صلاح عبدالله : «دايماً عامر» يناقش أزمات التعليم بشكل كوميدى «مش بندّى محاضرات توعية للناس»

صلاح عبدالله : «دايماً عامر» يناقش أزمات التعليم بشكل كوميدى «مش بندّى محاضرات توعية للناس»
ظهوره أمامك على شاشة التليفزيون بمثابة مؤشر إيجابى بأنك ستشاهد عملاً فنياً جيداً، خصوصاً الشخصية التى سيلعبها ويمنحها بموهبته وأدائه تفاصيلها الخاصة المتفردة التى تجعلها تختلف عن أدوار سبقه إليها غيره، وأدوار جسدها هو بنفسه، حيث اعتاد على أن يكون لكل شخصية يقدمها هويتها المميزة غير القابلة للاستنساخ أو التقليد، اعتاد أن يرسم بحركاته ولزماته وإيفيهاته معالمها التى تنبئ المشاهد بأنه أصبح فى عالم الفنان القدير صلاح عبدالله.
فى مسلسل «دايماً عامر» يجسّد شخصية مستر لطفى، وكيل إحدى المدارس الخاصة، فى البداية يخطفك ويوهمك بأنه رجل طيب خفيف الظل، وبالتدريج يسحبك إلى عالمه لتكتشف معه الأحداث واحدة تلو الأخرى، ويدخلك فى دوامة التفكير حول ما إذا كان هذا الشخص طيباً حقاً، أم شديد الدهاء، قادراً على أن يحيك المؤامرات بخبث شديد، ومن ثم تترقب الحلقات الجديدة لمعرفة إجابة السؤال الذى يشغل بالك طيلة الوقت وهو «ماذا بعد؟». عن اختياره لهذه الشخصية وكواليس التصوير، حكى الفنان صلاح عبدالله فى حواره لـ«الوطن» عن أسباب حماسه لـ«دايماً عامر» للمنافسة به فى ماراثون دراما رمضان، بالرغم من مناقشته ملفاً حيوياً يمس المجتمع المصرى وهو «التعليم»، وتعاونه مجدداً مع مصطفى شعبان، والمخرج مجدى الهوارى، وكيفية العمل مع وجوه شبابية من بينها من يقف أمام الكاميرا للمرة الأولى.
ما أسباب حماسك ومشاركتك فى مسلسل «دايماً عامر»؟
- هذا العمل يصنف «كوميدى اجتماعى» خصوصاً أنه يناقش مشكلات التعليم بطريقة «لايت» ومفيدة دون إزعاج أو تحميله توجيهاً مباشراً للمشاهدين، ومن ثم يحمل رسائل كثيرة ومهمة للقائمين على ملف التعليم، وأولياء الأمور، وكذلك طلاب وتلاميذ المدارس، وخلال الأحداث سيتم طرح قضايا مهمة لكل بيت فى مصر، سواء فى طريقة تعامل الأب والأم مع أبنائهما، أو تعامل الطلاب بين بعضهم البعض ومشكلاتهم وأزماتهم، أو طريقة تعاملهم مع المدرسين، وأهم ما يميز مسلسل «دايماً عامر» أنه دائماً به إثارة وتشويق فى الحلقات، والمشاهد أو المتلقى سيكون لديه شغف باستمرار لمعرفة «إيه اللى هيحصل فى الحصة الجاية؟!» أو المفاجآت التى تكشفها الحلقة الجديدة.
فكرة مناقشة قضية مثل التعليم فى موسم مسلسلات رمضان، هل تعد مخاطرة، أم فرصة للاستفادة من نسب المشاهدة فى هذا التوقيت، وبالتالى تصل الرسائل لأكبر عدد من الجمهور؟
- سؤال مهم جداً، وأنا شخصياً تطرقت لهذا الموضوع مع المخرج مجدى الهوارى، عندما قرأت السيناريو والحوار، وكذلك خلال التصوير «إزاى فى وجود مسلسلات رمضان والتى تتنوع ما بين الأكشن والكوميديا وغيره، يتم طرح قضية مهمة زى التعليم؟»، وكان السؤال «إزاى تشد الناس وتجذب انتباههم؟»، وكما قلت فهو ملف حيوى يدخل فى نطاق اهتمامات البيوت المصرية، وبالتالى المعالجة الفنية هنا فرضت نفسها، من خلال تقديم الفكرة بشكل خفيف كوميدى «إحنا مش بندّى محاضرات للناس، أو نُمثل بنظام «افعل ولا تفعل»، ولكن نقدم دراما فيها صراع وتصاعد فى الأحداث، وتوليفة فيها كوميديا تخطفك دون أن يتسلل الملل لقلوب المشاهدين.
وما التطورات التى يشهدها دورك خلال الحلقات المقبلة؟
- أنا وكيل المدرسة، والفنانة لبلبة هى مديرة المدرسة، وخلال الأحداث تكون هناك مفارقات غريبة أحياناً، ودمها خفيف أحياناً أخرى، والحقيقة «دايماً عامر» به مجموعة من الشباب بمثابة اكتشاف حقيقى، وفى صراع بينهم بخلاف نجوم العمل، الأمر الذى يجعل المشاهد أحياناً يضحك كثيراً، وأوقات أخرى يتلهف لمعرفة ما الذى سيحدث بعد ذلك؟، ومن المشكلات التى يتطرق لها المسلسل، مشكلات السوشيال ميديا «هل هى بنّاءة أم هدامة؟»، بخلاف أننا كثيراً بـ«نضحك على مشكلاتنا، وتقديمها بشكل حلو، لأن المصرى خصوصاً معروف عنه أنه ابن نكتة، ومحب للحياة».
