فى السبوع: الله أكبر.. أجحدك أيها الشيطان

فى السبوع: الله أكبر.. أجحدك أيها الشيطان
تنطلق الاستعدادات داخل المنزل لاستقبال مولود جديد، بعضهم يسعى لتجهيز الصغير بملابس جديدة وسرير جديد، وبعضهم يجهز السبوع والمُغات ووليمة المعازيم، وتظل الأسرة تنتظر تلك اللحظة الحاسمة التى تنطلق فيها صرخة المولود، لتدبّ الفرحة فى أرجاء البيت، تظل الاستعدادات والفرحة واحدة، لا فرق فيها بين مسلم ومسيحى، الفارق الوحيد هو أن المسيحيين يحسبون أربعين يوماً من ميلاد الصبى، وثمانين للفتاة، حتى يبدأوا فى تعميد الطفل داخل الكنيسة، وهو واجب دينى لا مفر للأسرة منه، فيما يكتفى المسلمون بترديد الأذان فى أذن مواليدهم، سُّنّة عن رسولهم الذى أوصاهم بالأذان فى أذن المولود اليمنى، وبإقامة الصلاة فى أذنه اليسرى.
داخل الكنيسة تتجمع الأسرة المسيحية بعد مرور الأيام المعدودة لتعميد صغيرهم، الطقوس الدينية يرويها «مينا كريم»، شماس، 30 عاماً: «تبدأ بإعداد مياه المعمودية، داخل ما يُعرف بـ(الجرن)، وهو أشبه ببانيو طويل يُوضع فيه الصغير، ويتم تغطيسه ثلاث مرات متتالية، ثم يتم تنشيفه بفوطة قبل أن يوضع فى (تونية صغيرة) أو قطعة قماش مرسوم عليها الصليب، وبعدها يبدأون فى رشم أو مسح الصغير بزيت الميرون 36 رشمة أو مسحة، فى جميع أنحاء جسده، ثم تحمل الأم صغيرها بيدها اليسرى، وترفعه لأعلى وتُردّد كلمات أساسية (أجحدك أيها الشيطان)، تقولها ثلاث مرات، ليصبح الصغير بعدها مُهيّئاً لحضور أول قدّاس فى حياته داخل الكنيسة، ينتهى القداس لتبدأ زفة المولود التى يقودها أحد الشمامسة، كما يقول «مينا»، وفى يده صليب، فيتقدّم طابور يضم أفراد العائلة والمحبين لمباركة الصغير، حيث يطوفون أرجاء الكنيسة ثلاث مرات مردّدين لحن «أبوؤرو»، ومعناه -حسب «مينا»- «يا ملك السلام أعطنا سلامك قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا»، ثم يتلو أهل المولود والكهنة بالكنيسة صلاة خاصة من أجل مباركة الطفل، والدعوة له بالهداية والصلاح، وتُسمى بـ«صلاة مباركة الطفل» ويؤكد «مينا» أن للمعمودية كتاباً خاصاً يعرفه الكهنة والقساوسة جيداً.[SecondImage]
لا تختلف الفرحة من بيت المسيحى عنها فى بيت المسلم، لكن طقسهم الدينى مختلف إذ يبدأ المولود عند المسلمين حياته بأذان يُؤذن له فى أذنه اليمنى، ويُفضل أن يكون المؤذن هو الأب، ثم يبدأ الاحتفال بالصغير فى يومه السابع بذبيحة تسمى بـ«العقيقة» وهى فدو يُفدى به المولود، وتعد بمثابة قربان يقرّب به المولود فى أول أوقات خروجه إلى الدنيا، تنفيذاً لسنة الرسول، عليه الصلاة والسلام، فى قوله «كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويسمى فيه، ويحلق رأسه»، ولهذا يحرص الأهل والأصدقاء والأقارب على أن يجتمعوا فى لمة واحدة ليتناولوا الطعام المخصص للعقيقة، فيظل طقس المسلمين فى الاستعداد باستقبال المولود فريداً من نوعه، لكنه حتماً يتشابه مع طقس المسيحى فى أغانٍ معروفة تجمعهما سوياً ما بين «حلقاتك برجالاتك».. و«اسمع كلام أمك واسمع كلام أبوك»، مما يصبغ الفرحة داخل كل البيوت بطعم واحد.
ملف خاص:
فى الجنائز: للمسلم «كفن» يؤويه .. وللمسيحى «لحن» يشيعه
فى المولد والميلاد: «كيرلس» بيحب «التونى».. و«أحمد» بيسمع ترانيم
فى الشغل: «مايكل» بينحت منابر.. و«عقدة» بيدبح فى «الميلاد»
فى المواريث: الدين لله.. والتركة للعرف
فى الصوم: من «رمضان» إلى «يونان النبى»: إفطاراً شهياً
مكوجى الدقى: إذا اجتمع العيدان فالأولوية لملابس الزبون الدائم
محمد والمسيح.. «ولد الهدى وبالناس المسرة»
مسلم قال لمسيحى بيحتضر: قول الشهادة.. قال له: ليسانس آداب
كنائس للمسلمين: شكراً لله.. وللقديسة تريزا
فى الزفاف: هنا «كتب كتاب».. . وهنا «إكليل»
«مارينا وحنان»: صداقة فى حضن «الآباء اليسوعيين»