هل يجوز إيقاظ النائم للصلاة؟.. «الإفتاء» تجيب

كتب: أشرف محمد

هل يجوز إيقاظ النائم للصلاة؟.. «الإفتاء» تجيب

هل يجوز إيقاظ النائم للصلاة؟.. «الإفتاء» تجيب

يتعرض البعض إلى موقف أن يكون معه شخص نائم، ويأتي عليه وقت الصلاة فيحتار بين أن يصحيه ليؤدي الصلاة أم يتركه ينام، وهو السؤال الذي طرحه أحد الأشخاص على دار الإفتاء، يقول فيه: «ما حكم إيقاظ النائم للصلاة؟، وهل يجب ذلك على المُسْتَيْقِظ؟»، وأجابت دار الإفتاء عن هذا السؤال في فتوى رسمية عبر موقعها الإلكتروني.

حكم إيقاظ النائم للصلاة

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الله عظم شأن الصلاة في القرآن الكريم ونَوَّه بأهميتها وعلوّ مكانتها في الإسلام، فأوصى بالمحافظة عليها في أوقاتها المفروضة، مُؤكِّدًا على ما فيها من الذِّكْر والخشوع وخضوع القلب والبدن لله سبحانه وتعالى، والإتيان بما أمر به، والابتعاد عما نهى عنه، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾، وقال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾.

حكم إيقاظ النائم وقت الصلاة

وأضافت دار الإفتاء، في فتوى رسمية عبر موقعها الإلكتروني، أنه إذا جاء وقت الصلاة والمُكلَّف نائم، اختلف الفقهاء «هل يجب إيقاظه أم لا؟؛ فذهب فقهاء الحنفية والحنابلة إلى وجوب إيقاظ النائمِ للصلاة، وقَيَّد الحنابلة ذلك بضيق الوقت.

وقال ابن نجيم: «والصواب أن يقال: إن ما يفعله أي: الشيخ الكبير من الفِطْر خلال الصوم- معصية في نفسه، وكذا النوم عن صلاة، كما صرحوا أنه يكره السهر إذا خاف فوات الصبح، لكن الناسي أو النائم غير قادر فسقط الإثم عنهما، لكن وجب على من يعلم حالهما تذكير الناسي وإيقاظ النائم».

وقال ابن عابدين: «يُكْرَه السَّهْر إذا خاف فوت الصبح ومثل أكل الناسي في الصيام، النوم عن صلاة؛ لأنَّ كُلًّا منهما معصية في نفسه، كما صرحوا أنَّه يكره السهر إذا خاف فوت الصبح، لكن الناسي أو النائم غير قادر، فسقط الإثم عنهما، لكن وَجَب على مَن يعلم حالهما تذكير الناسي وإيقاظ النائم، إلَّا في حق الضعيف عن الصوم مرحمةً له».

 

وأوضحت «الإفتاء»، أن الشافعية ذهبوا إلى أنَّه يستحب إيقاظ النائم للصلاة، لا سيما عند ضيق الوقت، إذا لم يخش عليه ضرر، كما أن الإمام النووي، قال: «يستحب إيقاظ النائم للصلاة، لا سيما إن ضاق وقتها؛ لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾، ولحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، يُصلِّي صلاته من الليل، وأنا معترضة بين يديه؛ فإذا بقي الوتر أيقظني، فأوترت»، وتوسَّط المالكيةُ في هذه المسألة؛ فوافقوا الحنفية والحنابلة في أنَّه يجب إيقاظ النائمِ للصلاة الواجبة خاصة، أَمَّا في المندوبة فوافقوا الشافعية في أنه يستحب الإيقاظ.

يُستحب إيقاظ النائم للصلاة

وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه بناءً على ذلك، وفي واقعة السؤال: «يُستحب إيقاظ النائم للصلاة، ولا يجب ذلك؛ لأنَّ النائم غير مُكَلَّف، ولا يتوجه إليه الخطاب حال نومه، وإنما يتوجَّه إليه بعد الاستيقاظ، ويكون الواجب عليه حينئذٍ قضاء ما فاته إن كان الوقت قد خرج، أو الأداء إن كان في الوقت متسع، وهذا الاستحباب مُقَيَّد بما إذا لم يخش عليه ضرر.


مواضيع متعلقة