فى الجنائز: للمسلم «كفن» يؤويه .. وللمسيحى «لحن» يشيعه

فى الجنائز: للمسلم «كفن» يؤويه .. وللمسيحى «لحن» يشيعه
دموع لا تتوقف وحزن يشق الصدور، ومشاعر مختلطة بين صرخة مكتومة وأخرى ظاهرة، والمشهد واحد: أحدهم لفظ أنفاسه الأخيرة وصعدت روحه إلى بارئها، وعلى أسرته أن تتدبّر غُسله وتكفينه وجنازته ودفنه، ثم تجلس لتتقبّل فيه العزاء، يفعلونها مسلمين ومسيحيين، بتشابه قد يصل إلى حد التطابُق.
يقول ياسين نور الدين، محامٍ: «الغسل والوضوء هما أولى خطوات تجهيز المسلم المتوفّى للدفن، بعدها نحضر الكفن وهو عبارة عن قماش أبيض، ونلف الميت فى ثلاثة أثواب، ثم يُوضع الميت داخل النعش، ويتم حمله على الأعناق ونقله إلى أقرب مسجد ليُصلى عليه». يواصل «ياسين»: «صلاة الجنازة دون ركوع أو سجود، وتؤدّى على من حضر من أموات المسلمين، فيتم ترديد أربع تكبيرات، كل تكبيرة لها ذكر معين، بعدها يُسلم الإمام ويختم الصلاة، لتبدأ إجراءات نقل الميت للقبر».
يكمل «ياسين»: «يُحمل النعش على الأعناق ويمشى المواطنون به حتى المقابر، ويتم الدفن بطريقة شرعية، على الأرض داخل القبر، وحسب السنة النبوية يرقد الميت فى اتجاه القبلة على الشق الأيمن، وإذا تصادف وجود أموات فى القبر نفسه، فيُوضع على ظهره، وبعد الانتهاء من الدفن، يظل الأقارب جزءاً من الوقت بجوار القبر، يدعون للمتوفى بالرحمة والمغفرة، ثم تبدأ مراسم العزاء، فيستقبل الأهل العزاء لمدة ثلاثة أيام». ولفت «ياسين» إلى أن هناك عادات يتبعها بعض المسلمين، من بينها إحياء ذكرى «الخميس الأكبر»، وهو ثانى خميس يمر على المتوفى، ثم تأتى ذكرى الأربعين، ويحرص البعض على توزيع المخبوزات والفاكهة، أو ما يُعرف بـ«الرحمة» على المقابر، وآخرون يتمسّكون بتوزيع النقود: «الإسلام يحث على الصدقة الجارية، تيمناً بحديث النبى، عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، كما يحرص البعض على زرع النباتات بجوار القبر، خاصة نبات الصبّار اعتقاداً منهم أن المزروعات تخفّف العذاب عن الأموات».
أما فى المسيحية فيُسمى الموت بـ«التنيح»، هنا حيث يبدأ الأهل فى تجهيز المتوفى، بأن يغسلوه ويلبسوه أجمل ثيابه، بعضهم يحرص على أن تكون الثياب جديدة لم تُلبس من قبل، وهو ما أكدته نجلاء فتحى، مدرسة لغة إنجليزية: «عندما ماتت أمى قمنا بتغسيلها وتكفينها حسب الشريعة، إذ ارتدت ثيابها، ثم كفّناها بقماش معين، ووضعناها فى صندوق خشبى استعداداً لتأدية صلاة الراقدين عليها فى الكنيسة، إذ يُوضع الصندوق على منضدة أمام الهيكل، ويقام لحن (آرى باميفئى)، أى (اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك)، ثم تبدأ صلاة عادية على المتوفى، وطقس جنائزى مضمونه (تعزية الناس الراقدين)، يتضمن صلاة (أوشية) أى (صلاة الراقدين)، مع استمرار الألحان الحزينة».
وتضيف «نجلاء»: «تتم قراءة المزمور والإنجيل باللحن الحزاينى، ثم يُلقى الكاهن عظة تعزية للناس، ويختتم الصلاة»، ثم يبدأ الناس فى حمل المتوفى إلى المدافن، وللدفن فى المسيحية طقوسه الخاصة، إذ يظل المتوفى داخل الصندوق الخشبى المخصص للموتى حتى بعد دخوله المقبرة، بعضهم يحاول تزيين المقبرة بالورود، والبعض الآخر يحرص على توزيع الرحمة، إما أطعمة وإما فاكهة وإما نقود، ثم يعود الجميع إلى المنزل لتلقى العزاء، وفى اليوم الثالث تقام صلاة خاصة داخل بيت المتوفّى، على آخر ملبس كان يرتديه، وفى اليوم الأربعين يُقام قداس فى الكنيسة، وهو قداس عادى لا يتضمّن أى لحن حزين، لكن اللافت للنظر هو أنه فى كل عام يوجد أسبوع يُمتنع فيه الصلاة على المتوفى، وهو أسبوع الآلام الذى يبدأ بأحد السعف، إذ يُطلب من كل مسيحى حضور ما يُسمى بـ(التجنيز العام)، وهو ما يُعرف بالصلاة على الراقدين، وتستعد الكنيسة لهذا الأسبوع، بإسدال الستائر السوداء حزناً على آلام المسيح، ومثلما تمنع الصلوات على الموتى فى هذا الأسبوع، تمنع القداديس أيضاً، وعزاء المتوفى فى هذا التوقيت هو إقامة صلاة التجنيز العام على جميع الراقدين».
ملف خاص:
محمد والمسيح.. «ولد الهدى وبالناس المسرة»
فى المولد والميلاد: «كيرلس» بيحب «التونى».. و«أحمد» بيسمع ترانيم
فى الشغل: «مايكل» بينحت منابر.. و«عقدة» بيدبح فى «الميلاد»
فى المواريث: الدين لله.. والتركة للعرف
فى الصوم: من «رمضان» إلى «يونان النبى»: إفطاراً شهياً
مكوجى الدقى: إذا اجتمع العيدان فالأولوية لملابس الزبون الدائم
فى السبوع: الله أكبر.. أجحدك أيها الشيطان
مسلم قال لمسيحى بيحتضر: قول الشهادة.. قال له: ليسانس آداب
كنائس للمسلمين: شكراً لله.. وللقديسة تريزا
فى الزفاف: هنا «كتب كتاب».. . وهنا «إكليل»
«مارينا وحنان»: صداقة فى حضن «الآباء اليسوعيين»