«مارينا وحنان»: صداقة فى حضن «الآباء اليسوعيين»

«مارينا وحنان»: صداقة فى حضن «الآباء اليسوعيين»
«مارينا» و«حنان» جمعتهما صداقة قوية نشأت منذ أول يوم دراسى فى مدرسة الآباء اليسوعيين فى المنيا، لم يجد والدا «حنان» أى غضاضة فى إرسالها، وهى ابنة أسرة مسلمة، للدراسة داخل مدارس للراهبات والآباء اليسوعيين، وسبق أن أرسلوا أختها الكبرى أيضاً للدراسة فى مدرسة للراهبات، كما لم تنته علاقة الصديقتين بانتهاء دراستيهما، فإنها لم تنته بالمدرسة أيضاً التى تستعين بخريجيها فى تعليم الصغار لتضمن تواصل الطلبة واستمرار العلاقات الطيبة، رافعين شعار «الله محبة».
تحكى «حنان» عن ذكرياتها فى المدرسة: «كلنا أصحاب لحد النهارده، وده لأن الأنشطة اللى بتعتمد عليها المدرسة لها دور رئيسى فى توفير مناخ من المحبة بين الطلاب»، مؤكدة أنها تعلمت فى المدرسة الانضباط وعدم التأخير والالتزام بالزى الموحد، مشيرة إلى أن المدرسة لم يسبق لها أن أبدت أى اعتراض على ارتدائها الحجاب، بل تركوا لها حرية الاختيار.
تستكمل حنان: «كونا صداقات كبيرة لم نتمكن من تكوينها بعد تخرجنا، مدرسة الآباء مميزة بنشاط يسمى (التكوين)، ويعتمد على بث الأخلاقيات الطيبة فى نفوس الطلاب حتى بعد تخرجهم، ومهما بلغ عمرهم، فهم يعودون مرة أخرى لممارسة الأنشطة ليبقوا على اتصال بأصدقائهم». أما صديقتها «مارينا ثروت» التى شاركتها كل المراحل العمرية من «التمهيدى» قبل المدرسة حتى اليوم، حيث بلغت كل منهما 18 عاماً، فتقول إن المدرسة اهتمت ببث القيم الأخلاقية من خلال أنشطة ومحاضرات مستمرة، وحتى الآن يشارك فيها الخريجون: «كبرنا فى مدرسة الآباء بطريقة مختلفة عن العالم الخارجى لحد ما نهينا المرحلة الإعدادية وانتقلنا كلنا لمدارس حكومية فى الثانوية، وحصلت لنا صدمة ثقافية حقيقية». وتوضح أسباب تلك الصدمة قائلة إنها وجدت المسيحيات فى المدرسة الحكومية منزويات على أنفسهن، ولا يختلطن بالمسلمات، وكذلك المسلمات لا يختلطن بالمسيحيات، ولم تفهم سبب ذلك فى البداية، وكانت زميلاتها المسيحيات يتعجبن من صداقتها القوية بمسلمات، لكنهن لم يكن ينهرنها على حد قولها، وأكملت: «مع الوقت الناس عرفت أننا جروب مدرسة الآباء، لأننا الوحيدين تقريباً اللى فى المنيا بنخرج وبنقعد مع بعض، وشكلنا معروف لأن فينا محجبات وغير محجبات». أما عن أماكن العبادة داخل المدرسة فقالت «مارينا»: «فيه مكان لصلاة المسلمين ودروس الدين الإسلامى، ومكان عبادة آخر خاص بالمسيحيين».[SecondImage]
«سهير نجيب»، مسئولة الأنشطة الثقافية بجمعية الآباء اليسوعيين، التابعة للمدرسة، أوضحت أن الدروس الخاصة بالقيم الأخلاقية المقدمة للطلاب لا تفرق بين الطلاب من حيث ديانتهم، فهى تشجع القيم الأخلاقية بصفة عامة، خاصة فكرة تقبل الآخر، مما يسهم فى بناء جيل جديد، مختلف فى تفكيره وتسامحه عن الأجيال السابقة، وأكملت «سهير»: «لطالما اشتهرت محافظة المنيا بالكثير من الأحداث الطائفية، ومن نتائجها عدم اختلاط المسلمين بالمسيحيين، ومن هنا جاء دور مدرسة الآباء لتجمع الطلاب بالمحبة والصداقة من الطفولة، ولينشأوا على فكرة تقبل الجميع. ولم تتوقف المدرسة على دورها التعليمى، بل لعبت الجمعية التابعة لها الكثير من الأدوار الثقافية والفنية، منها عروض سينما ومائدة مستديرة للمناقشات وأنشطة رياضية أيضاً».
ومن أهم الأنشطة التى تقوم بها المدرسة نشاط «التكوين»، وهو قائم على احتضان الخريجين ليساهموا فى أنشطة مرحة مع التلاميذ الصغار وينقلوا لهم تجاربهم الإنسانية الطيبة، وبعد نجاح هذا النشاط أصبح دورنا خلال الفترة المقبلة نقل تلك التجربة إلى المدارس الأخرى، حيث أصبحت المدارس تستعين بنا لتربيهم على آلية بث القيم الأخلاقية للطلاب من خلال أنشطة وتدريبات.
ملف خاص:
فى الجنائز: للمسلم «كفن» يؤويه .. وللمسيحى «لحن» يشيعه
فى المولد والميلاد: «كيرلس» بيحب «التونى».. و«أحمد» بيسمع ترانيم
فى الشغل: «مايكل» بينحت منابر.. و«عقدة» بيدبح فى «الميلاد»
فى المواريث: الدين لله.. والتركة للعرف
فى الصوم: من «رمضان» إلى «يونان النبى»: إفطاراً شهياً
مكوجى الدقى: إذا اجتمع العيدان فالأولوية لملابس الزبون الدائم
فى السبوع: الله أكبر.. أجحدك أيها الشيطان
مسلم قال لمسيحى بيحتضر: قول الشهادة.. قال له: ليسانس آداب
كنائس للمسلمين: شكراً لله.. وللقديسة تريزا
فى الزفاف: هنا «كتب كتاب».. . وهنا «إكليل»
محمد والمسيح.. «ولد الهدى وبالناس المسرة»