«100 مليون صحة» تنقذ عبدالنبي.. و«معانا لإنقاذ إنسان» تمنحه حياة جديدة

كتب: إلهام زيدان

«100 مليون صحة» تنقذ عبدالنبي.. و«معانا لإنقاذ إنسان» تمنحه حياة جديدة

«100 مليون صحة» تنقذ عبدالنبي.. و«معانا لإنقاذ إنسان» تمنحه حياة جديدة

«صدفة» ثم «أزمة» ثم «حادث» ثم «حياة جديدة».. كلمات لخّصت ما عاشه الرجل السبعيني عبدالنبي توفيق، الذي ترك منزله إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة، هربا من الوحدة والفشل الذي وجده في زواجه بعد 36 عاما من الارتباط.

بدأت الصدفة باكتشاف «عبدالنبي» إصابته بمرض السكري أثناء حملة 100 مليون صحة، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضمن خطة الدولة للنهوض بصحة المواطنين: «أيام الحملة رحت وكشفت لقيت عندي سكر عالي، كان 480 ومكنتش واخد بالي ولا في أعراض، بس صوابعي كان فيها صديد».

«كنت بتعشى كل يوم كيلو هريسة، لما عرفت رحت مستشفى جيهان في اسكندرية وخدت علاج السكر، ومن هناك اتحولت على المستشفى الميري، وبعدها قصر عيني، ولما دخلت القصر العيني عملت عملية بتر صباعين في رجلي». قال الرجل السبعيني، لـ«الوطن»، متحدّثا عن أزمته الصحية التي تعرض لها.

يتابع «عبدالنبي»، أنّه بعد ساعات من خضوعه لعملية البتر، طلبوا منه في قصر العيني مغادرة المستشفى: «كانوا عاوزين السرير وكنت لسا عامل العملية، نزلت زعلان واتخبطت في عمود في طرقة القصر العيني وجت لي جلطة، مكنتش قادر أقوم لقيت عامل قالي تعالى يا حاج أدلك على مكان كويس يهتم بيك».

قاد العامل البسيط، «عبدالنبي» إلى دار معانا لإنقاذ إنسان: «دخلت المؤسسة وأنا عندي جلطة، مكنتش قادر أقف لما دخلت، وكنت بعاني من السكر ومضاعفاته، وكمان حالتي النفسية كانت سيئة، هنا عملولي برنامج رعاية مكثفة طبيا ونفسيا، ورجعت لشغلي الأصلي، دلوقتي بشتغل فني تكييف وتصليح أجهزة كهربائية في المؤسسة».

أكمل «عبدالنبي» علاجه في الدار، التي جاء إليها جالسا على كرسي متحرك، وبعد تحسن حالته استخدم عصا للاتكاء عليها أثناء السير، وبعد شهرين من بقائه في الدار استطاع المشي دون مساعدة: «قمت عشان عندي عزيمة، والدكاترة والتمريض هنا عملوا معايا الواجب، كنت رافض أقضي عمري على كرسي متحرك، دلوقتي الدار ظبطولي الأكل وبيقيسولي السكر، وباخد الأنسولين الصبح وبالليل».

يعيش «عبدالنبي» في الدار منذ عامين، ويعمل في تصليح الأجهزة الكهربائية: «قبل كورونا كنت بنزل العتبة اشتري اكسسوارات وقطع غيار، لكن بعد كورونا الإدارة خافوا عليا وقالولي متخرجش».

وعن حياته الأسرية، يقول الرجل السبعيني إنّه كان متزوجا وأنجب 4 بنات، وبعد 36 عاما انفصل عن زوجته: «كنّا ديما في خلافات ونقار، اتحملت عشان بناتي، بس اتقفلت منها واتطلقنا، جوزت البنات واطمنت عليهم وسبت البيت وعشت في اسكندرية 8 سنين، مدروتش عليّا فيهم، هي مش عيزاني وأنا مش عاوزها، وفي اتنين من بناتي بييجوا يزوروني هنا في الدار، وقالولي تعالى عيش معانا، بس أنا رفضت، جوز البنت عمره ما يستحمل أبوها، وأنا الحمد لله كويس هنا».


مواضيع متعلقة