وكيل «العلميين»: تحويل كليات الزراعة لعلوم تعدٍ على اختصاص البيولوجيين

كتب: أحمد البهنساوى

وكيل «العلميين»: تحويل كليات الزراعة لعلوم تعدٍ على اختصاص البيولوجيين

وكيل «العلميين»: تحويل كليات الزراعة لعلوم تعدٍ على اختصاص البيولوجيين

قال المهندس جيولوجي محمد غريب أبو عميرة، وكيل نقابة المهن العلمية، إنّ حالة من الاستياء العارم والغضب الشديد اجتاحت أعضاء نقابة العلميين، إثر تقديم مقترح من كلية الزراعة بجامعة القاهرة لتحويل كلية الزراعة إلى كلية علوم الحياة «بيولوجي»، داعيا رئيس قطاع العلوم الأساسية بالمجلس الأعلى للجامعات إلى رفض المقترح و«إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، للحيلولة دون القفز أو الافتئات على مقدرات الآلاف من البيولوجيين العلميين»، بحسب تعبيره.

وأضاف أبوعميرة، لـ«الوطن»: «وكأنّ مشكلات مصر الزراعية انتهت فجأة، وتبقى لها خطوة وحيدة لإنهائها، وهي تحويل كلية الزراعة لكلية علوم بالمخالفة للهدف الذي أنشأت الدولة لأجله كلية الزراعة العريقة، وهي تخريج مهندسين زراعيين وليس بيولوجيين Biologists».

غريب لـ«الوطن»: القرار يتسبب في مخالفة الدستور بوجود نقابتين لمهنة واحدة

وأوضح أبوعميرة، أنّ علم البيولوجي يعرف بأنّه دراسة الكائنات الحية «نبات، حيوان، إنسان»، وبالتالي فتوابع القرار المرفوض سيمكَّن الزراعيين من دراسة العينات البيولوجية البشرية على مستويات الماجستير والدكتوراه، بحسب تعبيره، وهو أمر مقصور على البيولوجيين العلميين والأطباء والصيادلة والبحوث الإكلينيكية غير التحاليل الطبية طبقا لقانون البحوث الإكلينيكية 214 لسنة 2020.

7 شعب لتخصصات العلوم

وواصل أبوعميرة: «الواقع أنّ أحد أهم أهداف وزارة التعليم العالي لإنشاء كليات العلوم في مصر، تكوين قاعدة علمية أصيلة في مختلف تخصصات العلوم البحتة والتطبيقية المتقدمة، وليس البحتة فقط كما يصور البعض»، لافتا إلى أنّها محددة بقانون نقابة المهن العلمية 69 لسنة 80 في شعبها السبعة، والتي لا يقيد بها إلا الأخصائيين العلميين Scientists الحاصلين على درجة البكالوريوس في العلوم من إحدى كليات العلوم أو ما يعادلها؛ طبقا لأحكام المواد 2 و3 و6 و11.

وأشار إلى أنّ هذه الشعب هي:

1. شعبة الكيمياء ويقيد بها الكيميائيين.

2. شعبة البيولوجي ويقيد بها البيولوجيين.

3. شعبة الجيولوجيا ويقيد بها الجيولوجيين.

4. الرياضة والفيزياء والفلك ويقيد بها الرياضيين والإحصائيين والفيزيائيين والفلكيين.

5. العلوم الطبية ويقيد بها العلميين الطبيين.

6. علوم الحاسبات والمعلومات ويقيد بها علميين الحاسبات والمعلومات.

7. الإدارة العلمية، واعتمد هذه التخصصات وزير التعليم العالي بقرارات وزارية، طبقا للوائح كليات العلوم الثلاثين.

وقال غريب: «هذه المحاولة البائسة تعدٍ صارخ على كليات العلوم في مصر وعلى طلبة وخريجي وأساتذة كليات العلوم من تخصصات علوم الحياة (البيولوجيا)، لأنها ستمكن الزراعيين من العمل كبيولوجيين في مختلف قطاع ومؤسسات ووزارات الدولة وهو الأمر المحظور عليهم، لأنه طبقا للقرار الوزاري 215 لسنة 97 في تعريف من هو البيولوجي بالمواد 8 و 9 أنّه من حصل على درجة بكالوريوس العلوم في أحد تخصصات البيولوجيا من إحدى كليات العلوم».

وواصل: «وبالتالي سيتم التعدي على المهن العلمية من قبل نقابة الزراعيين، وهو الأمر المخالف لصحيح نصوص الدستور في مادتيه 77 و78، إذ منع الدستور تمثيل وتنظيم المهنة بأكثر من نقابة مهنية، وبالتالي لا يحق لنقابة الزراعيين تمثيل أو تنظيم المهن البيولوجية بأي حال».

وأوضح أبوعميرة، أنّ تيمة العلوم هي تطورها المستمر وهنا ظهرت العلوم البينية Interdisciplinary Sciences من بين جنباتها، فمثلاً لا توجد أقسام علمية للرياضيات والحاسبات بكليات الزراعة فكيف تمنح درجات في البيولوجيا الحاسوبية أو الميكانيكا الحيوية، كذلك لا توجد أقسام علمية للفيزياء بكليات الزراعة، متسائلا: «فكيف ستمنح درجات في الفيزياء العصبية أو الفيزياء الطبية؟، بالمثل لا يوجد قسم للجيولوجيا فكيف ستمنح درجات في الجيولوجيا الطبية أو البيولوجيا الجيولوجية؟، وأيضا لا يوجد قسم علوم فلك فكيف ستمنح درجات في البيولوجيا الفلكية؟.. إلخ».

وواصل أيضا: «ما يزيد الطين بلّة أنّ تحويل كلية الزراعة لكلية علوم بجامعة القاهرة، سيؤدي لتخريج فئتين من الطلبة بنفس المسمى ونفس عدد سنوات الدراسة من كليتين مختلفتين العلوم والزراعة، ما يسبب إهدارا للمال العام؛ على وجه أن تجهيز معامل كليات الزراعة وتأهيل مدرسيها وأساتذتها علميا، لتدريس البيولوجيا وبالتالي تخريج بيولوجيين، لهو تكرار واستنساخ لمعامل وأساتذة كليات العلوم بلا داع».

وأكد أيضا أنّه من جهة أخرى سيسبب فوضى عارمة بسوق العمل وكوارث مهنية محققة بسبب عمق وتشعب وحساسية أعمال البيولوجيين. ولو نظرنا إلى جميع كليات العلوم بإنجلترا وكندا وأمريكا لوجدنا أنّ أقسام البيولوجي تتبع كلية العلوم بالقطع لا كليات الزراعة، كما في كليات العلوم جامعات أكسفورد وهارفارد وستانفورد وبركلي وإنجلينا روزكان وغيرها.

وأتمّ: «كان الأجدى أن يركز أساتذة كليات الزراعة بتطوير العلوم الفلاحية لتخريج مهندسين زراعيين قادريين على زيادة الإنتاجية النباتية، وبينها التوسع الرأسي والأفقي بمحاصيل ضرورية كالجوافة والبرتقال والمشمش والكنتالوب، ناهيك عن مجالات البستنة والتشجير والإشراف على المزارعين بالحقول وأيضا أعمال الإرشاد الزراعي.


مواضيع متعلقة