مريدون على باب السيدة زينب: «يا ست يا أم الكرم.. الروضة عندك والحرم»

مريدون على باب السيدة زينب: «يا ست يا أم الكرم.. الروضة عندك والحرم»
على باب «ستنا زينب»، وقف المريدون بالخارج ينتظرون الدخول لزيارة مقامها الشريف، يدخل المحبون تباعاً، يقرأون الفاتحة لسيدة آل البيت، ويدعون الله ويتبركون بصاحبة المقام الطاهر، ثم يرحلون إلى سرادق الحضرات والذكر بجانب المسجد، حيث اجتمع المحبون من المحافظات للاحتفال بالليلة الكبرى للسيدة زينب بنت على الطاهرة الشريفة بنت السيدة فاطمة، ريحانة رسول الله.
يدخل المريدون حلقات الذكر والمدح والدروس، ينشغلون بذكرهم، يستمعون بشغف إلى المداحين فى حضرة «الماما»، ينشدون فى مدح النبى وآل بيته، تقرّباً إلى الله، حتى مطلع الصباح، موجودين بحب بجانب المقام الشريف.
فى إحدى خيام المريدين، كان مصطفى زايد، الباحث الصوفى، يجلس استعداداً لبدء الحضرة والمديح مع الأحبة، فهو يعتبر التصوف منهجاً روحانياً يحظى بقبول المسلمين، وهو أسمى درجات المعرفة بعد النبوة، ومنهجه الأسمى الاتصاف بمحاسن الأخلاق وترك المذموم منها، قائلاً: «طلعت لاقيت نفسى متصوف عايش فى أسرة متصوفة فى منزل بييجى فيه كل دقيقة ضيف من محبى آل بيت النبى، ومن طفولتى بدأ حبى للتصوف وما به من معانٍ جميلة تهذّب النفس والخلق».
عن الاحتفال بمولد السيدة زينب، يقول «زايد»: ستنا زينب جبل الصبر، تحمّلت الكثير وعاصرت الأزمات، فهى شاهدة على موقعة كربلاء ومقتل عترة النبى الكريم. ويتحدث «زايد» والمحبون عن كرامات السيدة زينب ويتغنون بها فى حكايات وأشعار لا تنتهى، طوال مدة الاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب.
«الجعفرى»: «بنزورها محبة فيها وفى جدها»
فى خيمة أخرى، تجمّع عدد من محبى آل البيت يمدحون رئيسة الديوان، يبرز بينهم الشيخ خميس الريس الجعفرى، الذى كان يلقى على الحضور كلمات عن محبة السيدة زينب ومكانتها فى الإسلام: بنزور ستنا زينب وعترة النبى الشريفة، محبة لرسول الله، وستنا الكريمة زينب خلال طفولتها كانت شديدة القُرب من نبى الله، وعندما وُلدت طلب الإمام على من جدها النبى تسميتها، وبالفعل سمّاها زينب، وحتى وفاته وهى قريبة منه، وبنيجى كل سنة نحتفل بمولدها، وهى كريمة ومقامها حلو ومنور».
«أبونبوت»: «ودنا لآل البيت تنفيذ لوصية النبى»
قدر السيدة زينب، حفيدة النبى عند المسلمين، محفوظ وعظيم، فالجميع يُجلها ويعظمها حسب الشيخ على أبونبوت الرفاعى من السادة الأشراف: «بنحتفل بآل بيت النبى حباً فيهم لأن الرسول أوصى بمودتهم فهى عترة المصطفى، وبنيجى كل سنة نطعم الطعام ونعلم الصغار كيف يكون التصوف عن حق، علشان نغير الفكرة المأخوذة خطأ عن الصوفيين». يرى «أبونبوت» أن التصوف يعنى الاهتمام بالنظافة وهندمة الثياب وليس لمن يرتدون الملابس البالية ثمة علاقة بهم: «التصوف هو غاية الجمال وودنا لأهل بيت النبى حباً لهم مش بدعة كما يدّعى البعض ومحاولة كمان لتنفيذ وصية النبى الكريم».
يمسك بطرف الحديث الشيخ عرفة فتح الله، نائب الطريقة الرفاعية عن محافظة أسوان، ويقول إن الاحتفال بالسيدة زينب يُعد من الأمور التى يحرص عليها الجميع، مضيفاً: «نحب الكرام ونسعى للتقرب إليهم وبنعمل الموالد علشان نحاول نخلى الشباب يكون صالح ونحافظ عليهم وبنروح كل الموالد».
مسعد سعد من مدينة طنطا يقول إن السعادة والطمأنينة الروحية يجدها المريدون فى القُرب من آل بيت رسول الله، فقال النبى الكريم «أحِبوا اللهَ لما يغدوكم من نعَمِه، وأحِبُّونى بحُبِّ اللهِ، وأَحِبُّوا أهلَ بيتى لحُبِّى»، وحضرنا للقاهرة للاحتفال بسيدة الديوان وعقيلة بنى هاشم ستنا صاحبة الفرح.
مظاهر الاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب لا تخلو من مظاهر البهجة، المتمثلة فى عربات بيع الحلوى والحمص فى الشوارع، وهى العادة التى يحرص محبو السيدة زينب عليها، خصوصاً من القادمين من المحافظات الذين يحملون معهم الحلوى والحمص من مولد السيدة زينب لأسرهم وأحبتهم كهدية مبهجة بعد عودتهم إلى منازلهم.
ويقول مسعد سعد من مدينة طنطا إن الأسعار لم ترتفع كثيراً عن العام الماضى، مشيراً إلى أنه ورث المهنة عن جده، ورغم كونه يعمل خراطاً إلا أنه يعتبر نفسه درويشاً محباً للسيدة زينب يأتى إليها خصيصاً تاركاً عمله خلال الاحتفال بمولدها ليبيع الحمص والحلوى: «أنا مش بياع وبس، أنا مريد درويش، وباجى أبيع وأرجع مرضى، باسترزق وباكون فى نفس الوقت جنب ستنا الغالية السيدة زينب، ولو تبقى حاجة من البضاعة بارجعها تانى للتاجر، لأنى مابالفش بيها الأسواق».
ويضيف عن الأسعار: «السودانى السنة دى 45 جنيه، ولم يرتفع سوى 5 جينهات، والحمص بنفس السعر، وفيه حمص الكيلو منه بـ35 جنيه والحلاوة الجديدة بـ50 جنيه».