نقاد: الدراما تدعم السيدات بشعار «إحنا معاكى وفى ضهرك»

نقاد: الدراما تدعم السيدات بشعار «إحنا معاكى وفى ضهرك»
أكد عدد من النقاد أن التركيز على المرأة بمختلف قضاياها فى الموسم الرمضانى يُعد بمثابة مؤشر جيد على دعمهن، بالتزامن مع مساندة الدولة لهن فى جميع مناحى الحياة، وأشاروا فى تصريحاتهم لـ«الوطن» إلى أن الرهان الحقيقى يأتى من اختيار بعض النجمات لأزمات تعانى منها السيدات والتركيز عليها فى مسلسل يُسوق بأسمائهن، وبالتالى تكون رسالتهن لكل سيدة وفتاة «إحنا معاكى»، بخلاف كتاب ومخرجين مبدعين قادرين على صياغة آلامهن بحرفية شديدة.
طارق الشناوى: المسلسلات تحتفظ للمرأة بمكانتها.. و«يسرا ونيللى كريم» اسمان يضمنان النجاح
وقال الناقد طارق الشناوى إن الدراما ما زالت محتفظة للمرأة بقوتها ومكانتها، لذلك نجد أن نحو 50% من الأعمال الدرامية بطولات نسائية، لأن الدراما التليفزيونية تقدم الحياة بشكل واقعى، وذلك على عكس السينما التى هزمت المرأة فيها، ولكنها انتصرت على الشاشة الصغيرة، خاصة هذا العام الذى يشهد وجود عدد من الأعمال الدرامية التى تختص بقضايا المرأة، وتطرح عدداً من المشكلات المختلفة.
وأشار إلى أن المسلسلات الثلاثة التى تنحاز لقضايا المرأة فى الموسم الرمضانى الحالى، تم التسويق لها بأسماء صناعها وأبطالها النجوم الكبار، خاصة الفنانة يسرا التى يُعد اسمها وحده كافياً لنجاح أى عمل، وكذلك الفنانة نيللى كريم التى اعتادت النجاح فى ما تقدمه، متابعاً: هذه أسماء تكفى وحدها لنجاح أى عمل درامى.
من جانبها، قالت الناقدة ماجدة موريس إن أسماء المؤلفين والمخرجين المشاركين فى الأعمال الدرامية الخاصة بقضايا المرأة لها وزنها فى العمل الفنى، موضحة أن لديها الأمل فى رؤية أعمال فنية قوية، تعبر عن قضايا حقيقية تخص المرأة، خصوصاً أن هذه الأسماء وراءها تاريخ كبير ومشوار عظيم مع الأعمال الدرامية المهمة.
كما أضافت «موريس» أنه بالنسبة لمؤلفى دراما المرأة هذا العام، نجد إبراهيم عيسى لـ«فاتن أمل حربى» وهو كاتب كبير، وهالة خليل لـ«أحلام سعيدة»، وهى مخرجة عظيمة تظهر كمؤلفة فقط فى الموسم الرمضانى الحالى، وسيكون وجودها بمثابة إضافة قوية، أما أيمن سلامة لـ«يوتيرن» فمن الكتاب الذين قدموا الكثير من الأعمال الدرامية الجيدة خلال الفترة الماضية.
وأشارت إلى أن رهان نجاح هذه المسلسلات يتوقف كذلك على مخرجى هذه الأعمال الدرامية، لما يتمتعون به من مواهب فنية كبيرة، من بينهم المخرج محمد جمال العدل، الذى قدّم من قبل أعمالاً فنية جيدة، منها فيلم «صاحب المقام» الذى حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، فضلاً عن وجود المخرج عمرو عرفة، الذى له مكانة كبيرة فى الأعمال الفنية، والمتميز سامح عبدالعزيز.
وأشارت إلى أن اختيار البطلات كـ«يسرا ونيللى كريم» أمر جيد لصالح هذه الأعمال، لما لديهما من تاريخ طويل مع المسلسلات التليفزيونية الرائعة، التى حظيت بنسب مشاهدات كبيرة، وتناولها قضايا مهمة، وبالتالى وجود بطلات مثلهما فى دراما رمضان يضمن جودة الطرح للقضايا والأزمات التى تعانى منها المرأة، والتى تنعكس بدورها على المجتمع برمته، وعلى الأسرة والأبناء، وكذلك ما يتعلق بمحيط العمل والوظائف إذا كانت امرأة عاملة.
