب الفرعونية، واستخدمه النوبيون فى النوبة القديمة كوسيلة مواصلات وللتنقل من قرية إلى أخرى، لكنه اختفى بعد التهجير، ومع اختفائه حاول بعض أهالى النوبة القاطنين على ضفتى نهر النيل الحفاظ عليه وصُنع بشكل مختلف عن السابق، وأصبح مع مرور الوقت وسيلة ترفيه للأطفال.
وأضافت، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن مبادرة «كوما وايدى» تهدف إلى الحفاظ على الموروث النوبى وأسلوب الحياة فى النوبة القديمة، ومن ضمنه فكرة مهرجان «حراس النيل» الذى يشهد منافسات بين الأطفال المشاركين بمركب الجريدى برعاية مراكز الشباب والرياضة، ويكون لمدة أسبوع، على أن يتم تكريم الفائزين، وهو جزء من إحياء التراث النوبى، ونسعى إلى إقامته مرتين كل عام بهدف تنشيط السياحة.
وتابعت أن السباق يمتد لمسافة نحو ٥٠٠ متر بعرض النيل من الضفة الشرقية عبوراً إلى نقطة النهاية غرب نهر النيل فى منطقة جزيرة أسوان، ويشهد الحدث الذى سيقام بعد أيام فى فصل الصيف مشاركة عدد من قرى أسوان، مشيرة إلى أن التحدى الأكبر أمام المتسابقين كان السير عكس التيار الذى يُبرز مهارة المتسابق ويحتاج مجهوداً أكبر لمقاومة حركة المياه، وفاز بالجوائز أول ٦ متسابقين.
وأشارت إلى أن مبادرة «كوما وايدى» التى أسستها تحرص على أن يكون المهرجان وسيلة لتنشيط السياحة فى المدينة، على أن يقام فى فصل الصيف مرة وفى الشتاء مرة للترفيه ولمشاركة أبناء النوبة من خارج محافظة أسوان، خاصة فى فترة عيد الأضحى التى تشهد إقبالاً من النوبيين خارج أسوان على زيارة أقاربهم فى المحافظة، موضحة أنه تم منح الفائزين جوائز عبارة عن درع تحمل مجسم تمساح؛ إشارة إلى القوة والتحدى فى ترويض أقوى حيوان فى الماء، بجانب النخيل الذى يميز بلاد النوبة.