مدير أقدم مدرسة «فِرير» بالقاهرة: أرض المدرسة هبة من الخديو سعيد.. ورشدي أباظة والريحاني وأنور وجدي أشهر الخريجين

مدير أقدم مدرسة «فِرير» بالقاهرة: أرض المدرسة هبة من الخديو سعيد.. ورشدي أباظة والريحاني وأنور وجدي أشهر الخريجين
تفعيل الطرق التربوية الحديثة هو الأساس
قال «الفرير» سامح فاروق، مدير مدرسة «القديس يوسف» بالخرنفش، المسئول الرعوى لمدارس «الفرير» فى مصر، إن المدرسة هى أقدم مدارس «الفرير» فى القاهرة، وإن الأرض التى أقيمت عليها كانت هبة من الخديو سعيد، وأضاف فى حواره مع «الوطن»، أن المدرسة تخرج فيها العديد من المشاهير، أبرزهم فريد الأطرش ونجيب الريحانى وأنور وجدى، وأنهم يعلمون الطلاب فى مختلف المراحل الدراسية كيفية تنمية الشخصية، واحترام السلوكيات العامة منذ الصغر، وأن العقاب بالضرب ممنوع تماماً، وتفعيل الطرق التربوية الحديثة هو الأساس، وكذا مبدأ المكافأة والعقاب.
حدثنا بشكل عام عن تأسيس مدرسة «القديس يوسف» بالخرنفش؟
- تأسست مدرسة القديس يوسف عام 1854، وهى أول مدرسة «فرير» فى القاهرة، وكلمة «فرير» هنا تعنى «أخ»، وبدأت فكرة بناء هذه المدرسة، فى عهد الخديو سعيد، الذى أعطى الأرض المقامة عليها المدرسة كـ«هبة» إلى بعض الفرنسيين الموجودين وقتها فى الإسكندرية، لأنه أراد بناء مدرسة من هذه النوعية داخل القاهرة، لذا تعتبر مدرسة القديس يوسف بحى الخرنفش أول مدرسة فرير فى القاهرة، وهى للبنين فقط بداية من مرحلة الحضانة وحتى الثانوية العامة.
ومن أشهر خريجى المدرسة؟
- تخرج فى مدرسة «القديس يوسف» العديد من المشاهير فى مختلف المجالات، أبرزهم الفنانون، رشدى أباظة، ونجيب الريحانى، وفريد الأطرش، وعبدالفتاح القصرى، وأنور وجدى، والسيد بدير، وسليمان نجيب، وبشارة واكيم، وإلياس مؤدب، والمخرج أحمد بدرخان، إضافة إلى الفنان راغب عياد، والمهندس نعوم شعيب، الذى صمم برج القاهرة عام 1961، ومبنى جريدة الأهرام عام 1968، فضلاً عن المطران بولس أنطاكى، والقمص مرقس زكى.
لماذا سُمى مسرح المدرسة باسم «الريحانى»؟
- لأنه كان من خريجى المدرسة، وطلبت ابنته «جينا» تخليد اسمه فى المكان الذى تعلم فيه، بأن يكون هناك مسرح باسمه فى المدرسة التى نشأ فيها، وتم التنسيق معها وتبرعت بالفعل بجزء من تكاليف الإنشاء، وتم بناء مسرح يحمل اسم الفنان الكبير منذ 10 سنوات تقريباً.
وكيف تتعاملون مع الطالب فى مراحل التعليم المختلفة؟
- التعامل مع الطالب ليس فقط بالتعليم والمواد الدراسية مثل باقى المدارس، وإنما عن طريق أساليب حديثة، فى ظل انتشار السوشيال ميديا والتطور التكنولوجى والقنوات المفتوحة، إضافة إلى الاهتمام بالجانب الأخلاقى للطالب وكيفية دعمه فى مختلف الجوانب الشخصية له منذ الصغر، وبداية مراحله التعليمية.
كتيب عن «الإتيكيت» يُعرف الطالب كيفية الأكل والشرب وطريقة ارتداء الملابس
وما ملامح طرق التدريس التى يتم تلقينها للطلاب منذ الصغر؟
- على سبيل المثال نلفت نظر الطالب لاكتشاف الأخطاء وتصحيحها بنفسه، دون الاعتماد على الغير، مع التركيز على كيفية الالتزام بآداب الحوار والتعاملات، وهناك كتيب يتم توزيعه على الطلاب عن «الإتيكيت» يُعرف الطالب كيفية الأكل والشرب وطريقة ارتداء الملابس، ونتابعه حتى مرحلة الثانوية العامة، وأيضاً هناك أشياء ممنوعة فى المدرسة منها التدخين، وذلك لأى فرد داخلها وتحديداً المعلمين، حتى يصبح المعلم فى سلوكياته والتزامه قدوة أمام جميع الطلاب، كما أننا نهتم أيضاً بالجانب الصحى لدى الطالب، وإعطائه النصائح بشكل دائم مثل النوم المبكر يومياً، كما أن هناك صيدلية صغيرة داخل كل قسم من أقسام المدرسة تحسباً لأى طارئ. فضلاً عن حزمة من المبادئ العامة، مثل احترام الآخر، وعدم التخريب، وأن يكون ذا فكر معتدل، بحيث نعقد لهم ندوات سواء بحضور شيوخ من الأزهر أو أساقفة، كما أننا نشجع الطلاب على المشاركة المجتمعية، وعلى سبيل المثال تجهيز شنط رمضان بمشاركة جميع الطلاب، وأيضاً فى رأس السنة يتم تجهيز «شجرة الكريسماس» دون أى إجبار من جانب المدرسة ولكن بكل حب.
