عادات وتقاليد المسيحيين: نهاية رحلة الصوم الكبير بالإقبال على أكل اللحوم والألبان والبيض بعد انقطاع 55 يوما

كتب:  مارينا رؤوف

عادات وتقاليد المسيحيين: نهاية رحلة الصوم الكبير بالإقبال على أكل اللحوم والألبان والبيض بعد انقطاع 55 يوما

عادات وتقاليد المسيحيين: نهاية رحلة الصوم الكبير بالإقبال على أكل اللحوم والألبان والبيض بعد انقطاع 55 يوما

مع الاحتفالات الدينية للأقباط بعيد القيامة المجيد، يأتى دور كبير للعادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة منذ آلاف السنوات التى يقوم بها المسيحيون كتعبير عن احتفالاتهم بالعيد، وخاصة مع طقوس الطعام.

فمع دقات الساعة الـ12 من مساء غد تنتهى فترة انقطاع الأقباط عن أكل اللحوم والألبان والبيض والسمك التى امتدت لـ55 يوماً، ليبدأ الأقباط فى الاحتفال بعيد القيامة بحسب الاعتقاد المسيحى، ويعودوا لتناول اللحوم المشوية والمطبوخة، والبط والحمام، والدجاج والمكرونة البشاميل كما يفضل البعض خلال هذه الليلة.

كما ينفرد عيد القيامة بطقوس احتفال خاصة عند الأقباط، حيث يرتبط بالعيد الاحتفال بشم النسيم الذى دائماً ما يأتى ثانى أيام عيد القيامة، إذ وجد فيه الأقباط وسيلة إيضاح للقيامة ورموزاً مسيحية كثيرة، وهو العيد الذى فى الأصل يعود إلى عصر الفراعنة ويرجع تاريخه إلى عام 2700 ق.م تقريباً، واسمه «شمو» ومعناه «خلق العالم» أو «بداية العالم»، وكان يعتبره القدماء المصريون عيد بداية أول الزمان، وهو ما يقابل موسم الربيع حالياً، وربط الأقباط بينه وبين عيد القيامة حيث تتفتح فيه الزهور بعد ذبول خلال موسم الشتاء وفيه رمز للقيامة.

ويقوم فيه الأقباط بتلوين البيض، حيث يشير خروج الكتكوت من البيض للقيامة مثلما وصفته مريم المجدلية لأحد الملوك الوثنيين، كما يأكل المسيحيون فى هذا اليوم السمك المملح «الرنجة والفسيخ» كرمز للخلود «الأبدى» وعدم الفساد كعلامة قيامة المسيح من الأموات، بحسب الاعتقاد المسيحى.

المركز الثقافي القبطي الأرثوذوكسي: للبيض قدسية خاصة فى الديانات القديمة وازدادت مع ظهور المسيحية

وقال المركز الثقافى القبطى الأرثوذوكسى، فى تقرير له، إن عادة أكل البيض ومهاداته فى عيد القيامة من الصعب الوصول إلى أصلها، إذ يبدو أنَّها قديمة جداً، فقد زعم البعض أنَّها آتية من الفرس، وآخرون يقولون إنها عادات فرعونية، وهناك مَن يرى أنَّ أصل هذه العادة هم المسيحيون، فإنَّهم منذ القِدم يصومون الصوم الكبير، فينقطعون عن تناول الأطعمة الحيوانية والبيض، فينتج عن هذا تجمع البيض بكثرة، فيأكلونه ويتبادلونه كهدايا لوفرته وأيضاً لما فيه من معانٍ سامية ورموز تُشير إلى قيامة المسيح.

وأشار إلى أنه كان للبيض قدسـيّة خاصة، نراها واضحة فى الديانات القديمة عند اليونانيين والرومان والفراعنة، فقد اعتقد بعض الفلاسفة القدامى أنَّ البيضة هى أصل الخلق، إذ إنَّ العالم فى رأيهم كان على شكل بيضة انقسمت إلى نصفين، النصف العلوىّ كوّن السماء، والسفلىّ كوّن الأرض، ومع ظهور المسيحية ازدادت قيمة البيضة وجعلوها رمزاً للقيامة والحياة.

ويرجع ذلك إلى كنيسة القديسة مريم المجدلية بالقدس، حيث توجد رسومات للبيض الذى حملته مريم المجدلية إلى قيصر، ودللتْ به على قيامة المسيح، وعلى أنَّ جسده الطاهر لم يرَ فسـاداً، بل كان محفوظاً فى القبر كما يُحفظ الكتكوت فى البيضة.

وفى مصر قديماً كان الكهنة المسيحيون يجمعون البيض فى الصوم الكبير، إلى أن يأتى العيد فيُحضرونه إلى الكنيسة ويوزعونه على الشعب بعد قداس العيد، وللبيض رمزية كبيرة حتى اليوم فى الكنائس، إذ يُعلّقون بيضة أو أكثر أمام الهيكل كرمز إلى قيامة السيد المسيح.

اعتاد المسيحيون تلوين البيض باللون الأحمر إشارة إلى دم المسيح

وأشار المركز إلى أن هناك عادة قديمة تخص تلوين البيض، حيث اعتاد المسيحيون تلوين البيض باللون الأحمر إشارة إلى دم المسيح الذى سُفك على الصليب، ثم أخذوا يتفننون فى تلوين البيض بالألوان المختلفة، خاصة أن العيد يأتى فى الربيع، حيث ألوان الزهور، وهى عادة من قبل المسيحية بأجيال، فقد كان القدماء يُكرّسون يوماً من سنتهم ليحتفلوا فيه ببدء الربيع، وكانوا يقضونه بين اللهو والمرح، ومن ضمن عاداتهم فى هذا اليوم تلوين البيض، إشارة إلى مناظر الطبيعة الخلابة، وتفتّح الزهور بألوانها وأشكالها الجميلة.

ولفت المركز إلى أنه بالنسبة إلى رمزية السمك فهو من مخلوقات الله، التى أعطى الله الإنسان السلطان عليها كما هو فى الكتاب المقدس الذى ذكر أنّ السيد المسيح أكل خروف الفصح، وأكل سمكاً، وقد كان على الأقل أربعة من تلاميذ السيد المسيح يشتغلون بصيد السمك، كما أن المسيح قد صنع عدداً من المعجزات وكانت بها أسماك مثل الخمس خبزات وسمكتين، ومعجزة اصطياد السمك.

وأضاف المركز أنه منذ الأجيال الأولى والمسيحيون يتخذون من السمك رمزاً لهم فى كثير من فنونهم وصناعاتهم، حيث يمكن القول إنَّ المسيحية قدَّست السمك كرمز للمسيح، حيث هناك العديد من المعانى الروحية التى تربط بين السمك والسيد المسيح، مشيراً إلى أنه بتأمل طريقة خروج السمك من البيض، لوجدنا أنَّه يُخصّب من دون اجتماع الذكر بالأُنثى، فالذى يحدث هو أنَّ الأُنثى تضع البيض، ثم يأتى الذكر ويُلقّحه فيتم إخصابه، وهذا إنَّما يُشير إلى السيد المسيح الذى وُلِدَ من عذراء لم تعرف رجلاً.


مواضيع متعلقة