فى ذكرى ميلاده.. رشدى أباظة "الدنجوان" الذي رفض العالمية

كتب: نورهان نصرالله

فى ذكرى ميلاده.. رشدى أباظة "الدنجوان" الذي رفض العالمية

فى ذكرى ميلاده.. رشدى أباظة "الدنجوان" الذي رفض العالمية

"الدنجوان".. لم يكن مجرد لقب ارتبط به على مدار سنوات طويلة لم يستحقه بعده أحد، ولكنه حالة فريدة من نوعها جمع صاحبها الموهبة الفنية بالسحر والجاذبية فى ملامح وجهه المنحوتة بعناية، فجعلت منه معشوق السيدات.. تمر اليوم الذكرى الـ 93 لميلاد الفنان الكبير رشدى أباظة.

كان الطريق ممهدا بعناية أمام رشدى أباظة إلى السينما العالمية، فى وقت متقارب مع تجربة عمر الشريف، التى تعتبر الأبرز حتى الآن، وكانت هناك مجموعة من العناصر تعزز تلك التجربة، بدايتها إجادته مجموعة من اللغات من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، بجانب وسامته وإجادة فنون التمثيل كلها، كانت كافية لتفتح الباب أمامه على مصرعيه.

في البداية خاض عددا من التجارب الأجنبية، منها فيلم بعنوان "Valley of the Kings" إخراج روبرت بيروش، إنتاج 1954، إضافة إلى فيلم " The Ten Commandments" للمخرج سيسيل بي. ديميل، إنتاج عام 1956.

وكان "أباظة" المرشح الأول لأداء شخصية "الشريف علي" التي قدمها الممثل المصرى عمر الشريف، وتعود الواقعة إلى عام 1960، عندما أرسل مخرج الفيلم ديفيد لين مندوبه إلى مصر لعمل مقابلة مع رشدى أباظة باعتباره مرشحا للدور، ولكنه تخلف عن الحضور، وفى رواية أخرى للماكير محمد عشوب، قال إن "أباظة" رفض إجراء اختبار كاميرا وشعر بالإهانة من ذلك الطلب، انطلاقا من كونه نجما كبيرا وليس مبتدئا، ولكن فى كلا الحالتين كانت النتيجة إسناد الدور إلى عمر الشريف، والذى كان بمثابة انطلاقة له نحو العالمية.

ويتطرق الناقد أحمد السماحي فى كتابه بعنوان "رشدي أباظة.. الدنجوان أسطورة الأبيض والأسود" إلى مجموعة من التفاصيل غير المتداولة عن حياة الفنان الراحل، بخاصة في ما يتعلق بفرصته بالسينما العالمية، منها العرض الذي تلقاه من المخرج الإيطالي، جوفريدو السندريني الذي قدم إلى القاهرة عام 1949 لتصوير مشاهد أحد أفلامه فيتعرف على رشدي، ويوقع معه عقدا لفيلم "أمينة" بأجر 500 جنيه، الذي مثل ثلاث أضعاف أجر رشدي في فيلمه الأول، لن تكون هذه التجربة الأخيرة لرشدي أباظة للعمل مع مخرجين أجانب، حيث يروى عروضا رفضها رشدي أباظة من الفنان الأميركي روبرت تايلور للعمل في هوليوود، كما تلقى من النجم الإنكليزي جاك هوكنز عرضا للعمل في فيلم تدور أحداثه حول ملحمة بناء الأهرامات، فشارك فيه على مضض "بديلاً" لبطل الفيلم هوكنز، ثم تلقى عرضا آخر للعمل في فيلم المخرج العالمي سيسيل دي ميل، فحاول الاعتراض، لكن حسام الدين مصطفى أثناه عن الرفض، وحثه على القبول.

وفى حديث سابق لها لـ "الوطن"، أوضحت منيرة أباظة شقيقة النجم الراحل، أن حبه إلى مصر وعدم رغبته فى العيش بالخارج كانت وراء رفض عدد من المشاريع السينمائية العالمية، قائلة: "شارك في مجموعة من أفلام هوليود ووقف أمام ممثليها، ومن بينهم صوفيا لورين، لكنه كان يرفض ترك مصر والسفر إلى الخارج والاستقرار هناك من أجل المشاريع التي تعرض عليه".


مواضيع متعلقة