الوسواس القهري المتهم البرىء في الجرائم الاجتماعية

كتب: أسماء أبوالسعود

الوسواس  القهري  المتهم البرىء في الجرائم الاجتماعية

الوسواس القهري المتهم البرىء في الجرائم الاجتماعية

سالت دماؤهم نتيجة جرائم ارتكبها أقرب الناس إليهم، فهؤلاء قُتلوا على يد آبائهم أو أمهاتهم، وحينما كانت أرواحهم تفارق أجسادهم كانت عيونهم تسأل سؤالاً واحداً وتبحث له عن إجابة مقنعة: «بأى ذنب قُتلنا؟»، فهنا أب ذبح زوجته وأبناءه الستة، وهناك زوج قتل زوجته وطفله، بينما قتل مدمن زوجته بثمانى طعنات، وأخيراًًً قتلت أم ابنتها، وفى النهاية كشفت التحقيقات أن بعض هؤلاء مصابون بـ«الوسواس القهرى».

هل ارتكب المتهمون تلك الجرائم بسبب إصابتهم بالمرض، وهل كان هو الدافع الأساسى؟ أم مجرد «شماعة» تذرّع بها الجناة للنجاة من حبل المشنقة؟

«الوطن» تفتح ملف الجرائم الاجتماعية وعلاقتها بـ«الوسواس القهرى» الذى يعتبره الأطباء مرضاً نفسياً وليس عقلياً يُصيب الكثير ممن تعرّضوا لضغط نفسى شديد، وتصل نسبة انتشاره من 2 إلى 3% فى المجتمع المصرى، ويضم 5 مراحل مختلفة، «الفكرية والحركية والمخاوف والتوهم المرضى» وآخرها «الومضية»، التى يتحوّل المريض فيها إلى مرحلة الخطر، وربما يلجأ إلى تهديد من حوله حتى أقرب الناس إليه، وقد ينتهى الأمر بارتكاب مجزرة، أو ربما القتل مثلما حدث فى مذبحتى الفيوم والدقهلية.

ورغم بشاعة تلك الجرائم، فإنّ القانون لا يعاقب القاتل بعقوبة الإعدام، مثلما ينص قانون العقوبات، نظراً لارتكابه الجريمة دون إدراك أو وعى منه بسبب إصابته بمرض نفسى، ويحاسب بعقوبة مخففة أو يُعفى من العقوبة، طبقاً لحالته النفسية التى يحدّدها طبيب متخصص عقب خضوعه للفحص داخل إحدى المصحات النفسية لمدة لا تقل عن 45 يوماً.

 


مواضيع متعلقة