ابنة عبلة الكحلاوي: بناء «الباقيات الصالحات» بسبب رؤية في المنام (حوار)

ابنة عبلة الكحلاوي: بناء «الباقيات الصالحات» بسبب رؤية في المنام (حوار)
- عبلة الكحلاوي
- ابنة عبلة الكحلاوي
- الباقيات الصالحات
- عبلة الكحلاوي
- ابنة عبلة الكحلاوي
- الباقيات الصالحات
في أول عيد أم لم يجمعهما، استرجعت الابنة وصية الأم التي قالت فيها، «لا تغلقوا الباقيات الصالحات»، حيث كانت هذه الكلمات الأخيرة، للدكتورة عبله الكحلاوي، مفصحة فيها عن وصيتها الأخيرة، التي حرصت طوال حياتها على تنفيذها بل واستمرارها حتى بعد وفاتها، بأن تبقى جمعية الباقيات الصالحات ترعى المسنين وتكثف من عمل الخير الذي اشتهرت به.
وحرصت الدكتورة مروة ياسين، ابنه الدكتورة عبلة الكحلاوي، على التواجد داخل جمعية «الباقيات الصالحات»، بعد أن تولت إدارتها، وفي هذا الحوار تكشف «الوطن»، بعضا من أسرار تأسيس جمعية الباقيات الصالحات الخيرية، التي أسستها الداعية الإسلامية.
- متى تأسست جمعية الباقيات الصالحات؟
تأسست الجمعية في عام 2004 وكانت أنشطتها الخيرية محدودة في هذا الوقت، فقتصرت على المناطق المحيطة للجمعية، وأصدقاء والدتي، ففي حين رأوا أي شخص بحاجة للمساعدة، يتم إرساله لجمعية الباقيات الصالحات، أو يذهب شخص من الجمعية لإحضاره.
أقسام الباقيات الصالحات
- مما تتكون جمعية الباقيات الصالحات؟
تضم الجمعية ثلاثة أقسام رئيسية، هما دار أبي الخاص بعلاج المسنين الذين يعانون من مرض الزهايمر، ودار أمي الخاص بالسيدات اللاتي يعانين من نفس المرض، إضافة لدار ضنايا الخاص بعلاج أطفال مرضى السرطان، هذا بجانب الأعمال الخيرية الأخرى التي تقوم بها الجمعية في كافة أنحاء الجمهورية.
- كم يبلغ عدد المرضى المتواجدين في الجمعية؟
بفضل الله يوجد لدينا في دار أبي لرعاية مسنين مرضى الزهايمر 35 مسن، ويحتوى دار أمي على 50 مسنة مريضة بالزهايمر، وتتكفل الجمعية بكافة أوجه الرعاية، من خلال فريق عمل من المتخصصين المدربين على أعلى مستوى.
مرضى الزهايمر
-لماذا مرض الزهايمر بالتحديد؟
أصحاب هذا المرض يتحملوا شقاء كبير للغاية، فهو من أصعب ما يكون، فيتعرضون للشقاء النفسي والمادي والروحي والاجتماعي، إذا لم يجدوا المعاملة والعلاج الصحيح، إضافة للعبء الكبير التي تتحمله الأسرة، بسبب عدم درايتهم بسبل العلاج، والتعامل مع مرضى الزهايمر، فالطريقة التي يتم التعامل بها مع مريض الزهايمر هي في الحقيقة أهم من العلاج نفسه: «وشعارنا هنا أن تمر الأيام بسلام بالنسبة لهم».
- كيف كانت تتعامل دكتورة عبلة مع المرضى؟
تعاملهم معاملة الأم لابناءها، على الرغم من تجاوز بعضهم سن والدتي، إلا أنها كانت تُشعر الجميع بإحساس الأمومة، الذي وصل بصدق لكل المتواجدين في المكان، ليس فقط المرضى.
- «الباقيات الصالحات» من أطلق هذا الاسم على الجمعية والمسجد؟
والدتي وراء اختيار الاسم، والسبب يعود إلى الآية الكريمة من سورة الكهف: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا»، فالباقيات الصالحات تشمل كل عمل صالح يمكن قيام الإنسان به، وهي الأعمال الصالحة التي لاتزول بموت الإنسان وثوابها خالد، فهي خير من الدنيا الفانية.
-هل يوجد مناسبة أدت لبناء الباقيات الصالحات؟
نعم، والدتي رأت الأرض المقامة عليها الجمعية الآن، في رؤية كانت هي السر وراء تأسيسها، وكانت تشعر بسعادة بالغة عندما رأت هذه الأرض وعلمت أن الرؤية ستتحقق، وبعد فترة من الزمن استلمت أمي هذه الأرض، بعد كثير من الأحداث، فهذه الأرض مباركة، يطلقون عليها اسم «البقيع» فهي أرض طاهرة أوت عدد كبير من الصالحين.
-بمناسبة عيد الأم كيف كانت تقضى هذا اليوم؟
تقوم بإعداد حفلة خاصة في الجمعية، بحضور مرضى دار أبي ودار أمي، ودار ضنايا الخاص بالأطفال، وتدعو عائلاتهم، وايضا جميع العاملين والموظفين، وعند منتصف الحفلة تقوم بتوزيع الهدايا.
وصية عبلة الكحلاوي
- ما الوصية الأخيرة لها؟
عدم إغلاق «الباقيات الصالحات»، وأن تظل الجمعية تكثف من عملها الخيري، وأن تخدم اكبر عدد ممكن من المرضى.
- اللحظات الأخيرة قبل وداعها هل تتذكريها؟
أمي رحمة الله عليها وشها كان أبيض ومنور في لحظاتها الأخيرة، كأنها ترى الملائكة وكأن الملائكة تحاوط المكان، وكانت الرائحة عطرة وزكية، كلنا تأثرنا بشكل لم يحدث.
- في النهاية، هل تحبي توجيه رسالة لها في عيد الأم؟
نعم، أحب أن أقول لها: «كل سنة وانتي طيبة يا أمي، كل سنة وانتي طيبة يا سيدة الباقيات الصالحات، كل سنة وانتي بإذن الله في روضة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، برّي ليكي أنا واخواتي سواء انتي عايشة أو متوفية، لازلتي في دائرة البر ، لازلتي في دائرة الحب، حتى نلقى الله».
وتابعت بنبرة يملؤها الحزن والأشتياق: «أمي يا شقيقة روحي، جزاكي الله خير على بوابة الخير الباقيات الصالحات» حصن الأمان والدفى، أحضان العجائز، المحبة، العلم، الدواء، جزاكي الله عنا كل خير، في جنة الخلد بإذن الله.