الخماسين المقدسة.. فترة الأفراح التي يُمنع خلالها الصوم وتكثر فيها أكاليل الزواج

الخماسين المقدسة.. فترة الأفراح التي يُمنع خلالها الصوم وتكثر فيها أكاليل الزواج
- الآحاد مقدسة
- الصوم الكبير
- قيامة المسيح
- «الخماسين المقدسة»
- الآحاد مقدسة
- الصوم الكبير
- قيامة المسيح
- «الخماسين المقدسة»
مع انتهاء يوم الأحد الذى يحتفل فيه أقباط مصر بعيد القيامة المجيد تدخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى فترة تُعرف باسم «الخماسين المقدسة» وهى عبارة عن 50 يوماً يمتنع خلالها المسيحيون عن الصيام، سواء الانقطاعى أو عن أنواع معينة من الطعام، بما فى ذلك أيام الأربعاء والجمعة، وذلك حتى عيد العنصرة، حيث تحتفل الكنيسة يومياً بتذكار قيامة المسيح حسب الاعتقاد المسيحى، وتمتاز تلك الفترة بأن الطقوس المسيحية والصلوات تكون بالألحان الفرايحى، وتنتهى الخماسين المقدسة بعيد الصعود.
وفضلاً عن أهمية هذه الفترة دينياً فى حياة الكنيسة، فهى من أهم الفترات فى حياة المسيحيين الاجتماعية، حيث تكثر فيها الزيجات وأكاليل الزواج، لأنها فترة يُمنع فيها الصوم، حيث إنه من المعروف أنه يُمنع سر الزواج المسيحى خلال أيام الصيام.
القمص شنودة منصور: تحتفل فيها الكنيسة يوميا بقيامة المسيح ويمكن الزواج في أي يوم من أيام الأسبوع
ويقول القس شنودة منصور، كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس بولس الرسول بالنهضة بالقاهرة، فى تصريحات لـ«الوطن»، عن سبب كثرة حفلات «أكليل الزواج» فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال فترة الخماسين المقدسة، إنه لا يمكن إتمام سر الزواج خلال أيام الصيام التى تتخطى 250 يوماً فى العام وفق العقيدة الأرثوذكسية، موضحاً أن فترة الخماسين هى أوقات فرح وسعادة ولا يُسمح فيها بالصوم نهائياً حتى أيام الأربعاء والجمعة، كما هو معتاد خلال باقى أيام العام، وبالتالى يكون متاحاً أمام الأقباط الزواج فى أى يوم من أيام الأسبوع.
وأوضح القس شنودة منصور أن فترة الخماسين المقدسة هى الفترة ما بين عيد القيامة وعيد العنصرة، وتعتبرها الكنيسة فترة أفراح لا يُصام فيها، حيث يتم الاحتفال يومياً بقيام السيد المسيح من بين الأموات، وفق العقيدة المسيحية.
وتابع كاهن كنيسة العذراء أن الألحان المستخدمة فى الطقوس والصلوات الكنسية تكون باللحن الفرايحى، حتى إنه يُحتفل فى القداسات اليومية بتذكار قيامة السيد المسيح، ويتم عمل زفة لأيقونة القيامة فى أرجاء الكنيسة، حيث يحمل الخدام والشمامسة الصلبان والأيقونات ويطوفون فى الكنيسة مرددين الألحان الفرايحى، وتستمر فترة الخماسين حتى حلول عيد العنصرة.
وعن سبب منع الصيام فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال فترة الخماسين، قال القس شنودة، لأنها فترة فرح، يتم فيها الاحتفال بدورة قيامة السيد المسيح لذلك لا يُصام فيها نهائياً لا انقطاعياً ولا بتوقف عن تناول أطعمة معينة مثلما يحدث فى أوقات الصيام الأخرى، ويُحتفل فى نهاية الخمسين يوماً بعيد العنصرة الذى يُقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح بعد صعوده للسماء بـ10 أيام وفق العقيدة المسيحية.
