المريدون: «إحنا فى حماية سبع الرجال»

المريدون: «إحنا فى حماية سبع الرجال»
أضواء وزينات تعلو مئذنة المسجد الأحمدى، والمحلات المجاورة له، خيام متعددة تحيط به، بداخلها أناس يتمايلون بأجسامهم، مصفقين بأياديهم، مرددين جملاً غير مفهومة، مشاهد تخطف عينيك مع أول خطوة تخطوها بساحة الاحتفال بمولد العارف بالله السيد البدوى بطنطا، أحد الأقطاب الصوفية الـ4 بمصر، يأتى إليه نحو 3 ملايين شخص سنوياً من أبناء الطرق الصوفية المنتشرة فى جميع محافظات مصر والدول العربية.
وعلى بعد عدد من الخطوات من المسجد تلاحظ استعدادات ضخمة من قبل الجهات التنفيذية بالمحافظة أقامتها مديريات الوزارات المختلفة، وعلى رأسها مديريات الأمن والصحة والثقافة والتربية والتعليم والتموين والكهرباء وغيرها، بالإضافة لخيام الطرق الصوفية المشاركة فى الاحتفال.
وعلى بعد نحو 10 أمتار تجد الضريح ممتلئاً بعشرات المريدين والمحبين للسيد البدوى يرفعون أياديهم للسماء مرددين كلمات غير مفهومة وعيونهم يملأها البكاء.
«لا ترهبنا الأعمال الإرهابية، ولم ترهقنا مشقة السفر، نحن محبون، نأتى إليه فى كل عام دون خوف من شىء، على يقين بداخلنا أننا إذا انقطعنا عنه لعام واحد ستحل علينا المصائب.. نرتاح نفسياً بزيارته».. جملة قالها جميل القناوى، صاحب الـ62 عاماً، واصفاً بها مريدى وعشاق العارف بالله السيد البدوى، مضيفاً أثناء جلوسه بجوار مقام السيد البدوى، أنه جاء من محافظة قنا قاطعاً يومين فى السفر، للاحتفال بمولد السيد البدوى، والذى اعتاد على زيارته فى مثل هذه الأيام من كل عام، فمنذ صغره وهو يأتى لمدينة طنطا للاحتفال به والتوجه بعدها لمولد إبراهيم الدسوقى بكفر الشيخ، برفقة جده الذى كان محباً لآل البيت وأولياء الله الصالحين والذى لم يترك مولداً إلا وحضره حتى توفاه الله، وأن جده زرع فيه هذه السمة، وأوصاه بزيارة آل البيت وأولياء الله الصالحين وعدم التخلف عن أى مولد لأحدهم.
ويضيف مصطفى عبدالعال، 56 عاماً، من محافظة أسوان، أنه ينتمى للطريقة السعدية، وجاء لأول مرة من أجل زيارة مولد السيد البدوى فى العام الماضى بعد أن طُلب منه زيارته عن طريق رؤية فى المنام وهذا أيضاً ما حدث فى العام الحالى.. موضحاً: لا يحق لشخص أن يأتى إلى هنا دون إذن من صاحب الضريح، مردداً: شيخ العرب دعانى وأنا لبيت، لا خفت من أعمال إرهابية ولا شىء، طالما العقيدة لله والأمر لله لا نخاف من أى شىء.
ساحة السارى بسيجر (المنطقة الثانية) للمولد، التى تبعد عن ساحة وميدان المسجد بنحو 3 كيلومترات، أناس يدخلون وآخرون يخرجون منها، وعشرات الخيام المنتشرة التابعة للطرق الصوفية منها الطريقة الأحمدية البدوية، والطريقة النقشبندية، والبيومية، وأبناء العارف بالله أحمد كرامة، والشيخ شلتوت، وأبناء سيدى صالح الشافعى الخليلى الكبير، والرفاعية والسعدية، كل طريقة تعلق على مدخل الخيمة لافتة ترحب بالسادة الضيوف والزائرين.
عندما تنظر داخل الخيام تجد العشرات من الدراويش والمريدين مصطفين على جانبى الخيمة، مرتدين ثياباً غريبة، ويلتحفون بأشياء أغرب، أناس حملوا أمتعتهم وتركوا أحوالهم وراء ظهورهم متجهين إلى هذا المولد حباً وعشقاً وتقرباً لله بالبدوى، أملاً فى تحقيق كل أمنياتهم بدعوة مستجابة، حسب اعتقادهم، يرددون وراء منشدهم الواقف على أول الخيمة أناشيدهم، يميلون يميناً ويساراً ويصفقون بأياديهم.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن المجتمع فى أمس الحاجة للتصوف الإسلامى من أجل تصويب الخلل الذى أصابه، وأن العارف بالله السيد البدوى شخصية إسلامية مظلومة من بعض الحكام والأشخاص الذين انحرفوا فى فهمهم ولا يعلمون عن التصوف ولا آل بيت النبى شيئاً. مشيراً إلى أن «البدوى» يعد من آل البيت وينتهى نسبه لسيدنا الإمام الحسين بن على، رضى الله عنهم، وقد أوصى الرسول الكريم بهم خيراً قائلاً: «أحبونى لحب الله وأحبوا آل البيت لحبى»، وأضاف «هاشم» أن محبتهم عنصر من عناصر الإيمان.
مؤكداً أن مشاركة قيادات الدولة فى احتفال الطرق الصوفية بمولد السيد البدوى يعد دلالة على الاهتمام بالتصوف، وهناك اتجاهات عديدة خرج منها الإرهابى والمتطرف والمتعصب، لكن الاتجاه الوحيد الذى لم يخرج من عباءته أحد هؤلاء هو التصوف.. وأضاف «هاشم» أن النصر المقبل للأمة لن يأتى من خلال الاشتراكية أو الديمقراطية أو العلمانية ولكن عن طريق الدعوة الإسلامية الصوفية.