اللقاحات وتحوّرات كورونا.. 5 أنواع «لسة فعّالة» وأضعفها «موديرنا»

كتب: أحمد حامد دياب

اللقاحات وتحوّرات كورونا.. 5 أنواع «لسة فعّالة» وأضعفها «موديرنا»

اللقاحات وتحوّرات كورونا.. 5 أنواع «لسة فعّالة» وأضعفها «موديرنا»

طفرة جديدة من فيروس كورونا المستجد تحمل اسم (إي 484 كي - E484K)، عبارة عن نسخ متحورة ظهرت في جنوب أفريقيا، ومؤخرا في البرازيل واليابان، ووصف البروفيسور رافي جوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة كامبريدج، هذه الطفرة بأنَّها الأكثر إثارة للقلق، من حيث الاستجابة المناعية.

وبمرور الوقت تظهر نسخ مختلفة متغيرة ومتحورة من فيروس كورونا المستجد الأصلي، ويرجع ذلك إلى حدوث طفرات مختلفة، وهي ظاهرة طبيعية في حياة الفيروس؛ إذ تحدث تلك الطفرات خلال مراحل تكاثر الفيروس، وتشترك النسختان المتحورتان اللتان ظهرتا في إنجلترا وجنوب أفريقيا واليابان في طفرة تسمى (إن 501 واي - N 501 Y)، وهو تغير يحدث على شوكة الفيروس: «نتوء بروتيني يسمح له بدخول الخلايا»، وتعتبر أكثر عدوى؛ لأنها تقع في موقع ربط المستقبل الفيروسي لدخول الخلية، ما يزيد من قدرته على الارتباط بالمستقبل في الخلية المستهدفة.

وتحيط شكوك ذات طبيعة مختلفة بطفرة (إي 484 كي - E484K)؛ إذ أظهرت الاختبارات المعملية أنها تبدو قادرة على خفض قدرة الأجسام المضادة على التعرف على الفيروس وتحييده.

الطفرات قد تؤثر على فاعلية اللقاح

ونقلت «دوتشيه فيلا» عن مركز الإعلام العلمي البريطاني، الذي نقل تصريحات البروفسور فرانسوا بالو، من جامعة لندن كوليدج، إنه من الممكن أن تساعد الطفرة الفيروس في تجاوز الحماية المناعية المكتسبة بعد عدوى سابقة، أو التي حدثت بسبب طريق التطعيم، مؤكدًا أن هذه القدرة المحتملة على التهرب المناعي هي التي تقلق العلماء؛ لأنها تطرح أسئلة تتعلق بفعالية اللقاحات في نظرهم.

فايزر تؤكد فاعلية لقاحها مع تحورات كورونا

وفي 8 يناير، أعلنت شركتا بيونتيك وفايزر أن لقاحهما فعال ضد الطفرة «إن 501 واي»، لافتة إلى أن الفحوصات المعملية التي أجريت لم تركز على الطفرة الأخرى «إي 484 كي» وغير كافية للاستنتاج بأن فعالية اللقاح ستكون بالقدرة نفسها ضد المتحورات التي تحمل هذه الطفرة، مثلما هي ضد الفيروس التقليدي.

وأوضح البروفيسور فينسينت إينوف، من معهد باستور في باريس، أنه حتى لو تراجعت كفاءة اللقاح، فسيظل بإمكانها تحييد الفيروس، واتفق معه عالم المناعة رينو رابولي، الباحث والمدير العلمي لدى شركة الأدوية العملاقة غلاكسو سميث كلاين، قائلا: «لا أعتقد أن هذه الطفرة وحدها تطرح إشكالية بالنسبة للقاحات».

فايزر تؤكد أن الطفرات لن تؤثر في لقاحها

بحث علمي جديد أجراه باحثون في شركة «فايزر»، وفرع جامعة تكساس الطبي، نُشر على الإنترنت، وجد العلماء فيه أن الأجسام المضادة من متلقي لقاح «فايزر- بيونتيك» لم تظهر أي انخفاض في نشاط التحييد ضد سلالة الفيروس التي تحمل طفرة «إن 501 واي»، واختُبر الفيروس على دم 20 شخصا تلقوا جرعتين من اللقاح، كجزء من تجربة سريرية، ولم تخضع الدراسة لتدقيق المراجعين بحسب «CNN».

