لا تزال مفتوحة: «الكتاتيب» مقصد الأطفال.. ومنبر العلماء

لا تزال مفتوحة: «الكتاتيب» مقصد الأطفال.. ومنبر العلماء
كانت منتشرة فى قرى ومحافظات مصر المختلفة، لا تخلو منطقة منها، تخرَّج فيها رجال دين ومواطنون صالحون، شبّوا على حفظ القرآن وألموا بأحكامه ونواهيه، لكنها انحسرت فى الفترة الأخيرة، وقل عددها وتأثيرها، وإن كانت بعض المناطق لا تزال تحتفظ بها، وتعلى من دورها التربوى والروحانى العظيم.
الكتاتيب أو مكاتب تحفيظ القرآن لها طابع خاص طوال العام، وفى رمضان على وجه التحديد، حيث يقصدها أطفال المنطقة لتلقى العلم الشرعى وحفظ آيات القرآن الكريم، ولا تزال أسر عديدة تحرص على تشجيع أبنائها على الذهاب إلى الكُتَّاب يومياً. حلقات لحفظ القرآن ومسابقات تشجيعية للأطفال، يحرص الشيخ محمود عبدالرحمن على تنظيمها فى مكتب تحفيظ القرآن بقرية «كفر الشعاورة» بمحافظة الشرقية مركز «منيا القمح»، الذى يفتح أبوابه للأهالى منذ سنوات طويلة.
«الكُتاب يفتح أبوابه يومياً، ويخصص يوم الخميس للمراجعة لجميع الطلاب، وفى رمضان نحرص على زيادة جرعة التشجيع للأطفال، من خلال تنظيم أنشطة وتقديم هدايا للأطفال، عبارة عن مصاحف، فضلاً عن مراجعة ما تم حفظه طوال العام»، بحسب الشيخ «محمود».
يلتحق الأطفال بداية من عمر 5 سنوات تقريباً بـ«الكُتاب»، الذى يتولى الشيخ «محمود» وشقيقه إدارته، خلفاً لوالدهما: «نفضل الأطفال فى السن الصغير، لقدرتهم على حفظ القرآن، وبمجرد أن ينطق الطفل نستقبله فى الكتاب ويبدأ فى الحفظ وتلقى العلم». تنتشر فى محافظة الأقصر مكاتب تحفيظ القرآن الكريم أو ما يطلق عليها «الكتاتيب»، حيث يكون لهذه الكتاتيب طابع خاص ومختلف فى شهر رمضان، وأخرجت «الكتاتيب» فى الأقصر عدداً من مشاهير قراء القرآن فى مصر، أبرزهم القارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الذى تعلم فى كتاب الشيخ محمد سليم فى منطقة «أصفون» بمركز إسنا جنوب الأقصر، والقارئ الشيخ أحمد الرزيقى، أول أمين عام لنقابة القراء سابقاً، ولا تزال تخرج عشرات من القراء سنوياً، حيث تعتبر المحافظة من أكثر المحافظات فى مصر من حيث عدد محفظى القرآن الكريم.
وعن اختلاف الأجواء فى الكتاتيب فى شهر رمضان، يقول الشيخ على يوسف: «شهر رمضان له طابع خاص يميزه، حيث تكون هناك مسابقات يومية بين الأطفال لتحفيزهم، كذلك يكون هناك تنوع فى المسابقات بين دينية وثقافية».
ويؤكد «يوسف» أن الكتاتيب فى الأقصر لا تختلف كثيراً عن الكتاتيب قديماً، ولم تختفِ إلا الألواح المعدنية التى كان يكتب عليها، وكذلك الحبر وأيضاً «الفلكة»، واستبدلت هذه الأشياء بأدوات أكثر تطوراً وحداثة تفيد فى عملية الحفظ والتعليم.
ويضيف أن محافظة الأقصر أصبحت تحتكر المسابقات القرآنية فى حفظ القرآن فى مصر كلها وفى الصعيد بصفة خاصة، كذلك ينتشر محفظو القرآن الكريم من أبناء الأقصر فى كل محافظات مصر.
ويشير «يوسف» إلى أن من الأشياء الرائعة خلال الفترة الماضية وجود محفظات للقرآن يقمن على تحفيظ السيدات والفتيات، وهو أمر رائع كنا نفتقده فى السابق.