صاحب أول ذراعين مزروعتين فى العالم: وصية متبرع حققت حلمى «المستحيل».. واحتضان ابنتى بعد 25 سنة أسعد لحظاتى

صاحب أول ذراعين مزروعتين فى العالم: وصية متبرع حققت حلمى «المستحيل».. واحتضان ابنتى بعد 25 سنة أسعد لحظاتى
- صاحب أول ذراعين مزروعتين فى العالم
- التبرع بالأعضاء
- تحقيق الحلم بعد ربع قرن
- نجاح زراعة يدين بعد 25 عاما
- صاحب أول ذراعين مزروعتين فى العالم
- التبرع بالأعضاء
- تحقيق الحلم بعد ربع قرن
- نجاح زراعة يدين بعد 25 عاما
الأيسلندى فيليكس جريتارسون: حادث صعق كهربائى غيّر مجرى حياتى.. وزوجتى دعمتنى بعد إصابتى
فى صباح أحد الأيام قبل 25 عاماً، كان هناك كهربائى أيسلندى بسيط يعيش حياة هادئة مطمئنة مع رضيعة رزق بها وتبلغ من العمر آنذاك 3 أشهر، يحتضنها ويداعبها ويستمتع بأبوة حديثة يستكشف معانيها، ولكن كان للقدر رأى آخر، فبعدما خرج الرجل من منزله متوجهاً إلى عمله تعرض للصعق الكهربائى، وتبدل كل شىء إلى النقيض تماماً، فقد الأب ذراعيه وأصبح عاجزاً عن أداء أبسط متطلبات الحياة. يحتاج مساعدة الجميع حتى مجرد قبلة على رأس صغيرته لم يعد قادراً عليها، ولكن العجز الذى تمكن من جسده لم يستطع الاقتراب من قلب نابض بالأمل.
مشوار العملية بدأ 2007 واستمر 14 عاماً.. وأصررت على المغامرة بحلم رآه جميع الأطباء ضرباً من الخيال
نتحدث عن الأيسلندى فيليكس جريتارسون، صاحب أول جراحة زراعة ذراعين كاملتين فى العالم والذى أصر على تحقيق حلمه بعد مشوار طويل استغرق ربع قرن، يروى فى حواره مع «الوطن»، كأول صحيفة مصرية تتواصل معه، ما كان الجميع يعتقده ضرباً من الخيال فى تجربة فريدة، ويكشف كواليس العملية الجراحية الفريدة من نوعها ومحاولاته التى استمرت لأعوام، وإلى نص الحوار:
فى البداية.. حدثنا عن الحادث الذى تسبب فى فقدان ذراعيك؟
- قبل الحادث كنت أعمل كهربائياً، وتعرضت خلال عملى لحادث صعق كهربائى قوى فى عام 1998 خلال عملى فى بلدى أيسلندا. نقلت حينها إلى المستشفى وكانت حالتى متدهورة، حيث قال الأطباء إنه لا بد من بتر الذراعين حتى أتمكن من العيش، ولا سبيل للرفض لأننى سأتعرض لآثار سلبية عديدة، حينها كنت فى الـ25 من عمرى.
كيف تمكنت من العيش لسنوات دون ذراعيك؟
- الوضع كان سيئاً، كنت فى أسوأ حالاتى، لا يمكن للإنسان أن يعيش دون الاعتماد على ذراعيه، فجأة بعدما كنت أفعل كل شىء لنفسى، أصبحت بحاجة للمساعدة فى كل شىء، من يساعدنى للدخول للحمام، من يعاوننى فى تغيير محطة التلفاز، ومن يضع الطعام لى فى فمى، وغيرها من أساسيات الحياة، ومع ذلك كنت أشعر بأن هناك أملاً وفرصة لأعود كما كنت عليه بذراعين كاملتين.