الفِرير سامح فاروق: الضرب ممنوع تماماً والمكافأة والعقاب بنظام النقاط
وكيف تتعاملون مع الطلاب فى الثواب والعقاب؟
- فى البداية الضرب ممنوع تماماً بكافة أشكاله، والعقاب داخل المدرسة هو عقاب تربوى بنظام النقاط، سواء إيجابية أو سلبية يحصل عليها الطالب على مدار أيام الأسبوع، ويكون الحساب يوم الخميس مع نهاية الأسبوع سواء بالمكافأة بالحصول على هدية أو لعبة أو بالعقاب الجلوس ساعتين إضافيتين داخل المدرسة يقوم خلالها بحل واجبات إضافية.
وهل هناك تواصل دائم من جانب المدرسة مع أولياء الأمور؟
- بالفعل هناك لقاءات مستمرة مع أولياء الأمور لكى نوصل لهم رسالة المدرسة وما يجب عليهم فعله مع أبنائهم فى المنزل، وعلى سبيل المثال نعقد لقاءات مع أولياء أمور طلاب الحضانة قبل بداية الدراسة داخل مسرح المدرسة، لكى نشرح لهم رسالتنا وكيفية مشاركتهم فى التعليم معنا ومساعدتنا، وعدم هدم ما نبنيه مع الطلاب داخل المدرسة، والحفاظ على استقلالية الطلاب واعتمادهم على أنفسهم، وندعو الأب والأم للقيام بدورهما فى المنزل، بحيث لا يمكن للأم أن تأخذ دورها ودور الأب معاً، فالاثنان لديهما مسئولية فى المنزل، ولا بد للأب أيضاً أن يعطى من وقته ساعة أو ساعتين لابنه فى اليوم الواحد، وهناك تربية استقلالية بحيث يعتمد الطالب على نفسه فى الاستيقاظ مبكراً بضبط المنبه، وليس الاعتماد على والدته فقط.
التعقيم يومياً وبشكل دوري لمواجهة «كورونا»
فى ظل الموجة الرابعة من فيروس كورونا.. ما الإجراءات الاحترازية التى تتخذونها للوقاية منه؟
- أولاً ليس لدينا أى حالات إصابة بفيروس كورونا فى المدرسة منذ بداية العام الدراسى الجديد، وثانياً يتم تطبيق مختلف الإجراءات الوقائية داخل المدرسة، ومن أبرزها ارتداء الكمامة لجميع الموجودين داخل المدرسة، كما أن هناك تعقيماً وتطهيراً لجميع الحجرات الدراسية ودورات المياه أكثر من مرة على مدار اليوم الدراسى.
متخصصون من فرنسا لإعطاء الطلاب بعض الحصص وحريصون على بناء شخصية قوية ومستقلة لكل طالب
وماذا عن كثافة الطلاب داخل الفصول الدراسية بكل مرحلة تعليمية؟
- إجمالى عدد الطلاب داخل المدرسة 1200 طالب فى كافة المراحل التعليمية، وبالنسبة لكثافة الفصول ففى المرحلة الإعدادية على سبيل المثال حوالى 30 طالباً فى الفصل، أما المرحلة الابتدائية فحوالى 45 طالباً، وهناك بعض الحصص يتم فيها تقسيم أعداد الطلاب، ولدينا متخصصون يأتون من فرنسا أبرزهم الأستاذ أنطوان والأستاذ تريستان يعطون الطلبة بعض الدروس، والمدرسة حالياً فترة واحدة ومدة الحصة 45 دقيقة.
إرادة لتطوير التعليم
هناك إرادة سياسية حقيقية لتطوير التعليم فى مصر إلى الأفضل، لكن هناك أزمة تضع تحديات أمام هذا التطوير، وهى الزيادة السكانية، لكن لا بد أن يبدأ من البنية التحية للمدارس وتوفير وسائل التكنولوجيا، وبالنسبة لتطوير المعلم يجب أن نُربى الضمير للمعلم، وعليه أن يطبق مقولة «كاد أن يكون رسولاً»، فهو مسئول عن تكوين شخصية التلاميذ.