هل قدمت تفاصيل شخصية وكيل المدرسة من شخصية حقيقية التقيت بها؟
- أنا كنت فى مدارس حكومية، والتقيت بكثير من الشخصيات فى حياتى قد تكون مشابهة لأدوار قدمتها على الشاشة، والممثل بمرور الوقت مع التلقائية والخبرات التى يكتسبها «من غير ما يحس بيشوف الشخصية التى يلعبها أمامه، يعنى أشوفها بتتحرك إزاى وطريقة كلامها، بلاقيها تقفز قفزات سريعة فى دماغى، وبالتالى بتخلق مساحة حلوة للشغل ولتفاصيل الشخصية كلها»، كل ذلك يكون بخلاف السيناريو الذى كتبه مؤلف المسلسل، وطبعاً رؤية مخرج العمل «بيطرحوا رؤيتهم وعايزين الشخصية إزاى، ونبدأ نعمل التوليفة للشخصية من أولها لآخرها».
وما نوعية النصائح التى تقدمها لجيل الشباب المشاركين فى «دايماً عامر»؟
- أنا من الأشخاص الذين لا يفضلون إعطاء النصائح بشكل مباشر حتى لا يكون «دمها تقيل»، ولكن الكلام الطيب أفضل وسيلة نقوله لمن حولنا، ونسعد إذا قاله أحد لنا «لما بشوف ممثل صغير لسه مبتدئ، قوله انت حلو وشاطر، ركّز على موهبتك واصقلها أكتر، هذا الكلام بيكون داعم ليه وبيمنحه دفعة للتفكير فى خطواته المستقبلية، وفى الحالة دى يكون مكسب لنفسه وللفن بالتأكيد، لكن جو النصائح المباشرة الجافة، الحقيقة بتكون مزعجة ومنفرة جداً».
مصطفى شعبان «أخويا الصغير»
وماذا عن شكل التعاون بينك وبين الفنان مصطفى شعبان؟
- هذه ليست المرة الأولى التى أتعاون فيها معه، سبق وقدمنا مسلسل «أبو البنات» عام 2016 وقدمت شخصية «سيدنا الرازى، والحقيقة كان راجل رزية ومؤذى» لكن من الشخصيات التى أحبها، وكنت ضيف شرف معه فى مسلسل «اللهم إنى صائم» عام 2017، وأنا بعتبر مصطفى شعبان أخويا الصغير وصاحبى «على طول فيه تواصل ومحبة وهزار بينا، وهو دمه خفيف جداً وحركاته عسل، وجو الألفة والمودة والأخوة فى الكواليس، يخلينا نحاول نترجمها فى المسلسل أثناء التصوير أمام الكاميرات عشان المحبة دى توصل للناس».
لبلبة «دمها عسل»
وماذا عن الجميلة الفنانة لبلبة؟
- بـ«دايماً عامر» تكون هذه المرة الرابعة التى أتعاون فيها مع الفنانة لبلبة، وأنا أعرفها بشكل شخصى، هى فنانة ذات تاريخ فنى عظيم، وغالبية مشاهدنا فى المسلسل سوياً، وبالتالى سعادتى لا توصف للتعامل معها من جديد، هى إنسانة راقية جداً ومهذبة لأقصى درجة، والأجمل «دمها عسل»، من حسن الحظ التعامل مع مثل هذه الفنانة المتواضعة «برغم كل تاريخها الفنى العظيم ده، لكنها فى التصوير تحس إنها لسه مبتدئة، قلقانة ومتوترة وتسأل كل من حولها عن تفاصيل كثيرة، منها مظهرها وأداؤها»، طول الوقت أثناء التصوير «أحب أهزر معاها وأضحك، بشوشة جداً ومبهجة كأنها طفلة، والشغل معها متعة لأنها شخصية مريحة، ودائماً أقولها أنتِ أحسن واحدة فينا، ودى روح الهواية، الفنان مهما بقى مشهور ونجم لكن يفضل يتعامل بروح الهواة المحبين للفن، هذه هى لبلبة الجميلة المحترمة».
دائماً ما نعتاد منك لازمات بعينها وإيفيهات للشخصيات التى تقدمها، هل سنرى ذلك فى «دايماً عامر»؟
- يضحك قائلاً: حكاية «اللازمة أو الإيفيه» إذا كانت الشخصية تحتمل مثل هذه الإضافة، أقدمها على الفور، لكن إذا كان الأمر لا يحتمل ذلك «يبقى خلاص»، وفى النهاية «اللازمة» تخرج من قلب الشخصية نفسها بعد معرفة كل تفصيلة بها مهما كانت صغيرة، ولابد أن يكون هناك حذر شديد عند استخدامها «لأن هناك خطورة لو استخدمتها بشكل غلط أو فيه إسراف بلا مبرر ممكن أنا أزهق، أو المشاهد نفسه يزهق»، كذلك قد يكون هناك زملاء فى نفس العمل لهم «لازمات» خاصة بهم، وبالتالى إذا قمت أنا أيضاً بذلك، قد يكون هناك إفراط لن يفيدنى بشىء، «وبعدين مش أى لازمة تتقال وتعلّم مع الناس، لأن كتير مننا عنده كلمات خاصة به طيلة الوقت، زى كلمة انت فاهمنى؟، انت معايا؟».
علاقتى بالمخرج
مجدى الهوارى، صديق عمرى وأعرفه من زمان جداً، وعلاقتى به قوية على المستوى الإنسانى والمهنى، وتربطنا كذلك علاقات أسرية، وسبق أن اشتغلت معه، وتعد شخصية «أبو عزة» التى قدمتها معه من خلال فيلم «العيال هربت» عام 2006 من أحب الأدوار إلى قلبى، وبالتالى التعامل معه سلس جداً ومريح للغاية.