«المسرح القومى».. المشروع الثقافى لثورة 23 يوليو

كتب: رضوى هاشم

«المسرح القومى».. المشروع الثقافى لثورة 23 يوليو

«المسرح القومى».. المشروع الثقافى لثورة 23 يوليو

لا يُذكر اسم «المسرح القومى» إلا ويطل من الذاكرة تاريخ عظيم بدأ مع الحملة الفرنسية، وشهد قمة مجده بعد ثورة 23 يوليو التى تعاملت مع المسرح على أنه مشروع ثقافى قومى متكامل. المسرح مُقام بحديقة الأزبكية التى كانت محلاً للهو المماليك، حتى أتى نابليون بونابرت مع الحملة الفرنسية 1799-1801 وشاهد فى الحديقة لاعبى «خيال الظل»، فقرر إنشاء مسرح هناك بغرض الترفيه عن جنوده. وبعد رحيل الحملة الفرنسية وتولى محمد على حكم مصر، أمر بتجفيف البركة وتحويلها إلى حديقة عامة، ثم قام الخديوى إسماعيل فى معرض نشاطه لافتتاح قناة السويس عام 1869 ببناء مبنى فى الطرف الجنوبى من الحديقة خصصه للمسرح الكوميدى الفرنسى (الكوميدى فرانسيز) بجوار مبنى الأوبرا الذى أُنشئ فى العام ذاته بهدف استقبال الوفود المشاركة فى احتفالاته الأسطورية بافتتاح القناة. وعلى «تياترو» الأزبكية تأسس فيما بعد أول مسرح مصرى، حيث شهد هذا المسرح عام 1885 أول موسم مسرحى لفرقة «أبوخليل القبانى» بالقاهرة، كما قدمت فرقة «إسكندر فرح» وبطلها سلامة حجازى أشهر أعمالها من عام 1891 إلى 1905، وكان عام 1905 هو أول موسم لفرقة الشيخ سلامة حجازى. وفى عام 1917 أسست شركة ترقية التمثيل العربى «جوق عبدالله عكاشة وإخوته وشركاهم»، بالاتفاق مع كل من: عبدالخالق باشا مدكور، وطلعت حرب، وعبدالله عكاشة، وأسسوا الشركة المساهمة لتقوم بالإنفاق على فرقة عكاشة وتمويلها وتحميها من التيار الهزلى، فقامت الشركة بتأجير مسرح الأزبكية لمدة 50 عاماً بإيجار سنوى وقدره 12 جنيهاً بموجب عقد يسمح للفرقة بتجديد بناء المسرح، وجرى طرح أسهم الشركة للاكتتاب حتى وصل رأس المال إلى 8000 جنيه لتغطى تكلفة البناء الجديد. وفيما بعد تزايدت الدعوة لإنشاء مسرح وطنى وسط مطالبات بخروج قوات الاحتلال الإنجليزى عن مصر بعد الحرب العالمية الأولى، وبالفعل يتأسس «المسرح الوطنى» عام 1921 فى مبنى «تياترو» الخديوى بحديقة الأزبكية، حيث بدأ فى عرض 4 مسرحيات يومية. وفى عام 1935 أُنشئت الفرقة القومية المصرية بقيادة الشاعر خليل مطران لتقديم عروضها على خشبة المسرح الوطنى، إلا أنه تم حلها فى عام 1942 لتقديمها أعمالاً ضد الاحتلال. وشُيد «تياترو» حديقة الأزبكية عام 1920 فى نفس موقع «تياترو الأزبكية» القديم بحديقة الأزبكية جنوب شرق الحديقة، وهو الجزء الذى يطل على ميدان العتبة، وتم افتتاحه رسمياً للجمهور فى الأول من يناير لعام 1920. صمم المسرح ونفذه المهندس فيروتشى، الإيطالى الجنسية، الذى كان يشغل منصب مدير عام المبانى السلطانية فى ذلك الوقت، وقد صمم المسرح من الداخل على طراز التصميم المعمارى الذى كان سائداً فى ذلك العصر من ناحية الصالة البيضاوية على هيئة حدوة فرس، وكان تصغيراً لتصميم مسرح الأوبرا الملكية المصرية. وتولى العرض به فرقة «عكاشة» التى لم ترقَ للمستوى المرجو منها فى دعم المسرح الجاد فلقيت خسائر مادية عالية، إذ لم يقدم زكى عكاشة المهارة الفنية المرجوة، مما أدى لتراجع الإقبال على عروض المسرح، الذى تم تأجيره فى معظم الأوقات للفرق الأجنبية لتقديم عروضها. وفى عام 1934، وعلى أثر تدهور حالة المسرح وقلة الحضور، استأجرت شركة «مصر للتمثيل والسينما» المسرح لتقدم عروضها السينمائية به، وسعت لتصفية شركة التمثيل العربى ونقلت حقوق الامتياز لها فى مقابل 35000 جنيه، وتم إعداد الحديقة الأمامية لتكون سينما صيفية وتم تجهيزها بالمعدات الحديثة لذلك. وفى عام 1935 أسست وزارة المعارف الفرقة القومية برئاسة الشاعر خليل مطران، وقد سُمى المسرح على اسم الفرقة سنة 1958، وفى بداية تأسيسها اتخذت الفرقة من مسرح دار الأوبرا مكاناً لعروضها، وذلك حتى سنة 1941 والتى جرى الاتفاق فيها مع شركة مصر للتمثيل والسينما على أن تقدم الفرقة عروضها على مسرح حديقة الأزبكية، وذلك بعد ضمها لوزارة المعارف والتى كانت تتبعها شركة مصر للتمثيل والسينما فى نفس الوقت. وبقيام ثورة 23 يوليو عام 1952، تحوّل اسمه إلى «المسرح القومى»، وتأسست به فرقتان مسرحيتان هما «الفرقة القومية المصرية»، و«فرقة المسرح المصرى الحديث». ملف خاص الباعة الجائلون: «هنروح فين؟» ومكتبات «الأزبكية»: «هم وانزاح» نجوم المسرح القومى: استعدنا «روحنا» بروفايل| سميحة أيوب.. «سيدة المسرح» 6 سنوات على الحريق ولا يزال الترميم مستمراً عمرو دوارة:«التكريم» تجاهل الكبار والترميم لم يحافظ على الطراز القديم الارتباك يسيطر على حفل الافتتاح.. ووزير الثقافة يعتذر المسرح القومى حان الآن موعد رفع الستار