فى المولد والميلاد: «كيرلس» بيحب «التونى».. و«أحمد» بيسمع ترانيم

كتب: أحمد منعم

فى المولد والميلاد: «كيرلس» بيحب «التونى».. و«أحمد» بيسمع ترانيم

فى المولد والميلاد: «كيرلس» بيحب «التونى».. و«أحمد» بيسمع ترانيم

أنصت الشاب إلى كلمات الأنشودة باكياً منزوياً ببكائه فى أحد جوانب الخيمة المزدحمة، تعالى صوت المنشد فوق آهات المستمعين، وهمهمات المنضمين إلى حلقات الذكر الصوفية داخل الخيمة المزركشة، لفت الشاب المنزوى نظر أحد الوافدين إلى الخيمة، ليفاجئه بعد ذلك بتعريفه نفسه للوافد: «اسمى كيرلس». بدأ كيرلس بشاى، الشاب المسيحى، الاستماع للموسيقى والأناشيد الصوفية بترشيح من أحد أصدقائه المسلمين المهتمين بالسماع الصوفى، «أنا فى العموم مغرم بالموسيقى اللى بتعتمد على قوة الصوت» يلفت كيرلس إلى السبب الذى دفعه لسماع ترشيحات أصدقائه للقصائد الدينية الأندلسية المغناة، مردفاً «بعدها اهتميت أسمع أكتر لأصوات منشدين مصريين زى ياسين التهامى وأحمد التونى». «ضرب ناقوسى فى ديرى تحركت الصلبان ولراهب الدير أكلمه كلمة واحدة يكلمنى الكلمة على كل لسان.. قال لى موسى وعيسى المسيح والأنبياء كلهم يهدوا إلى طريق الرحمن»: مطلع قصيدة للشيخ أحمد التونى، وهى واحدة من أكثر الأغنيات التى تستهوى «كيرلس» المسيحى الذى يقول: «الأغنية دى بحس إنها ترنيمة مسيحية مش أغنية صوفية، حتى إن واحد صاحبى مسيحى أول مرة سمعها افتكرها فعلاً ترنيمة، وسألنى عن اسم المرنم قلت له إن اسمه الشيخ أحمد التونى فاستغرب». العديد من الاحتفالات الدينية ذات الطابع الصوفى فى مصر، والمتعلقة بذكرى ميلاد بعض آل بيت النبوة، حرص «كيرلس» على حضورها منفرداً «بداية من مولد السيدة زينب إلى مولد الحسين، بالإضافة لاهتمامى بحضور حفلات الشيخ ياسين التهامى وقبل كده المرحوم الشيخ أحمد التونى» يواصل كيرلس. يشبه «كيرلس» الأناشيد الصوفية بالترانيم المسيحية، حيث يرى فى اللونين الموسيقيين «تأمل فى خلق الله، وحب فى الله الخالق»، كما يقول الشاب الذى يختتم «مش أنا المسيحى الوحيد اللى باحضر احتفالات إسلامية أو باسمع اللون الصوفى، يعنى فى آخر حفلة اتنظمت فى القلعة كنت أنا و6 من أصحابى كلنا مسيحيين حضرنا حفلة لفرقة إنشاد صوفى، وكلنا خرجنا من الحفلة مستمتعين». فى مطلع 2011، اقترب أحمد فارس، الشاب المسلم المقيم بالقاهرة، لأول مرة من إحدى الكنائس فى أوقات الاحتفال بأعياد الميلاد: «وقتها حصلت حادثة كنيسة القديسين، وكنا بنقف نحمى الكنايس وقت الاحتفال، فكان عندى إحساس إنه لو حد من أصدقائى المسيحيين ممكن يحصل له مكروه فأنا لازم أكون معاه».. مجرد بداية لمرات عديدة شارك فيها «فارس» أصدقاءه المسيحيين احتفالاتهم. «سعادتى بأنى شايف أصدقائى المسيحيين سعداء بتفوق أى إحساس تانى»: يشير «فارس»، دون أن يتوقف كثيراً عن الاختلاف بين معتقداته الدينية وما تحتويه الترانيم الكنسية من كلمات لا تتفق تماماً مع الدين الإسلامى، فيقول «باتجاوز أى خلاف فى الترانيم المسيحية، باحس بالسعادة وأنا شايف ناس بتعبد ربنا بالأغانى وبتصلى لله بالترانيم والموسيقى، بتعجبنى جداً العبادة المبهجة». لا يتوقف الشاب المسلم عند حد الاستماع إلى الترانيم المؤداة وإنما يشارك فى تلك التى ترفع الدعاء والصلوات من أجل تطور الأحوال للأفضل، حيث يضيف: «فيه ترنيمة اسمها بارك بلادى، عبارة عن دعاء لربنا إنه يحفظ مصر ويصون أهلها، ودى من أكتر الترانيم اللى باحبها جداً، واللى مش بتخالف المعتقدات الإسلامية». أكثر من ثلاثة أعوام مضت على أول مرة دخل فيها «فارس» كنيسة للمشاركة فى احتفالات الميلاد، دون اكتراث بفتاوى تحريم ذلك «لا أظن إن ربنا اللى حلل للمسلم الزواج بمسيحية، ممكن يحرم على نفس المسلم إنه يقول للمسيحية كل سنة وأنتى طيبة». ورغم إدراك «أحمد» للاختلاف عقائدياً مع محتوى الترانيم الكنسية فإن إعجابه بـ«المسيحيين المتسامحين مع نفسهم، اللى بيعبدوا ربنا بالموسيقى والغنا» لم يخفت منذ سماعه أول ترنيمة مسيحية نصحته بسماعها إحدى صديقاته المسيحيات. ملف خاص: محمد والمسيح.. «ولد الهدى وبالناس المسرة» فى الجنائز: للمسلم «كفن» يؤويه .. وللمسيحى «لحن» يشيعه فى الشغل: «مايكل» بينحت منابر.. و«عقدة» بيدبح فى «الميلاد» فى المواريث: الدين لله.. والتركة للعرف فى الصوم: من «رمضان» إلى «يونان النبى»: إفطاراً شهياً مكوجى الدقى: إذا اجتمع العيدان فالأولوية لملابس الزبون الدائم فى السبوع: الله أكبر.. أجحدك أيها الشيطان مسلم قال لمسيحى بيحتضر: قول الشهادة.. قال له: ليسانس آداب كنائس للمسلمين: شكراً لله.. وللقديسة تريزا فى الزفاف: هنا «كتب كتاب».. . وهنا «إكليل» «مارينا وحنان»: صداقة فى حضن «الآباء اليسوعيين»