وأصدرت فايزر بيانا الشهر الماضي، قالت فيه إنها أجرت اختبارات مماثلة على سلالات متحولة متعددة وحتى الآن، وجدوا تغطية متسقة لجميع السلالات التي اختبرت، مؤكدة وجوب الاستمرار في مراقبة التغيرات المهمة عند تغطية اللقاح، وتوقعوا حدوث طفرة مستقبلية محتملة قد تستلزم تغيير سلالة اللقاح.

وأشار الباحثون إلى أن لقاحي «فايزر» و«مودرنا» يستخدمان التكنولوجيا الجينية التي من شأنها أن تسمح بتكييف اللقاحات بسرعة لمراعاة الطفرات.

اللقاح الروسي يحمي من الطفرة البريطانية

أعلن البروفيسور ألكسندر جينتسبورج، رئيس مركز جامالي لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة في وزارة الصحة الروسية، أن لقاح «سبوتنيك V» سيقي من السلالة البريطانية الجديدة لفيروس كورونا؛ إذ تؤثر هذه الطفرة على نقطة صغيرة فقط على سطح بروتين الفيروس.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية تصريحات «جينتسبورج»، خلال مؤتمر صحفي، أجاب فيه عن سؤال عن قدرة اللقاح الروسي على مواجهة التحورات: «نعم، بالطبع، لقاح سبوتنيك V سيحمي من هذه الطفرة»، مشيرا إلى أنه يخلق مناعة ضد كل بروتينات فيروس كورونا المستجد، والطفرة الموجودة في المملكة المتحدة تغير نقطة صغيرة واحدة فقط على سطح البروتين.

اللقاح الصيني سينوفارم آمن للسلالة الجديدة

نقلت وسائل إعلام عالمية تصريح رئيس مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية، يانغ شياو مينغ، أن اللقاح الذي طورته وحدة تابعة لشركة «سينوفارم» أظهر نتائج أولية جيدة ضد السلالة الجديدة من الفيروس التي رصدت في بريطانيا.

ونقلت وكالة أنباء «شينخوا» عن يانغ قوله: إن التجارب السريرية أظهرت أن الجرعات التي تلقاها المتطوعون مع فاصل زمني لـ3 أو 4 أسابيع كانت الأكثر فعالية، بحسب ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

وأوضح يانغ أن بيانات التجارب السريرية ضمن المرحلتين الأولى والثانية تظهر أن اللقاح يوفر حماية، يمكن أن تستمر لمدة 6 أشهر على الأقل، مشيرا إلى أن المجموعة تنتظر النتائج لمعرفة ما إذا كان اللقاح يوفر حماية تمتد إلى 8 أشهر، مشددا على أن اللقاح آمن.

«موديرنا» تكتشف تأثيرا أضعف للقاح كورونا ضد السلالات الجديدة

أكدت شركة «موديرنا» الأمريكية أنها تتخذ الاحتياطات اللازمة لاختبار جرعة معززة محتملة ضد السلالة المكتشفة في جنوب أفريقيا، أو ما يعرف بتحورات فيروس كورونا؛ إذ فجر ستيفان بانسيل، االرئيس التنفيذي للشركة مفاجاة، مؤكدا أن الاختبارات المعملية الأولية أشارت إلى أن الجرعة أدت إلى استجابة مناعية أضعف لهذه السلالة، وذلك من باب «الحذر الشديد». 

وأجرت «موديرنا» أبحاثا وتجارب مع المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة، استخدمت فيها عينات دم من 8 متلقين للقاح، وبعض القرود المحصنة، في الاختبارات المعملية ضد الفيروسات المتحولة الجديدة، وكان اللقاح فعالا ضد النوعين، اللذين ظهرا لأول مرة في بريطانيا وجنوب أفريقيا، لكن الباحثين وجدوا انخفاضا بمقدار 6 أضعاف في مستويات «تحييد الأجسام المضادة»، ضد السلالة القادمة من جنوب أفريقيا، بحسب «سكاي نيوز».

وأعلنت «موديرنا» أنها بدأت تطوير لقاح معزز يستهدف تلك السلالة الجديدة التي يطلق عليها «بي. 1.351»، كما تنوي اختبار ما إذا كان مجرد إعطاء جرعة إضافية من اللقاح الأصلي مفيدًا من عدمه.


مواضيع متعلقة