شيخ الأزهر: الطبيب الذي يعرض مريضه للخطر ليلحق بصلاة الجماعة «آثم»

شيخ الأزهر: الطبيب الذي يعرض مريضه للخطر ليلحق بصلاة الجماعة «آثم»
قال الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إنّ أخطر أصول الإسلام هو وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الأصل الذي عليه مدار خيرية هذه الأمة وعدالتها وشهادتها على الأمم، في قوله تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله»، فهذا الأصل يعفى منه المسلم ويباح له أن يصمت عنه صمتا مطبقا، وذلك فيما لو ترتب على تطبيقه منكر أكبر منه أو ضرر أشد من ذلك الذي يترتب على الصمت عن هذا المنكر، واستنبط الفقهاء هذه الرخصة من تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم، حين عاش في مكة 13 عاما عانى فيها هو وأصحابه ما لا يطاق ولا يحتمل من منكرات الوثنيين والمشركين، سواء في القول أو العمل.
وأضاف شيخ الأزهر الشريف، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «dmc»: «لما كانت مواجهة هذه المنكرات في العهد المكي مما قد يؤدي لاستئصال شقفة الدين وتدمير بنيانه من الأساس، وهو منكر أشد وأعتى من منكرات الوثنيين، ولما كان الأمر كذلك، صبر النبي صلى الله عليه وسلم على هذه المنكرات وصبر على قريش ولم يحمل السلاح على أهلها ولم يواجههم بأي من خطط التضييق أو الإيذاء أو المناورات الحربية، وظل صابرا ومأمورا بالصبر من الله تعالى حتى هاجر للمدينة المنورة وأذن له بالقتال وأمر بحمل السلاح، بعد أن استفرغ كل طاقته وطاقات أصحابه في الحوار بالحجة والبرهان والترغيب، وواجه القوم في قلة قليلة وهم في كثرة كثيرة وقد نصره الله عليهم نصرا كبيرا».
وشدد شيخ الأزهر، على أنّ الطبيب الذي يترك مريضه ويعرضه لمضاعفات حتى لو بنسبة شك 1% لكي يلحق بصلاة الجماعة فهو آثم وحرام عليه، وإذا مات المريض في هذه الحالة يدفع الطبيب دية القتل الغير عمد، حيث يجوز تأخير الصلاة لعظّام الأمور، ولا يوجد أعظم من إنقاذ حياة إنسان سواء كان مسلم أو غير مسلم.