اختلاف في مدة الصوم.. «الأرثوذكسية» 200 يوم والصوم الكبير أطولها.. و«الإنجيلية» انقطاعي وسري

كتب: منى السعيد ومريم شريف

اختلاف في مدة الصوم.. «الأرثوذكسية» 200 يوم والصوم الكبير أطولها.. و«الإنجيلية» انقطاعي وسري

اختلاف في مدة الصوم.. «الأرثوذكسية» 200 يوم والصوم الكبير أطولها.. و«الإنجيلية» انقطاعي وسري

تختلف أنظمة الصوم بين الطوائف المسيحية حسب النظام الذى وضعته كل طائفة، ولكن اتفقت جميع الطوائف على أن الهدف الأساسى من الصوم هو كسر الإنسان شهوة الطعام حتى تتفرّغ الروح للعبادة والتقرّب إلى الله ومساعدة المحتاجين.

الهدف منه كسر شهوة الطعام حتى تتفرغ الروح للعبادة والتقرّب إلى الله ومساعدة المحتاجين

وفى هذا الشأن، قال القس هارون منير، كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا مقار شبرا الخيمة، إن الصوم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ليس مجرد صوم، واستخدام الطعام النباتى، وإنما هو فترة للتوبة، وتهذيب النفس، وفى الوقت ذاته هى أيام فرح.

وأوضح القس «منير» أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكثر فيها الأصوام، حيث تمتد لنحو 200 يوم تقريباً على مدار العام، مقسّمة إلى أصوام من الدرجة الأولى، وتشمل الصوم الكبير وأيام الأربعاء والجمعة وأيام البرامون (اليوم الذى يسبق يوم العيد)، وأصوام الدرجة الثانية، وهى صوم الميلاد وصوم الرسل وصوم السيدة العذراء، ويُسمح خلالها بتناول السمك كنوع من التخفيف، لكثرة الأصوام.

وأضاف «منير» لـ«الوطن» أن الحكمة فى استخدام الطعام النباتى أمران: استخدام الأطعمة الخفيفة البعيدة عن الشهوة، والتى لا تثير الجسد، كما أن الطعام النباتى كان النظام الأصلى الذى وضعه الله للإنسان قبل الطوفان.

وقال القس رفعت فكرى، رئيس مجمع القاهرة المشيخى، إن الصوم موجود فى كل الأديان السماوية وغير السماوية، فكان موجوداً فى أيام الفراعنة، متابعاً أن الصوم فى الفكر الإنجيلى هو الانقطاع عن الأكل والشرب والشهوات، لكنه صيام سرى واختيارى، لغرض مثل التقرّب لله أو التوبة، فكل الأصوام فى الكتاب المقدس كانت مرتبطة بسبب ما، متابعاً: «السيد المسيح تكلم عن الصوم خلال الموعظة على الجبل».

أما عن الصوم فى الكنيسة الكاثوليكية، فأوضح الأب حبيب غطاس، راعى كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بقرية نجع الدك مركز أبوقرقاص المنيا، أن الصوم هو تدريب الذات للتحكم فى شهوات النفس، من أجل النمو الروحى والاتصال بعلاقة طيبة بالرب، أكثر من كونه الامتناع عن الأكل والشرب، بالإضافة إلى تقليل الشخص لطعامه وتوفيره لمساعدة المحتاجين، حيث توجد ثلاث حلقات للصوم متصلة ببعض هى الصوم والصلاة والصدقة.

صيام «الكاثوليك» 100 يوم فى العام وله رتب وطقوس من أجل النمو الروحى

وتابع راعى كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك، أن الكنيسة الكاثوليكية تصوم تقريباً 100 يوم فى السنة، متمثلة فى كل أيام الجمعة على مدار السنة إلا فى فترة الخمسين، وفى أيام الجمع التى تقع فيها آحاد الأعياد الآتية: الميلاد، الغطاس، الرسولين بطرس وبولس، انتقال السيدة العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، وصوم الميلاد ومدته 15 يوماً، وصوم الرسل مدته أسبوع، وصوم السيدة العذراء مدته 15 يوماً، وهناك برامون الميلاد وبرامون عيد الغطاس، وصوم بينوى ومدته ثلاثة أيام، أما الصوم الكبير فمدته 47 يوماً.

وأوضح «غطاس» أن طريقة الصوم واحدة فى الطوائف المسيحية، وهى الامتناع عن الأكل والشرب حتى الظهر، طوال أيام الأسبوع ما عدا الأحد والسبت، حسب شريعة موسى، والسبت الوحيد الذى يُصام انقطاعياً بالكنيسة الكاثوليكية هو سبت النور تذكّراً لوجود المسيح فى القبر بعد صلبه يوم الجمعة العظيمة، والأحد لأنه يوم قيامه الرب، ويُصام دون الانقطاع عن الطعام، مع الالتزام بالأكل النباتى والبقوليات.

أما عن الصوم الكبير فى الكنيسة الكاثوليكية، فقال «غطاس» إنه لا يوجد اختلاف جوهرى فى الصوم الكبير بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية، وإنما هو اختلاف فى عدد الأيام فقط، حيث تصوم الكنيسة الكاثوليكية لمدة 47 يوماً مقسّمة بين الأربعين المقدّسة، كما صام المسيح وأسبوع الآلام، متابعاً أنه لا يوجد فى الكنيسة الكاثوليكية أسبوع المقدّمة المعروف فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأسبوع الاستعداد، متابعاً بالنسبة للامتناع عن أكل السمك خلال فترة الصوم ليس للحرمانية، وإنما هو نسك وزهد، ولا يوجد مانع من أكل السمك فى الصوم الكبير بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية.

فبالنسبة للصوم الكبير تقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسات يومية بهذا الصوم الذى يستمر لمدة 55 يوماً، حيث يمتنع الأقباط الأرثوذكس عن تناول اللحوم ومنتجات الألبان، وفى الكنيسة الكاثوليكية يمنع تناول اللحوم ومنتجات الحليب والأجبان يومى الأربعاء والجمعة، من فترة الصوم، ويُعد يوم أربعاء الرماد هو أول أيام الصوم المسيحى بالنسبة للكاثوليك الذين يقيمون رتباً وطقوساً خاصة بمناسبة الصوم الكبير، منها رتبة درب الصليب، وهى رتبة طقسية تقام فى زمن الصوم الكبير وفى أسبوع الآلام، وفى الكنيسة تقرأ فيها نصوص صلب المسيح على 14 مرحلة من العهد الجديد، إلى جانب بعض المراحل المأخوذة من التقاليد المسيحية.

أما بالنسبة للكنيسة الإنجيلية فلا يوجد صوم كنسى، ولكن يتم الصوم بشكل شخصى، ويتطوع له الشخص وفقاً لرغباته.

 

 


مواضيع متعلقة