د. أسامة الأزهرى: شمس «علم وولاية» انطفأت برحيل عبلة الكحلاوي.. وبقيت سيرتها الطيبة وعملها الصالح

كتب: إسراء سليمان

د. أسامة الأزهرى: شمس «علم وولاية» انطفأت برحيل عبلة الكحلاوي.. وبقيت سيرتها الطيبة وعملها الصالح

د. أسامة الأزهرى: شمس «علم وولاية» انطفأت برحيل عبلة الكحلاوي.. وبقيت سيرتها الطيبة وعملها الصالح

عبّر الدكتور أسامة الأزهرى، العالم الأزهرى الجليل عن محبته الخالصة للدكتورة عبلة الكحلاوى فى ذكرى رحيلها الثانية، قائلاً: «شمس من العلم والولاية انطفأت وبقيت سيرتها الطيبة وعملها الصالح، فقد كانت شمساً ونوراً فى حياة ملايين من الأسر والبيوت فى المشارق والمغارب». وروى فى حوار لـ«الوطن» عن علاقته وارتباطه الشديد بالدكتورة عبلة الكحلاوى قائلاً: «كانت أماً بعد أمى»

ماذا تقول فى الذكرى الثانية لرحيل الدكتورة عبلة الكحلاوى؟

- رحمها الله رحمة واسعة، أستاذتنا الفقيهة الجليلة الشيخة الصالحة، الأستاذة الدكتورة عبلة الكحلاوى، كانت شمساً من العلم والولاية التى انطفأت وبقيت سيرتها ومحبتها الخالصة، فقد كانت شمساً ونوراً فى حياة ملايين من الأسر والبيوت فى المشارق والمغارب، ودخلت من خلال التليفزيون إلى البيوت ودخلت معها السكينة والراحة، اللذان وجدناهما فى كلامها ونصائحها، فهى نور يملأ القلوب سكينة وراحة، والتقت القلوب على محبتها، ومسيرتها العلمية نبراس لنا جميعاً، وكانت تدعو إلى الله على بصيرة.

ربطتنى بها علاقة خاصة واتصال دائم.. وأوصى أبناء الأزهر بأن يجعلوا مسيرتها أمام أعينهم

وماذا عن علاقتك وارتباطك الشديد بها؟

- ربطتنى بها رحمها الله علاقة خاصة جداً، فكانت أمى الثانية بعد أمى، وكان بينى وبينها اتصال مستمر ومشاورة دائمة وتفكير مشترك فى أمور عامة وخاصة، وشرفت بدعوتها لى للمشاركة فى العديد من المناسبات فى جمعيتها «الباقيات الصالحات»، وكم كانت لها الأيادى السابغة والإنفاق الواسع على ذوى الحاجات، فقد كانت من أهل العلم والصلاح من الذين يصح أن نسميهم ورثة النبوة بحق وصدق.

وكيف كانت شخصية الدكتورة عبلة الكحلاوى؟

- الراحلة كانت تجمع بين العلم والإنسانية، وكانت شخصيتها مركبة من 3 أعمدة رئيسية تتمثل فى المحبة والعلم والوطنية، فقد سُقيت بالمحبة على يد صوت والدها فى مدح النبى الكريم، الذى طُربت آذان المصريين بصوته فى أناشيد محبة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حيث نشأت فى بيت يعيش معنى المحبة والعطاء بين الجميع، وتدفقت تلك المحبة على حياتها وشخصيتها، أما عمود الوطنية فكان لزوجها الراحل الذى اُستشهد فى حرب أكتوبر وأول من نفذ لتدمير خط بارليف وجاد بروحه من أجل استرداد الأرض وكانت تذكر هذا الحدث الجلل والذى صبرت به وأضاف إلى شخصها بالوطنية أن هذا الوطن يفتدى بالغالى والنفيس، وهذا المعنى برز عبر حياتها العلمية المختلفة وكانت تذكّر الناس بنمط التدين الوسطى، والنمط الثالث فى شخصيتها وهو العلم، كما أن الراحلة درست فى الأزهر الشريف ونالت الماجستير والدكتوراه وابتعثت إلى مكة المكرمة وظلت منذ سنة 1978 لها درسها فى الحرم.

وماذا عن مسيرتها الدينية والعلمية؟

- بلا شك كانت الدكتورة عبلة الكحلاوى صوتاً للتدين الوسطى فى أذن العالم، وأوصى كل أبناء الأزهر الشريف بأن يجعلوا الراحلة عبلة الكحلاوى أمام أعينهم.

قلت إن الدكتورة عبلة رأت النبى، صلى الله عليه وسلم، فماذا تعرف عن تلك الرؤيا؟

- الدكتورة الراحلة عبلة الكحلاوى رأت النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، مرات فى المنام وعدداً من المبشّرين بالجنة منهم السيدة نفيسة فى بداية حياتها، فحجابها ليس حجاباً غليظاً يجعل المنامات أضغاث أحلام، ولكنها رُقيت حتى باتت تتميز بالشفافية، فهى وفى إحدى المرات، رأت سيدنا محمد، صلىّ الله عليه وسلم، فى المنام، وقال لها: «أخبرى عمر ألا يذبح الأصلة».

وحينها سألت الإمام الراحل محمد متولى الشعراوى عن معنى الرؤيا، فقال لها هى رسالة لشخص يدعى «عمر» قريباً منك، وكان هو أحمد عمر هاشم، حتى هاتفته وأخبرته بذلك، وعندما وصلته الرسالة بات أرأف فى معاملته لطلابه فى الجامعة، فبلا شك الأحلام الصادقة ورؤية الأنبياء وأولياء الله الصالحين لا تنبغى للأشخاص الذين اتصفوا بالكذب فى أقوالهم أو أفعالهم، ولحدوث ذلك يجب للشخص أن يتحلى بالصدق فى أقواله وأفعاله، وكذا الصلاح والرحمة الربانية.

وماذا عن وصية الدكتورة عبلة الكحلاوى بأنك تؤم صلاة جنازتها؟

- لقد شرفتنى بهذا الشرف بأن أوصت بأن أؤم صلاة الجنازة، على أننى ابنها، وبعد صلاة الجنازة أن أدعو لها ولما جاءنى هذا ازداد الحزن على فراقها، لأننى كنت أحبها ولا أجد أى معانٍ تعبر عن نموذجها العلمى ومحبتها وشخصيتها التى كانت لا يختلف عليها أحد، وحظيت بحب كبير من الجميع، وكانت محل إجماع والتقت القلوب على محبتها، وتبقى مسيرتها العلمية نبراساً نعتز به.

رسالتى لأبنائها

أقول لأبنائها الذين حرصوا على استمرار جمعيتها إنكم امتداد عطاء لأم كانت نبعاً للخير وهم امتداد للخير والمحبة والعطاء وجزاهم الله خيراً على حرصهم على المحافظة على ميراث الخير والعطاء للدكتورة عبلة الكحلاوى التى كانت ترعى كبار السن ومرضى السرطان وكل من يحتاجها.


مواضيع متعلقة