نضال الشافعي: أسرتي «ملف سري» في حياتي.. وظلمت نفسي فنياً وانخدعت في بعض الأشخاص «حـوار»

كتب: خالد فرج

نضال الشافعي: أسرتي «ملف سري» في حياتي.. وظلمت نفسي فنياً وانخدعت في بعض الأشخاص «حـوار»

نضال الشافعي: أسرتي «ملف سري» في حياتي.. وظلمت نفسي فنياً وانخدعت في بعض الأشخاص «حـوار»

ما زال الفنان نضال الشافعى يثبت أنه «ممثل الأدوار الصعبة»، وعلى الرغم من تصنيفه كممثل كوميدى فإنه يواصل فرد «قماشة» موهبته بتقديم أدوار صعبة ومركبة، وأبرزها شخصية «شاكر» فى مسلسل «ملف سرى» التى احتار الجمهور معها على مدار الأحداث.

إشادة وزير التعليم بواقعية أحداث «دايماً عامر» أسعدتنى

ويكشف نضال الشافعى فى حواره مع «الوطن» عن ردود الفعل التى وصلته عن مشاركته فى مسلسل «ملف سرى» مع الفنان هانى سلامة وظهوره كضيف شرف فى مسلسل «دايماً عامر» مع الفنان مصطفى شعبان، وتحضيراته لشخصية المحامى الدولى «شاكر» وكيفية تعامله مع تفاصيلها المعقدة، كما كشف عن الملف السرى فى حياته الخاصة، واستعاد ذكرياته أيام الدراسة بحكم أن أحداث «دايماً عامر» تتعرض لقضية التعليم، وأعلن أسماء المسلسلات التى كان يتابعها فى الموسم الرمضانى المنقضى.

كيف كانت ردود الفعل إزاء مشاركتك فى مسلسلى «ملف سرى» و«دايماً عامر»؟

- تلقيت إشادات واسعة عن مشاركتى فى العملين، وأعتبر نجاحى فيهما رزقاً كبيراً من الله، سواء على صعيد «سوشيال ميديا» أو الشارع العادى، فإذا تحدثت عن «شاكر» فى «ملف سرى»، فقد حاز جدل الشخصية إعجاب الجمهور، وظلت تساؤلاتهم حاضرة بشأنه «يا ترى شاكر هيحصله إيه مع أخوه يحيى؟»، كما تفاعل المشاهدون مع مسار الشخصية والأحداث، أما على صعيد مشاركتى فى «دايماً عامر»، ففكرته مجنونة مُقدمة فى إطار لايت كوميدى، وتتعرض لقضية التعليم التى تمس كل البيوت، وأنا سعيد بمشاركتى فيه كضيف شرف بحسب الأحداث، وتضاعفت سعادتى بإشادة الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، بواقعية الأحداث فى منشور عبر حساباته الرسمية.

استعنت بـ«الكوتشينة» لرسم ملامحها بطريقة أرهقتنى

لنبدأ بالحديث عن «ملف سرى».. كيف رسمت ملامح شخصية المحامى الدولى «شاكر»؟

- «شاكر» شخصية معقدة على نحو كبير، وكان لا بد من التعامل معه كـ«لعب الكوتشينة»، فلابد من إبراز تفاصيل فيه وإخفاء جوانب أخرى، بدرجة تصل إلى حد «رياكشن» الوجه فى المشهد، وكذلك الحال بالنسبة لنظراته التى كانت بحساب شديد، ومن ثم كان تجسيدى له معقداً ومرهقاً بشدة، ولكن وجود سيناريو مكتوب بحنكة من الكاتب محمود حجاج، ومخرج كحسن البلاسى، ومنتج كريمون مقار، ساعدونى بمناقشاتهم على رسم ملامحها، حيث أجرينا جلسات عصف ذهنى إزاء هذه المسألة، وواجهت صعوبة كبيرة فى الاستقرار على «لوك» الشخصية، حيث سعيت للوصول إلى معادلة فى الشكل أصدق نفسى فيها كى يصدقنى الناس.