نجاح أول عملية زرع يد ناجحة بواسطة طبيب فرنسى دفعنى لإقناعه بإجراء جراحتى
أجريت جراحة خطيرة وفريدة من نوعها.. كيف تمكنت من إقناع الأطباء بها؟
- فى العام ذاته الذى تعرضت فيه للحادث، قرأت أخباراً عن إجراء فريق من الأطباء الفرنسيين بقيادة الدكتور جان ميشيل دوبرنارد أول عملية زرع يد ناجحة، وهو ما ألهمنى الكثير من الأمل، وبعد 9 سنوات من الحادث فى عام 2007، كان الدكتور «دوبرنارد» يلقى محاضرة بإحدى الجامعات، وحينها اتصلت بالكثير من الفنادق لمعرفة مكانه، ووافق على مقابلتى.
فى البداية، رفض الطبيب الفرنسى الفكرة وقال إنها قد تمثل خطورة على حياتى وأنها نهاية المطاف، لكن بعد حديث طويل معه، أقنعته بالتجربة وإجراء العملية بعدما أخبرته أنها كل أملى فى الحياة، ولن أتمكن من العيش دون المحاولة لإتمام تلك الفكرة، رغم تأكيد الجميع لى أن الجراحة ما هى إلا محض خيال وسراب أقرب إلى المستحيل لكننى أصررت على استكمال مشوارى وتحقيق ما كنت أحلم به لسنوات طويلة.
وكيف استعددت لهذه الجراحة الخطيرة؟
- الاستعداد للجراحة استغرق سنوات طويلة، بدأ فى عام 2007، حينما طلب منى الطبيب فحوصات طبية عديدة، وسافر بها إلى بلده فرنسا لدراسة فكرة الجراحة، وفى عام 2011 ذهبت مرتين إلى مدينة ليون لإجراء بعض الفحوصات الطبية، وأكد لى الطبيب بعد الفحوصات موافقته على إجراء العملية، ولكنه سيكون بحاجة إلى وقت طويل للتحضير.
وفى 2016 كان كل شىء جاهزاً لإجراء العملية، الفريق الطبى والفحوصات والخطوات التى سيتم اتخاذها بعد الجراحة، لكن كنا فى انتظار المتبرع الذى استمرت عملية البحث عنه نحو 5 أعوام.
كيف تمكّنت من العثور على المتبرع؟
- ساعدنى الأطباء بوضعى على قائمة انتظار المتبرعين، وكنت حينها رفعت شعار تداولته وسائل الإعلام «لن أعود إلى المنزل دون ذراعى»، حتى تمكنت من العثور على رجل أوصى بالتبرع بأعضائه بعد وفاته، وأجرينا العملية الجراحية فور وفاته.
حدثنا عن اللقاء الأول بينك وبين ابنتك بعد العملية الجراحية؟
- كان عناقاً طويلاً، آخر مرة احتضنت فيها ابنتى كانت قبل الحادث، أى قبل أكثر من 24 عاماً، كانت حينها فى عمر الـ3 أشهر، شعرت بسعادة كبيرة بعدما تمكنت من ضمها إلى حضنى، كنت فى قمة سعادتى وأنا أحتضنها، كذلك كانت سعادتى كبيرة جداً بعدما تمكنت من احتضان أحفادى لأول مرة.
حدثنا عن دور زوجتك فى تلك المرحلة الصعبة؟
- منذ إصابتى، دعمتنى زوجتى كثيراً، فكنت أعتمد عليها فى كل شئون حياتى، وعلاقتنا بعد الحادث أصبحت أكثر قوة ومتانة، هى امرأة رائعة كنت محظوظاً بها.
الحالة الصحية
كانت السنة الأولى بعد الجراحة هى الأصعب بالنسبة لى، كنت أشعر بألم شديد فى ذراعى وكانت ثقيلة فى الحمل، وأجد صعوبة بالغة فى تحريكها، لكن مع بدء الأعصاب فى النمو والأربطة والعروق فى التماسك بين الجسم والذراعين، بدأ الوضع يتحسن والحركة أصبحت أسهل، وخضعت لفترة طويلة فى التأهيل والعلاج الطبيعى حتى أصبحت الحركة عادية بالنسبة لى.