حمدي الحسيني يكتب: رسالة بن غفير «المفخخة»

حمدي الحسيني يكتب: رسالة بن غفير «المفخخة»
لم يضع المنصب الوزاري حدا لغطرسته؛ بل زاده انفلاتاً وتهوراً، فلم يمض يومان على تكليفه رسمياً بوزارة الأمن في حكومة نتانياهو الجديدة، وقاد إيتمار بن غفير مجموعة من رفاقه المتطرفين واقتحم المسجد الأقصى، وسط حراسة أمنية مشددة.
بعض المتفائلين راهنوا على أن يضبط المنصب الحكومي سلوك بن غفير المتطرف؛ لكن يبدو أنه أراد أن يثبت للداخل والخارج الإسرائيلي أن وضعه الحكومي يمنحه مزيداً من القوة ولن يقف المنصب الرسمي حائلاً دون الاستمرار في ممارسة استفزازاته التي دأب عليها في السابق؛ لكن الجديد هذه المرة أن تدنيس الأقصى تم بمباركة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو.
منذ نشأة دولة الاحتلال على الأرض الفلسطينية قبل أكثر من نصف قرن، ظلت الحركة الصهيونية المتطرفة تتوارى ويعمل عناصرها في الخفاء، ولم يحدث من قبل أن وصل بعض رموزها إلى المقاعد الوزارية كما هو الحال في حكومة نتانياهو الحالية.
ويعتبر إيتمار بن غفير المولود لأبوين كرديين في العام 1976، أكثر المسؤولين تطرُّفاً في حكومة نتانياهو، فهو صاحب سجل حافل بالممارسات العدوانية المتطرفة، وبالرغم من دراسته للقانون، انضم وهو في سن المراهقة إلى حزب «كاخ» الصهيوني الذي أسسه الحاخام المتطرف «مائير كاهانا»، ثم انتخب عضواً في الكنيست لأول مرة في العام 2021.بيان الخارجية المصرية جاء سريعاً وواضحاً في تحذيره من خطورة التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة بشكل عام.
وقد استهلت حكومة نتانياهو الجديدة، التي تعد الأكثر تطرُّفاً في تاريخ دولة الاحتلال، بهجوم صاروخي على مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى في صفوف الجيش السوري، كما قتلت شابين فلسطينيين بزعم مشاركتهما في قتل جندي إسرائيلي قبل شهور، ثم في مدينة بيت لحم، قتلت قوات الأمن الإسرائيلي الطفل آدم عياد برصاصة في الصدر في الساعات الأولى للعام الجديد.
كل التوقعات تشير إلى تصاعد وتيرة القتل اليومي الممنهج للشباب والأطفال الفلسطينيين في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية، كما أن استفزازات الفلسطينيين وإرهابهم ستتصاعد كما رأينا من رسالة بن غفير «المفخخة» بإقحامه الأقصى ومحاولة تغيير الواقع في الأماكن المقدسة، فضلاً عن كون بن غفير مسؤولاً عن وزارة الأمن القومي فإن شعاره التمادي في استخدام أكثر الأساليب وحشية ضد الفلسطينيين، بهدف نزع فكرة المقاومة من قاموسهم اليومي.
فهل ينجح نتانياهو وحكومته المتطرفة في جلب الأمن للإسرائيليين بدون أن يحصل الفلسطينيين على حقهم في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية؟.