«مدرس» عاش وسط القمامة 6 سنوات.. رحيل الأخ الأوحد بحادث قطار دمر حياته

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

«مدرس» عاش وسط القمامة 6 سنوات.. رحيل الأخ الأوحد بحادث قطار دمر حياته

«مدرس» عاش وسط القمامة 6 سنوات.. رحيل الأخ الأوحد بحادث قطار دمر حياته

سنوات صعبة عاشها علي مرسي، مدرس جغرافيا، من شبرا الخيمة بالقليوبية بعدما فقد أخيه الذي كان يعمل معيدا بجامعة الأقصر، لتتحول حياته إلى كابوس لم يقدر على الاستيقاظ منه إلا من خلال مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان التي تولت رعايته ودعمه نفسيا، بعدما وجده فريق الإنقاذ التابع للمؤسسة ينام في أحد أكوام القمامة بمنطقة شبرا.

كواليس مؤلمة

كواليس قاسية في حياة «علي» كانت سببا في تدهور حالته النفسية واشتداد العلة عليه، ما جعله يفقد الإحساس بالأماكن وأهمية الجلوس في مناطق نظيفة، ليجد نفسه يعيش لمدة 6 سنوات في القمامة، يأكل كما تأكل القطط وينام إلى جوارها أيضا، دون أن يسأل عنه أحد بعد وفاة والديه. 

جلباب مهلهل قصير، أجزاء من جسده انكشفت بعدما بلى الجلباب وأصبح لا يستر بقدر ما يفضح، شعر رأس طويل وذقن كثيف، ووجهه شاحب، إلى جانب هزال شديد، حالته لم تكن على ما يرام، لم يكن يلاحظ أحد وجوده بالمكان، وخاصة إنه كان يتجول صباحا، ويأتي للنوم ليلا، حتى أنقذته مؤسسة خيرية لإنقاذ المشردين.

عن حالة «علي» النفسية يقول المهندس محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، إنه عند قدومه إلى الدار منذ عدة أشهر، كانت حالته صعبة، ولم يكن يعلم الكثير عن تفاصيل حياته قبل أن يجلس وسط القمامة، لا يتذكر فقط سوى قصة أخيه الأوحد الذي كان يعمل معيدا بجامعة الاقصر، حينها كان يسافر إلى عمله بالقطار، وذات يوم جاءت الأنباء إلى «علي» تشير إلى حادث قطار قد وقع أثناء الذهاب إلى الأقصر: «أخوه كان من ضمن الركاب، وتوفي، ولما علي عرف دخل في صدمة نفسية شديدة، ومشي من البيت وهو لابس طقم واحد بس، فضل بيه لحد ما داب على جسمه».

منذ عدة أشهر علم فريق الإنقاذ بوجود رجل أربعيني يجلس وسط القمامة بمنطقة شبرا الخيمة ويأكل منها، توجه الفريق إليه ومعهم سيارة مجهزة لنقله إلى الدار، حيث جرى التعامل معه نفسيا، بعد تهذيب شعره وأظافره بواسطة شباب من المؤسسة يقتصر دورهم على نظافة النزلاء الشخصية: «عايش دلوقتي وسط النزلاء بسعادة بالغة، ولسه لحد دلوقتي بيقدر يجاوب على أسئلة لها علاقة بالجغرافيا».


مواضيع متعلقة