جربت أكثر من 15 لوك لشخصية «شاكر» 

معنى كلامك أنك جربت أكثر من «لوك» أثناء التحضير للشخصية؟

- نعم، فقد جربنا أكثر من 15 لوك تقريباً، اختلفت على مستوى شكل الشعر والذقن، ووجدنا أن «الدوجلاس» بكثافة شعر معينة هو الأنسب، وهنا لن أكشف إذا كانت حقيقية أم مستعارة، ولكن ما أستطيع قوله إن التحضير للشخصية أعادنى لفترة الدراسة بالمعهد العالى للفنون المسرحية، حيث تقديم الأعمال الكلاسيكية كـ«هاملت» و«لير» وغيرهما من الأعمال التى تشهد تعقيدات ميلودرامية فى طيات أحداثها.

هل واجهت صعوبة فى تجسيد «شاكر» كونه شخصية قليلة الكلام وكثيرة الانفعالات؟

- أشبه قلة كلام الشخصية بـ«الفلتر»، لأن مشاعرها وانفعالاتها تكون مقننة، ومُقدمة بجزء من عضلات الوجه والعين، ولكن الممثل بدوره طماع وعدو نفسه، بمعنى أنه يعى أهمية طرحه لمعلومة ما فى الحلقة 11، ولكنه «هيتجنن ونفسه يطلعها للناس فى الحلقة 4 مثلاً»، ولإحكام هذه المسألة تأتى وظيفة من وظائف المخرج، وأذكر أننى قدمت مشهداً بانفعال معين فى اليوم الأول من التصوير، ولكنى فوجئت بالمخرج حسن البلاسى يحدثنى قائلاً: «لسه بدرى على الانفعال ده اللى ممكن نعمله فى الحلقة 18 مثلاً، عاوزك تقلله شوية» وهنا تتضح قيمة مخرج كـحسن البلاسى وانتباهه لمثل هذه التفاصيل المهمة.

بعض المخرجين «لبسونى فى حيطة» على مدار مشوارى

ولكن ألم تخش من التعاون مع مخرج ومؤلف يخوضان أولى تجاربهما فى الدراما الرمضانية؟

- «مكنتش قلقان لأنى اتقرصت كتير فى مشوارى»، وعلى الرغم من تعاونى مع كبار المخرجين، وعلى رأسهم الأساتذة شريف عرفة ورامى إمام وأحمد صالح وغيرهم، ولكن حظى العثر قادنى للعمل مع بعض المخرجين غير الجيدين، وهو ما نتج عنه أنى «لبست فى حيطة» ولكنى راض وتعلمت من أخطائى، وبعيداً عن هذه الجزئية، فأنا فنان أحب التمثيل ومهنتى بشكل عام، وأرى أن الممثل ما هو إلا خامة تحتاج لنحات شاطر، ولذلك أحيى الفنانة رحمة أحمد أو «مربوحة» فى «الكبير أوى»، فأراها خامة أكثر من رائعة نحتها المخرج أحمد الجندى فتشكلت موهبتها، وكذلك بوجود ممثل عبقرى كأحمد مكى الذى أعتبره أيقونة من أيقونات رمضان المبهجة، وهنا أتذكر موقفاً لن أنساه مع المخرج شريف عرفة فى فيلم «الجزيرة».

وما هو؟

- الأستاذ شريف عرفة طالبنى بالتوجه لمدرسة الصم والبكم، لتعلم لغة الإشارة والتعرف على دواخل الشخصيات التى تُشبه «فضل»، وأذكر أنه أثناء تصوير مشهد الصوان الذى يتعرض لضرب نار، ووجود قامات فنية فيه بقيمة محمود ياسين وأحمد السقا وغيرهما، كنت حينها أقف فى زاوية معينة من المشهد، وقررت الانفصال عما يحدث حولى والتوحد مع الشخصية، لأن «فضل» لو كان رمش بعينه لأفسد المشهد برمته، فتذكرت «لزمة» لشخص رأيته فى مدرسة الصم والبكم يقوم بعمل إشارة معينة بيده، فبدأت فى تنفيذها، وهنا تتجلى عظمة شريف عرفة الذى لا أعرف كيف شاهدنى فى الكادر، فأمسك بالميكروفون وقال «يا نضال الحركة اللى انت بتعملها بصوابعك دى حلوة بس قللها شوية»، وكنت سأصاب بالجنون حينها من انتباهه لمثل هذه التفصيلة الدقيقة.