كما أشارت إلى أن اتجاه الدولة لحماية المرأة ومساندتها ودعمها فى كل ما تواجهه من أزمات، من المؤشرات الجيدة التى تجعل صناع الدراما يطرحون جميع القضايا وما تحتاجه السيدات من تفعيل قوانين لحمايتهن بشكل أكبر.
خيرية البشلاوى: أطالب كتاب الدراما النسائية بعدم التركيز على النماذج السلبية وأراهن على هالة خليل
بينما أشارت الناقدة خيرية البشلاوى إلى أن المرأة تعانى هذه الفترة من الكثير من التحديات والصعوبات فى حياتها، ومن ثم يجب على الأعمال الدرامية النسائية أن تخلق الكثير من التوازنات النفسية والاجتماعية والاقتصادية للمرأة، ورؤية الصورة الكاملة للظروف التى تعانى منها، لمناقشتها بشكل أصح.
واستطردت بقولها «الدراما لها دور كبير فى خلق ذلك التوازن، وهذا يحتاج إلى مؤلفين وكتاب على درجة من الكفاءة العالية فى فهم الواقع وملاحظاته، ومتابعة التحولات الكبيرة التى أصبحت تنعكس على سلوكيات المرأة وحالتها الاجتماعية، وهذا تحدٍّ كبير جداً يحتاج إلى وعى كبير، وهذا ما أتوقعه من الكاتبة هالة خليل من خلال مسلسلها أحلام سعيدة».
وأضافت أن صناع الدراما النسائية يواجهون الكثير من التحديات فى كيفية تحويل الأفكار إلى شخصيات من «لحم ودم» على الشاشة، بالإضافة إلى تناولهم الظروف والقضايا المختلفة للمرأة، وفى الوقت نفسه تقديم قدر من الترفيه والتسلية: «الأعمال الدرامية ذات أهمية كبيرة فى تسهيل حياة المرأة والتخفيف عنها، وفى الوقت نفسه فى مساندتها عقلياً، بمعنى أن تقدم تلك الأعمال صورة حكيمة للمرأة، وتناولها فى الوقت الحالى، وليس أنماطاً تقليدية لها».
واستكملت بقولها: «المرأة الآن أصبحت تتمثل فى نماذج كثيرة جداً، ومتجدّدة على عكس الماضى، فهناك الدكتورة والمحامية اللتان تحتوى حياتهما على الكثير من الجوانب، حتى إن المرأة فى الريف تغيّرت كثيراً عن الماضى، أصبحت تتابع التليفزيون والسوشيال ميديا بشكل أكبر».
وعن الأفكار المطروحة فى دراما المرأة هذا العام، أوضحت «البشلاوى» أنها تتمنى من صناع تلك الأعمال الدرامية أن يسهموا فى خلق حالة من الأمل للمشاهدين أثناء عرضهم لقضايا المرأة ومعالجتها، وعدم التركيز على النماذج السلبية فقط، لأن الجمهور يعانى من تداعيات وباء فيروس كورونا وبوادر حرب عالمية ثالثة خلال الوقت الحالى، وبالتالى نحن فى حاجة إلى جرعات مكثّفة من البهجة والتفاؤل لمواجهة تلك الظروف.
وراهنت على أن المخرجة هالة خليل التى تدخل عالم التأليف منفردة بـ«أحلام سعيدة»، ومن ثم تمتلك إحساساً عالياً تجاه القضايا الاجتماعية، وكذلك الكاتب إبراهيم عيسى، الذى ينافس بـ«فاتن أمل حربى»، يجب أن يوجّه بوصلته فى اتجاه إيجابى، ويختار من بين أفكاره ما يتلاءم مع عادات وتقاليد المجتمع المصرى.
واختتمت بقولها «الكتاب قادرون على الإبداع، وإثراء العمل الفنى والدرامى، وامتلاك قدرة كبيرة على تقديم التسلية مع الوعى بشكل مختلف، بما يجعل المسلسل يحظى بجاذبية وقبول لدى المجتمع المصرى، كما أن النجمتين يسرا ونيللى كريم قادرتان على الإبداع وقدمتا خلال الفترة الماضية الكثير من الأعمال الدرامية المتنوعة».