هل تنجح الصين في وقف الحرب؟

كتب: حمدي الحسيني

هل تنجح الصين في وقف الحرب؟

هل تنجح الصين في وقف الحرب؟

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني، أصيب العالم بخيبة أمل من زيارة الرئيس الأمريكي بايدن الأخيرة إلى كييف، والرد الروسي عليها في خطاب بوتين، فكلاهما (بايدن وبوتين) أكدا بأن الحرب مستمرة وأنه لا تراجع من جانب واشنطن والغرب عن استنزاف روسيا، وأن روسيا لن تتراجع عن تحقيق أهدافها بإخضاع أوكرانيا.

في ظل هذا التحدي من طرفي الصراع، جاءت المبادرة الصينية، التي تتضمن 12 بندًا، أبرزهم وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.رغم أن روسيا لم تتفاجأ بالمبادرة ولا بمضمونها، إلا أن التعاطي معها جاء باهتًا.

أما الرد الأوكراني على المبادرة الصينية، كان عمليًا، فلم تكتف برفضها، بل صعّدت من عملياتها في الشريط الجنوبي الذي ضمته واحتلته روسيا مؤخرًا، كما شرعت في رسم خطط تمركز الدبابات الغربية التي بدأت تتسلمها من الولايات المتحدة والدول الأوروبية الحليفة، وتعجلت وصول مزيد من الأسلحة الغربية، استعدادًا لمعركة الربيع المرتقبة لتحرير كامل أراضيها بما فيها شبه جزيرة القرم!

من جانبها طبقت الولايات المتحدة والدول الغربية حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على روسيا، أملًا في أن تؤثر العقوبات على حياة الروس، مما يشكل ضغطاً على القيادة السياسية ومن ثم تتوقف المعارك.

في ظل هذا التعقيد للأزمة كانت أعين الولايات وحلف الناتو منصبة على بكين، محذرين الصين من مغبة تقديم أي شكل من أشكال الدعم العسكري إلى روسيا.

من هنا تأتي أهمية التحرك الصيني كمبادرة لوقف القتال، وبما أن أوكرانيا ومن خلفها الولايات المتحدة والناتو تقريبًا رفضوا التجاوب مع المبادرة مشككين في حياد بكين، فلم يبقَ أمام الصين سوى تعديل بنود مبادرتها، وإعادة طرحها من جديد خلال زيارة مرتقبة سيقوم بها الرئيس الصيني إلى موسكو.فهل تنجح الجهود الصينية في وقف الحرب بخروج كريم لروسيا من المأزق الأوكراني، أم تتحدى بكين أوروبا والولايات المتحدة وتتحالف علنًا مع روسيا؟

حينها سنكون أمام تحول جذري للحرب الأوكرانية، وبذلك يصبح العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة، لا يعلم نتائجها إلا الله.

 


مواضيع متعلقة