إمام مسجد الباقيات الصالحات يروي مساعدة عبلة الكحلاوي له في بداياته

كتب: محمود طولان:

إمام مسجد الباقيات الصالحات يروي مساعدة عبلة الكحلاوي له في بداياته

إمام مسجد الباقيات الصالحات يروي مساعدة عبلة الكحلاوي له في بداياته

حرص عدد كبير من محبي الدكتورة عبلة الكحلاوي، على توجيه رسائلهم الخاصة في أول عيد، أم يأتي بعد رحيلها، وكان من بينهم، الشيخ كرم أدم، إمام وخطيب مسجد الباقيات الصالحات، الذي أسسته في منطقة الهضبة الوسطى، بجوار منزلها.

بنبرة حزينة يقول الشيخ كرم أدم، كان العام الثاني لي في الكلية حين أتيت إلى هنا لمقابلة، الدكتورة عبله، وكنت أظن في بادئ الأمر أن المسجد صغير، لكني تفاجئت بكبر حجم المسجد، وهنا قلت في نفسي، لن تقبل بي، وانا في هذا العمر.

وتابع الشيخ كرم أدم، في تصريحاته لـ«الوطن»، بعد برهة من الوقت، رأيت الدكتورة عبله قادمة نحوي وابتسامتها العريضة ووجها المضيء أراح قلبي وتلاشى كل خوف منه، ورحبت بي ترحابا شديدا، ولم تقل لي أي شئ بخصوص السن، ولكن سألتني عن حفظي للقرآن وما أحمله من علم، وشجعتني كثيرا، وحضرت معي أول خطبة جمعة، ولاقيت دعما كبيرا منها، فكانت مثل أمي في تشجيعها لي.

وتابع إمام مسجد الباقيات الصالحات، مهما أتحدث عن الدكتورة عبله الكحلاوي، لا استطيع أن أوفي حقها، فحياتها مليئة بالمواقف والعظات والدروس والعبر، فهي من ضمن الشخصيات القليلة التي استطاعت أن تطبق علمها قولا وعمل على أرض الواقع، وكرست حياتها في خدمت الفقراء والمحتاجين، من خلال تأسيس جمعية الباقيات الصالحات، التي وصلت أنشطتها لكافة أنحاء الجمهورية، إضافة إلى الخدمات العلاجية التي قدمها دار أبي الخاص بعلاج مرضى الزهايمر للرجال، ودار أمي الخاص بالسيدات اللاتي يعانين من نفس المرض، ودار ضنايا، الخاص بمرضى سرطان الاطفال، إضافة إلى المستشفى.

وعن المواقف المؤثرة التي مازالت محفورة في ذاكرته، عندما سافرت الدكتورة عبله في رحلة علاجية إلى ألمانيا، وعقب عودتها، تفاجأني بهدية اشترتها خصيصا لي، بالرغم من كبر سنها وصعوبة حملها للأغراض، فيكفيها أبناءها وأبناء أبناءها، ومع ذلك تذكرتني، وهذا ليس بغريب، فمعاملتها لكل الأشخاص خاصة، تشعر كل شخص بأنها اقرب إنسان إليه، فهي إنسانه بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في معاملتها للافراد، وعلى المستوى الشخصي، كانت تشعر بالناس، وتراعي الآمهم، فمن الصعب جدا أن يجود الزمان بمثلها.

وعن المكان الذي تواجدنا فيه، يقع في أقصى يمين المسجد، فبمجرد دخولك له تشعر برائحة المسك الزكية تفوح منه، وتنجذب عينيك إلى الألوان الجميلة التي تميز بها الأساس، ويشير الشيخ كرم بيديه في المكان وكأنه يشعر بروح الدكتورة عبله الكحلاوي، قائلا: هذه "خلوة" الدكتورة الخاصة بها، فهنا تختلي فيها عن العالم الخارجي، وتناجي ربها، وتعكف على قراءة القرآن، والذكر، والصلاة، والعبادة، فهي كانت «عابدة» بحق، فكنت أتعجب كيف لإنسان في هذا العمر الذي ناهز ال72 أن يفعل كل هذا، فهنا تعتكف العشرة الأواخر من شهر رمضان، وكان من عاداتها تكريم حفظة القرآن في ليلية ال27 من رمضان كل عام، لأنها الأحرى أن تكون ليلة القدر، وبالتالي هي ليلة نزول القرآن.

وعن رسالته التي حرص على توجيهها عبر «الوطن» قال: «جزاكي الله خير يا أمي، جزاكي الله عن الإسلام والمسلمين خيرا يا أمي، جزاكي الله عن الفقراء والمحتاجين والمساكين خيرا يا أمي، جزاكي الله عن الباقيات الصالحات خيرا يا أمي، اللهم أجعله في ميزان حسناتك، عيدك في الجنة إن شاء الله، أحببتي لقاء الله فأحب الله لقاءك، نحسبك من الشهداء إن شاء الله».


مواضيع متعلقة