متعافون يروون معاناتهم مع المرض: «صدمة.. وتكرار أفعال.. وتوهُّم مرضي»

كتب: أسماء أبوالسعود

متعافون يروون معاناتهم مع المرض: «صدمة.. وتكرار أفعال.. وتوهُّم مرضي»

متعافون يروون معاناتهم مع المرض: «صدمة.. وتكرار أفعال.. وتوهُّم مرضي»

يروى مرضى ومتعافون تجربتهم مع المرض وكيف اكتشف ذووهم إصابتهم بـ«الوسواس».

«جمال»: «كنت بتوضا أكتر من 10 مرات وملحقش الصلاة والناس خافت مني»

يقول «جمال»، 50 عاماً، إنّه كان يعيش حياة هادئة مستقرة حتى وفاة زوجته فجأة، ما أدى إلى إصابته بصدمة، ثم كابوس «الوسواس القهرى»، حيث بدأ يكرر وضوءه أكثر من 10 مرات فى كل صلاة، حتى لاحظ من حوله ذلك وبدأوا يتحدثون معه.

ويروى «جمال» أنّه اعتاد أداء الصلاة فى المسجد المجاور لمنزله، وعقب وفاة زوجته بفترة بدأ يكرر الوضوء عدة مرات قبل الصلاة بطريقة لا إرادية، حيث يتوضأ فى «دورة مياه» ملحقة بالمسجد، وما أن يخرج منها، وقبل أن يدخل المسجد لأداء الصلاة يعود مرة أخرى للوضوء رغم أنّه لم يفعل شيئاً ينقض وضوءه، وتكرر معه هذا الفعل عدة مرات فى كل مرة حتى أصبح يقضى أكثر من ساعة فى دورة المياه ويخرج بعد انتهاء الصلاة بوقت كبير. وأضاف أنّ أبناءه أصروا على الذهاب به للطبيب النفسى، ولكنه كان يرفض بشدة ويقول إنّه «ليس مجنوناً»، قائلاً: «أصعب إحساس إن عيالى قالوا لى لازم تروح لدكتور نفسى وبقيت أقول لهم والله أنا كويس أنا مش مجنون رغم إنى عارف كويس إنى بعمل حاجة مش طبيعية وبدون مبرر لكن كنت بستجيب للهواجس اللى فى دماغى وخلاص بدون إرادتى».

«ماجدة»: الإصابة بـ«السكر» تلاحقني والتحاليل أثبتت العكس وفي الآخر طلع «وسواس»

هبوط مستمر.. عرق غزير.. اختناق.. أعراض كثيرة مرت على «ماجدة. م»، صاحبة الـ28 عاماً، جعلتها تعتقد إصابتها بمرض «السكر» بعدما روت أمامها إحدى صديقاتها معاناتها مع المرض، فتوهمت أنّها أصيبت به، وعلى الرغم من خضوعها للتحاليل الطبية اللازمة عدة مرات والتى أثبتت عدم إصابتها، فإنّها رفضت التصديق.

وقالت «ماجدة» إن صديقتها أخبرتها أنّها تفاجأت بإصابتها بالسكر، موضحةً أنّها فى اليوم التالى بدأت تشعر بأعراض «السكر» عليها وذهبت للطبيب الذى قام بقياس «السكر» لديها بواسطة جهاز إلكترونى ووجده مضبوطاً، ولكن طلب منها بعض التحاليل ليتأكدوا من نسبة السكر فى الدم خلال الصيام وعقب الإفطار، وبالفعل خضعت للتحاليل، التى أثبتت أنّ نسبة السكر ممتازة ولكنها لم تصدق، قائلة: «ماكنتش مصدقة التحاليل ودايماً كنت بقول دول لخبطوا التحاليل بتاعتى مع حد تانى رغم إنى كررت التحاليل أكتر من مرة لدرجة إنى رحت اشتريت جهاز قياس السكر الإلكترونى وبقيت أقيس السكر أكتر من 20 مرة فى اليوم».

وتابعت أنّ زوجها تشاجر معها قائلاً لها: «انتى مجنونة.. انتى مريضة نفسياً.. كررنا التحليل مليون مرة وبرضو بتثبت إن معندكيش سكر.. يعنى كل الدكاترة غلط وانتى بس اللى صح؟» موضحةً أنّ «الخناقة» انتهت بتخييرها بين الذهاب لطبيب نفسى أو الطلاق فوافقت على الذهاب إلى طبيب نفسى. واكتشفت أنّها مصابة بالوسواس القهرى.

جريمة قتل وقعت فى المنزل المجاور لـ«ندى»، حيث قتل جارهم زوجته وطفلهما، ظلت على أثرها دون نوم عدة أيام، خصوصاً أنّها رأت الدماء والجثتين حينما جرى نقلهما بسيارة الإسعاف فأصابها هاجس لا يفارقها طوال الوقت بأنّ زوجها سيقتلها هى وطفلها، خصوصاً فى فترة الليل التى لم تكن تنام فيها إلا بعد وقت طويل من مواصلة السهر ينتهى بها نائمة دون أن تشعر. وقالت «ندى»، 22 عاماً، إنّها أم لطفل وحيد يدعى (أنس) يبلغ من العمر عاماً واحداً، وإنّها فوجئت بقيام جارها بقتل زوجته وطفله، ورأت الجثتين حينما اصطحبهما رجال الإسعاف، قائلة إنّها ظلت عدة أيام لا تنام. وتابعت أنّ هواجس بدأت تطارد عقلها وظلت طوال الوقت تتخيل أن زوجها سيقتلها هى وطفلها ولم يفارقها الرعب، حيث بدأت ترفض النوم إلى جواره وتأخذ طفلها بحضنها وتنام فى غرفته، وتظل مستيقظة طوال الليل. ولاحظ زوج «ندى» ابتعادها عنه وخوفها الشديد، خصوصاً بعدما تبدلت ملامحها وأرهقها التعب وقلة النوم، فسألها عدة مرات وألح عليها بالسؤال عن سبب ذلك، فكانت لا تجيب، حتى أصر على نومها بجواره ولم يسمح لها بالنوم فى الغرفة الأخرى فأصيبت بنوبة هلع وعرق شديد وبدأت تردد: «هتقتلنى أنا وابنك زى ما فلان قتل فلانة، صح؟ انت عايزنا ننام جنبك عشان هتقتلنا الليلة دى».


مواضيع متعلقة