ألم تلفت انتباهك مسألة ظهورك فى دور الأخ الأكبر لهانى سلامة، بحسب الأحداث؟

- نعم، ولكن نظرتى للمسألة لم تكن فى الفكرة نفسها، وإنما «أنا هكون أكبر منه بكام سنة»، إلا أن المخرج والمؤلف والمنتج طرحوا هذه الجزئية ولم يتوقفوا عندها، انطلاقاً من كون «شاكر» شخصية ثرية وأكبر من مثل هذه التفصيلة، ولكن ما اكتشفته أخيراً أننى جسدت دور الأخ الأكبر لأحمد السقا فى فيلم «الجزيرة»، وهى مسألة ليست سيئة ولا يجب الوقوف عندها، لأن تركيبة الدور وقوته وتأثيره فى الدراما هى الأهم، أما عمر الشخصية «مش هتفرق مع حد خالص».

ما الملف السرى فى حياة نضال الشافعى؟

- أعتبر أسرتى هى الملف السرى فى حياتى، لعدم رغبتى فى أن تطغى مهنتى على حياتهم الشخصية، وإن كانوا يعارضون هذه الفكرة من الأساس، ولكنى أريدهم «ناس طبيعيين» يعيشون حياتهم بشكل طبيعى، ولكنى أصطحب زوجتى وأبنائى لافتتاح أحد أفلامى مثلاً، إلا أننى تحت أمر الناس «من ساسى لراسى»، لأنهم أصحاب فضل بعد المولى عز وجل.

«ملف سرى» يتعرض لمفهوم العدل والظلم.. فما الموقف الذى تعرضت له فى حياتك وشعرت أنك لم تحصل على حقك فيه بعد؟

- لن أكشف عن وقائع بعينها، ولكن الظروف ظلمتنى أحياناً أو أنا ظلمت نفسى بشكل أو بآخر، لأننى اتجهت لأشخاص انخدعت فى كلامهم بأشكال مختلفة، حيث توسمت الخير فيهم ولكنهم لم يكونوا على قدر التوقعات، ولكنى «أزعل من نفسى ومزعلش من حد وأجيب اللوم على نفسى ومجيبش اللوم على حد»، فأنا من ارتكب الخطأ الذى كانت له أسبابه ودوافعه وتفاصيله بدءاً من أكل العيش وما إلى ذلك.

معنى كلامك أنك قدمت أعمالاً لم تكن راضياً عنها...

- مقاطعاً:

«ممكن أكون قبلت أعمال علشان خاطر مفيش شغل أو علشان المخرجين الكويسين مكلمونيش... إلخ».

انطلاقاً من طبيعة أحداث «دايماً عامر».. هل كان نضال الشافعى طالباً متفوقاً دراسياً؟

- ضاحكاً:

«خراب بيوت وربنا ما يوريك» وأذكر أن أبنائى يسألوننى دوماً «أنت ليه دخلت علمى؟» وإن كان اختيارى لهذه الفئة جاءت استجابة لرغبة والدى، بحكم إن «اللى يختار علمى فهو الشخص الجامد اللى مفيش زيه».

هل سبق وتلقيت استدعاء بحضور ولى أمرك بسبب افتعالك لمشكلة بعينها؟

- على الإطلاق، «ولو كانوا استدعوا أبويا مكنش هيجيلى لأنه كان رامى طوبتى فى موضوع التعليم».

أعمال تابعتها 

أعجبت بحالة التنوع التى شهدتها الدراما التليفزيونية فى رمضان، فإذا تحدثت عن «الكبير أوى» و«مكتوب عليا» لأحمد مكى وأكرم حسنى، سنجدهما عاملين مباراة فى الضحك، كما انجذبت لـ«جزيرة غمام»، «العائدون»، «فاتن أمل حربى»، «راجعين يا هوى» وغيرها من المسلسلات المتنوعة، وهنا أنا نحيت مسلسل «الاختيار» لأنه أصبح «براند» لا أعتقد أن هناك مصرياً لا يشاهده، بحكم أننا عشنا أحداثه ونشاهد شخوصه الحقيقية وكواليس غير معروفة لأحد، فبالتالى «هو فى حتة تانية» مثلما نقول باللهجة الدارجة. 


مواضيع متعلقة