محكمة الأسرة تنهي 8 سنوات من الخلاف بين زوجين بالصلح.. البنات كلمة السر
محكمة الأسرة.. صورة أرشيفية
خرج الحاجب وسط زحام يجتاح محكمة الأسرة وقت الظهيرة، ونادى على الدعوى رقم 2912، التي ينتظرها القاضي بالداخل، لتدخل «سارة» وزوجها «محمود»، وهما يتشاجران سويًا، بسبب ما حدث قبل الجلسة، وبعد أن طلب القاضي منهم الهدوء ليبدأ في سماعهم، تمكن من إقناع الزوجة بالتنازل عن الدعوى طلب الطلاق بعد 8 سنوات من الزواج.، بعد أن صبت غضبها بكلمات قاسية، في محاولة منها لأخذ حقها وحق طفلتيها.
شجار مع عائلته بعد 10 أيام زواج
«اتجوزت وعشت معاه في بيت أهله، واستحملت عشان ملهوش ذنب في مشاكل أهله، بس مع الوقت بقي قاسي عليا وعلى بناتنا»، بصوت يغلبه البكاء، قالت الزوجة العشرينية هذه الجملة، وهي تشرح للقاضي حجم المعاناة التي كانت تعيشها، وأن فرحتها بحياتها الجديدة، التي عاشت ترسمها منذ طفولتها، لم تكتمل، فبعد أن عاشت 10 أيام في سعادة بعد الزواج، استيقظت على صوت شجار كبير بين عائلته.
هنا قطع الزوج حديثها، وقال للقاضي: «أنا عاوز أتكلم وأدافع عن نفسي، أنا مليش ذنب في مشاكل أهلي، ومكانش عندي مصدر رزق تاني، علشان أعشيها بره بيت أهلي»، فطلب القاضي منه أن ينتظر دوره في الحديث، لتواصل الزوجة: «وصل الحال بأهله أنهم يقولوا للناس إني السبب في زعقيهم، وإني شيطان معاهم، وبقسي ابنهم عليهم»، وبعد مرور سنة، كانت أنجبت طفلتها الأولي، وبدأت عائلته في كرهها أكثر، بسبب إنجابها لفتاة.
الزوجة: عشت 8 سنوات في قهر
نظرت «سارة» للقاضي وملامح الغضب تعلو وجهها، وأكدت له، أنها عاشت معه 8 سنوات في قهر، وتحملت من أجل بناتها، لكن الحياة ازدادت سوءا منذ ولادة طفلتها الثانية، وبدأت عائلته تعاملها معاملة سيئة، ويجبروه على التعامل معها ومع بناته بطريقة قاسية، حتي بدأ يكره التعامل مع طفلته، وبدأت تترك المنزل وكانوا يرفضون مصالحتها، حتى تضطر إلى العودة من تلقاء نفسها، من أجل الحفاظ على المنزل، لكن الشجار الأخير كان القشة التي قصمت ظهر الزيجة.
الزوج حاول التصالح معها أكثر من مرة
بعد أكثر من نصف ساعة، من مواجهة «سارة» لزوجها أمام القاضي، دافع الزوج عنه نفسه، موضحا خلال الجلسة، أنه حاول جاهدًا أن يشتري شقة ليعيش برفقتهم بعيدًا عن مشكلات عائلته، لكنه لم يتمكن، كما أنه حاول التصالح معها أكثر من مرة قبل دخول المحاكم، ووافق على جميع حلول خبراء التسوية خلال الجلسات الثلاث، لكنها تعنتت وطلبت تحويلها للقاضي.
التصالح داخل محكمة الأسرة
توجهت الزوجة، بعد آخر شجار إلى منزل عائلتها ورفضت العودة والصلح، وقررت أن تلجأ لمحكمة الأسرة بالجيزة، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر، بسبب ضيق الحال والمعيشة، وحاول القاضي خلال الجلسة، أن يقنعها بالصلح وإعطاء زوجها فرصة أخرى، ووافقت الزوجة من أجل طفلتيها، وتنازلت عن الدعوى بعد أن تعهد بحسن معاملتها، والاستقرار بهم بعيدًا عن عائلته.