وقال كاهن كنيسة العذراء إن الكنيسة تحتفل بعيد الصعود فى اليوم الأربعين بعد عيد القيامة، وهو يوافق ذكرى صعود السيد المسيح إلى السماء، وبعد الاحتفال بالعيد تأتى فترة صيام جديدة يطلق عليها صيام الرسل وهى فترة متغيرة من عام لآخر.
القس مرقس رمزي: للخماسين آحاد مقدسة وتُعتبر بمثابة مكافأة روحية على الصبر والاحتمال خلال فترة الصيام الكبير
ويقول القس مرقس رمزى، كاهن دير الأنبا شنودة بمدينة نصر، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعتبر فترة الخماسين فترة أفراح متصلة تعيد فيها تجسيد قيامة السيد المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السماء، وهى تعتبرها بمثابة مكافأة روحية على الصبر والاحتمال خلال فترة الصيام الكبير.
وأضاف القس مرقس أن الخماسين المقدسة لها آحاد مقدسة مثل الصوم الكبير، ولكل أحد رسالة ومغزى محدد، وتبدأ الخماسين بـ«أحد توما» وهو من الأعياد السيدية الصغرى، وهو يتحدث عن ظهور المسيح لتلاميذه، ومنهم توما الشكاك الذى طلب رؤية جروح المسيح حتى يؤمن، وهو ما حدث معه، فبكى وقال: «طوبى لمن آمن ولم يرَ».
وتابع كاهن دير الأنبا شنودة أن الأحد الثانى وهو «خبز الحياة» يتحدث عن واحد من أهم الأسرار الكنسية وهو سر التناول، ويدلل عليه من الكتاب المقدس بالقول «أنا هو خبز الحياة»، مضيفاً أن الأحد الثالث يطلق عليه «أحد السامرية» أو «ينبوع الحياة»، وهو اسم مشترك فى آحاد الصيام الكبير والخماسين، وفيه تُقرأ نفس الأجزاء من الكتاب المقدس وهى «كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً، أما من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا له فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذى أعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية».
وأضاف القس مرقس أن الأحد الرابع يكون بعنوان «نور العالم» وهو يرمز إلى خروج الشخص المسيحى من الظلمة إلى النور، ويقول عنه الكتاب المقدس «أنا جئت نوراً للعالم، حتى إن كل من يؤمن بى لا يمكث فى الظلام»، موضحاً أن الأحد الخامس هو «طريق الحياة»، فيتحدث المسيح عن أنه لا يرشد للطريق بل هو الطريق، فيقول «أنا هو الطريق والحق والحياة».
وأشار كاهن دير الأنبا شنودة إلى أن الأحد السادس يكون الصلاة، وهو الأحد التالى لعيد العنصرة، فى الفترة ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس، وأُطلق عليه هذا الاسم لأنه فى تلك الفترة اجتمع تلاميذ المسيح فى مكان مارمرقس ليصلوا بحرارة لمدة 10 أيام طويلة.
وأشار القس مرقس إلى أن الأحد السابع والأخير هو «الروح القدس»، وهو يرمز لحلول الروح القدس على الرسل «تلاميذ السيد المسيح» ويُعتبر يوم ميلاد للكنيسة المسيحية، حيث بدأ التلاميذ رسالتهم فى الكرازة ونشر تعاليم السيد المسيح فى العالم.
وقال كاهن دير الأنبا شنودة إن هناك حكمة عظيمة من تتابع الآحاد بهذا الشكل، فهى ترمز إلى ما بعد قيامة السيد المسيح، حيث بدأ فى تثبيت تعاليمه وإيمان الرسل، ثم التشجيع على السير فى طريق الحياة بالصلاة والثبات من خلال اتباع تعليمات الإنجيل والأسرار الكنسية، مما يسمو بروح الإنسان وعقله ليمتلئ بنعمة الله ليبدأ خدمته لوطنه والمجتمع والكنيسة ويكون إنساناً صالحاً.